[ترجمة شيخنا أبو طارق عبد الله محمد حسين حشروف]
ـ[ابو البراء]ــــــــ[02 - 04 - 06, 06:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[ترجمة شيخنا أبو طارق عبد الله محمد حسين حشروف]
الكنية و الاسم و اللقب: أبو طارق عبد الله محمد حسين حشروف
تاريخ و مكان الازدياد: 10/ 10 / 1932، في قرية ايت بويحيى – بني دوالة – تيزي وزو
حياته: دخلت المدرسة القرآنية في قريتي عن ست سنوات من عمري، و كان شيخ القرية و إمامها في ذلك الحين هو أخي عمرو، ثم خلفه الشيخ احمد بن محمد امزيان فاكملت حفظ القرآن وعمرى ثلاث عشرة سنة.
فالتحقت بزواية ايت بويحيى – بني دوالة – طلبا للعلم و لما لم أجد بغيتي لضعف مستوى الشيوخ اتجهت إلى حفظ بعض المتون فحفظت متن ابن عاشر و متن الآجرمية، و ألفية ابن مالك، و متن السلم في المنطق، و أثناء ذلك قدم إلى الزاوية الشيخ عمرو اليجري و هو ابن الزيتونة ففتح لنا بابا جديدا في التعليم و كان يقدم لنا مبادئ في النحو و الصرف و اللغة على طرقة شبه عصرية، و كنت أحفظ أكثر مما أفهم.
ثم تركتها إلى زاوية الشيخ عبد الرحمن الايلولي المشهورة على مستوى منطقة الزواوة و خارجها، فوجدت فيها الذين حفظوا القرآن لا يتجاوز عددهم الأصابع اليد الواحدة رغم كثرة الطلبة.
و كان شيخ الزاوية آنذاك هو الشيخ أحمد الورجيوي الذي كان يقدم لنا درسين في التوحيد باعتماد شرح متن ابن عاشر، و في النحو كتاب قطر الندى و بل الصدى لابن هشام، فكنت أحضر درسيه حياء مني لأني لم أظفر منه بطائل.
ثم جاء الشيخ محمد الصالح الصديق و صنف الطلبة بعد امتحان شفوي الى مستويين، المستوى الأول و هو الذين لهم شبه معلومات أولية في القواعد و حفظ القرآن، ووضع له برنامجا يقوم بتدريس المواد التالية:
في النحو، ألفية ابن مالك
في البلاغة: جواهر البلاغة
في الأدب و اللغة: قصائد شعرية عبر العصور العربية "الجاهلي الإسلامي العباسي الحديث"
في المنطق: متن السلم في المنطق
في الأصول: شرح الورقات إمام الحرمين الجويني
فنظرة عابرة إلى هذه المواد ترى أنها مواد جامعية ذات مستوى عال، ولكنه يقدمها لطلبة عقولهم خاوية و يجهلون أبسط المبادئ في كل شيء، و تبين لنا فيما بعد أنه يعلم نفسه كسبا للمعارف، و مراجعة و تثبيتا للمعلومات التي درسها في الزيتونة.
و كنت أحفظ أكثر مما أفهم و قد ساعدني على ذلك حفظي للقرآن و للألفية و المنطق.
ثم غادرت الزاوية غالى معهد ابن باديس بقسنطينة عام 1950 تقريبا، و بعد اختبار شفوي من الشيخ احمد حماني رحمه الله صنفني في السنة الثانية، و لبثت فيه عامين و من بين أساتذتي الشيخ عبد القادر الياجوري و الشيخ الحفناوي رحمهما الله.
ثم قررت أن أسافر إلى تونس حيث قدمت للإدارة الدفتر المدرسي و أتممت فيها السنة الرابعة و نلت الشهادة الأهلية و نشر اسمي و أسماء الناجحين من الجزائريين في جريدة البصائر.
و كان طموحي أن أذهب إلى مصر قصد مواصلة الدراسة بالجامع الأزهر لشهرته و اتخذت القرار بنفسي من غير أن استشير أحدا و نفقة السفر كانت على حسابي و ساعدني على ذلك أخي أحمد الشهيد.
فلما وصلت مصر برّا خاب أملي فيما كنت أطمح فيه فتبين أن نظام الدراسة في الزيتونة بتونس أفضل منه في الأزهر، كما أن الأزهر لا يعترف بشهادة الزيتونة رغم أن برنامج كل منهما واحد، هذا و إن نظام الدراسة في الأزهر على قسمين:
1 - قسم يسمونه معهد القاهرة فهو خاص بالمصريين لا يسمح لأي عربي مسلم أن يلتحق به، حيث يدرس في الطالب على الطريقة العصرية من طاولات و سبورة و يجمع بين المواد الدينية و العربية العلمية.
2 - قسم يسمونه القسم العام و مقر التدريس في الجامع الأزهر نفسه على شكل حلقات مع الاقتصار على مواد الدينية و العربية، و ينتسب اليه طلبة العالم الثالث من المتخلفين لغويا من إفريقيا و آسيا كما يستقبل المتأخرين من المصريين، فاضطررت إلى الالتحاق به كسبا للمعيشة لمدة عام.
و يقدم إلى القاهرة أحمد توفيق رحمه الله و يشرع في حل مشاكل كل الطلبة الجزائريين جذريا و يتفق مع المسئولين بوزارة التعليم على أن نلتحق بالجامعات كل حسب رغبته و تخصصه مع إجراء امتحان شفوي، فكان أن نجح أغلبنا، فالتحقت بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة –.
¥