تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كلية دار العلوم (هل غفل عنها طلبة العلم؟)]

ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 04:52 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

من خلال هذا الموضوع سنتعرف - بإذن الله - على شئ يسير من أخبار كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وعلى بعض أعلامها، وعلى أقسامها والمواد التي تدرسها وفوائد أخرى - إن شاء الله -.

وأحب أن أنوه أن عملي في هذا الموضوع هو مجرد النقل فقط.

وللعلم: أنا لست من خريجي هذه الكلية العريقة.

ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[22 - 08 - 06, 05:00 م]ـ

"دار العلوم" .. مسيرة قرن من التنوير

(في ذكرى إنشائها: 24 من جمادى الأولى 1289هـ)

سمير حلبي

يقول الإمام "محمد عبده" في معرض حديثه عن "دار العلوم": "إن باحثًا مدققًا إذا أراد أن يعرف أين تموت اللغة العربية؟ وأين تحيا؟ لوجدها تموت في كل مكان، ووجدها تحيا في هذا المكان".

يرجع الفضل في إنشاء "دار العلوم" إلى "علي مبارك باشا" الذي أحس بالهوة الكبيرة والعميقة التي كانت بين المعلّمين في عصره؛ فقد كان المعلمون الذين يتولون تربية النشء وتعليمه لا يخرجون عن إحدى فئتين:

الفئة الأولى: فئة الأزهريين الذين كانوا يرون أن كل علم خرج عن تلك العلوم التي تلقوها في الأزهر، إنما هو كفر بواح وضلال صريح، وأن الاشتغال به عبث لا طائل من ورائه، فكانوا يرمون مدرسي العلوم الأخرى كالجغرافيا والكيمياء والطبيعة وغيرها بالكفر والإلحاد.

أما الفئة الأخرى: فهي فئة معلمي العلوم الكونية الذين كانوا ينظرون إلى زملائهم من معلمي اللغة العربية والدين نظرة دونية، ويرون فيهم جهلا فاضحًا وضلالا واضحًا.

فأراد "علي مبارك" أن يتلافى ذلك الخلل، ويقرب الهوة بين الفريقين فعمل على تأسيس "دار العلوم" ليتلقى فيها الطلاب العلوم الكونية التي لا تتيسر دراستها في الأزهر، بالإضافة إلى العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية.

النواة الأولى لدار العلوم

بدأت أولى حلقات الدرس في مدرج بالمكتبة الخديوية التي صارت نواة لدار الكتب المصرية، في يوم الخميس [1 من صفر 1288 هـ= 6 من مايو 1871م]، وقد سمي هذا المدرج بـ"دار العلوم".

وكان يقوم بإلقاء تلك الدروس نخبة من كبار العلماء والمعلمين على رأسهم "علي مبارك باشا"، وكانت تلك الدروس تمثل تثقيفًا عامًا، وقد أبيح للناس كافة على اختلاف طبقاتهم وثقافتهم حضور هذه الدروس. ولكن مؤسس هذا المشروع لم يقنع بتلك الوظيفة المحدودة للدار، فبعد مضي نحو شهرين من افتتاح "دار العلوم" للدروس العامة، طلب "علي مبارك باشا" من الشيخ "محمد العباسي" شيخ الأزهر تعيين بعض العلماء للتدريس بالدار، وتم اختيار ثمانية من نجباء طلاب الأزهر، بالإضافة إلى طالبين آخرين لحضور دروس "دار العلوم" العربية والشرعية إلى جانب ما يختارونه من العلوم الأخرى كالفلك والطبيعة، ليتم بعد ذلك اختيار المدرسين منهم، ومن هؤلاء الطلاب العشرة تكونت الفرقة الأولى، وهي نواة مدرسة "دار العلوم".

مدرسة دار العلوم

وبعد عام من بدء الدراسة في "دار العلوم" سعى "علي مبارك" إلى جعلها مدرسة مستقلة، واستطاع في [24 من جمادى الأولى 1289هـ= 29 من أغسطس 1872م]، استصدار قرار من الخديوي إسماعيل بفتح مدرسة "دار العلوم" واختير لها خمسون طالبًا، وبموجب هذا القرار تم قبول (32) طالبًا، منهم:

محمد علي المنياوي، وحسين جلال المصري، وعبد العظيم مصطفي، وعبد الواحد وافي، والسيد أيوب العابدي، وعبد الباري وهبة، وكان ناظر المدرسة "حامد نيازي" الذي كان معاونًا بدار الكتب.

وقد استمر عدد الطلبة أقل من (50) طالبًا حتى عام [1300 هـ= 1882م] وفي عام [1301 هـ= 1883م] بلغ عدد طلبتها (56) طالبًا.

وكان أول من تخرج فيها الشيخان "محمد عبد الرؤوف"، و" عمر إبراهيم السمالوطي".

المرحلة الأولى: النشأة

مرت دار العلوم بمراحل كثيرة منذ نشأتها الأولى وحتى الآن، وكانت في الفترة الأولى من عهدها التي امتدت لنحو خمسة عشر عامًا ـ من [1289 هـ= 1872م] إلى [1304 هـ= 1887م]ـ ليس لها منهج دراسي مطبوع ولا مدة دراسية محددة، فقد تخرج الطلاب في الأعوام الثلاثة الأولى بعد عام دراسي واحد درسوا خلاله التفسير، والفقه، والعلوم الأدبية، والتاريخ العام، والجغرافيا، والحساب، والهندسة، والكيمياء، والطبيعة، والخطوط العربية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير