عاد الزيلعي إلى الصومال بعد رحلات وجولات أوسعت نطاق ثقافته الإسلامية، وقام فى مدينة هرر حيث تلقى من أهلها ترحيبا حاراّ ودرس فيها العلوم الدينية والأدبية وأصبحت دروسه موضع الإعجاب، وتتلمذ عليه العلماء والأمراء ثم غادر هرر لزيارة شيخه المقدشي فى جكجكا بصحبة عدد من تلاميذه من الشباب الصوماليين، فأوصاه شيخه بالتوجه إلى إقليم أجادين لنشر الثقافة الإسلامية والتعليم والإرشاد فجال بأصحابه فى طول أجادين وعرضها يدعو الناس إلي الخير، وبين الوعظ والإرشاد فى أوساط القبائل الأجادينية الرعاة الرحل، واصطنع أناشيد دينية (الأوزان الزيلعية) لغرض استقطاب الشعب إلى مراكز الدعوة التجديدية حيث كان الشعب الصومالي يميل إلى الشعر والأناشيد كما كانت تملأ مكان الأغاني الشريرة التى كان يتورط بها الشباب، لقيت دعوة الزيلعي قبولا حارا فى سكان أوجادينيا وانضمت جماهير الشعب إلى طريقته واعتبره علماء المنطقة مجددا دينيا وسكن الزيلعي قرية قلنقول بوادي (فافن) الزراعي، وفتح كبرى مدرسة دينية فى أجادين آنذاك، وكبرى زاوية تربية صوفية، فتخرج منه مشاهير علماء المنطقة، وسبّب نهضة علمية روحية إصلاحية غيّرت كثيرا من الأوضاع المتدهورة، وجددت حركة الثقافة الإسلامية فى المنطقة، وأصبحت الطريقة القادرية الزيلعية التى جمعت بين التصوف والتعليم والتربية فى البلاد، وعمت الأقطار الصومالية.
تلاميذه:
تخرج على الزيلعي مئات من العلماء البارزين في منطقة القرن الإفريقي، ومع أن غالبية تلاميذه كانوا من سكان الصومال الغربي، فإن الصوماليين المقيمين فى الأقاليم الأخرى أيضا لم يكونوا محرومين من علومه ومعارفه، ومن الشخصيات الدينية البارزة الذين أصدرتهم مدرسة الزيلعي فأقبلوا مركزا دينيا هاما فى المنطقة من هؤلاء العلماء:
الشيخ أبي بكر بن يوسف القطبي خليفة الزيلعي في قيادة الطريقة بالمركز الأم في قلنقول
والشيخ محمد بن إسماعيل المعروف بالشيخ تمعدى الأجاديني.
والشيخ خليف آدم مصطفى الهوبي الفاتحي قائد الانتفاضة الإسلامية فى هرر وشهيد طغيان الحبشة.
والشيخ عبد الرحمن بن الشيخ أحمد جولى المعروف بأفجوطيي المجيرتينيّ، نابغة الصومال.
والشيخ عبد السلام حاجي جامع القطبي المرشد الداعية أستاذ مدينة جكجكا.
والشيخ حسين فرّى النوحي الأبسغوليّ، عالم الدين الشهير، والمدرس المفيد.
والشيخ يوسف دبد بن أحمد الأغادينيّ الورفائي كبير أساتذة منطقة أجادين فى وقته.
والشيخ عبدي يوسف فارح الببان الأجادينيّ الجيراري الأمادنيّ أول من رحّب بالزيلعيّ في هرر.
والشيخ عبد الصمد حاجي بركالي أحد أركان الطريقة الزيلعية.
من مؤلفات الزيلعيّ:
حديقة التصريف وشرحها
فتح اللطيف فى علم التصريف، وهي رسالة مفيدة نالت تقدير المسلمين، وتدرس حتى الآن فى كبرى المعاهد الإسلامية كالأزهر وغيره ويشبه هذا الكتاب في المنهج والشكل بمنظومة لامية الأفعال لابن مالك
ومجموعة رسائل الزيلعي وتضم عدد رسائل دينية مفيدة.
وبعض القصائد الدينيّة، وكتابه الذي شرح فيه كتاب الشاطبية في القراءات، وتعرض لشرح المعاني، والمصطلحات والإعراب.
وفاته:
وتوفي في قرية قلنقول فى الخامس من شهر ربيع الأول عام 1299 الموافق 24 يوليو 1882 ميلادية.
أكثر أجزاء هذه الترجمة مقتبسة من رسالة مخطوطة جمعها الأخ ياسين عبده سعيد، نقلا عن محمد نظير سيد نور كلطيرى مؤلف كتاب: الشيخ عبد الرحمن الزيلعي:حياته ومناقبه.
ومن مراجع ترجمة الزيلعي المهمّة:
جلاء العينين فى مناقب الشيخين: الزيلعي وأويس للشيخ عبد الرحمن بن عمر العليّ الورشيخي.
وكتاب: الدعوة الإسلامية المعاصرة في القرن الإفريقي للدكتور على شيخ أحمد أبو بكر
دعوة العلماء إلى حمل القلم:
(حياة قصيرة غنيَّة بالعلم والمسرَّة والعمل خير عندي من حياة طويلة خاوية من هذه المتع الثلاث ينحني في خاتمتها الظَّهر ويسيرصاحبها على ثلاث، ولا ينبغي لعالم أن يبقي شيئا من العلم في نفسه ولا يدوِّنه في كتابه قبل أن يلقى وجه ربِّه) أبو علي الحسين بن سينا
الباحث: محمد عمر أحمد
من هنا للامانة http://as7ab.maktoob.com/group/viewForum82256.htm