ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 08 - 08, 06:20 م]ـ
قال العلامة أبو الحسين أحمد بن فارس في كتابه النفيس (الصاحبي):
(( .... لأن المرجع [هو] إلى أقاويل العلماء، ولن يجوز لأحد أن يعترض عليهم بالطعن، وهم من العلم بالمكان الذي هم به، ولهم مع ذلك فضيلة التقدم ومزية السبق .... ))
قلت: ابن فارس هو نفسه الذي يستشهد بعض الناس بقوله في الإزراء على القدماء (ليس في الكلام القادم إزراء ولا هم يحزنون)، وذلك في رسالة له قال فيها:
(( .... ولو اقتصر الناس على كتب القدماء لضاع علم كثير، ولذهب أدب غزير، ولضلت أفهام ثاقبة، ولكلت ألسن لسنة، ولما توشى أحد لخابة ولا سلك شعبا من شعاب البلاغة، ولمجت الأسماع كل مكرر .... )).
وليس في كلامه هذا ما يقلل من قيمة القدماء، وإنما مراده أبواب الشعر والأدب والابتكار فيهما، ويمكن أن يشمل كلامه غير ذلك من ملح العلم وزيادة بيان مسائله.
وأما كلامه الأول ففي أصول العلم وجمله. (زيادة من كيسك لا أصل لها في الكلام)
والله أعلى وأعلم.
جمع وتوجيه جانب الصواب ..
وكلامه الأول إنما هو في إجلال العلماء ومعرفة منازلهم وحرمة الطعن فيهم ..
وكلامه الثاني إنما هو في ذم تقليد العلماء .. والزعم أنه ما ترك الأول للآخر شيئا يقال .. وذلك حق وصدق في جميع الموارد ..
ولا يحتمل كلامه أكثر من هذا ولا غيره إلا بنوع تكلف ..
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[05 - 10 - 08, 07:38 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 02:41 ص]ـ
وهذه فائدة جليلة للشاطبي رحمه الله (في الموافقات):
(( ......... يعتقدُ هو فى نفسه أنه من أهل الاجتهاد وأن قوله معتدٌ به وتكون مخالفته تارة فى جزئي وهو أخف، وتارة فى كلي من كليات الشريعة وأصولها العامة كانت من أصول الاعتقادات أو الأعمال؛ فتراه آخذا ببعض جزئياتها فى هدم كلياتها حتى يصير منها إلى ما ظهر له ببادئ رأيه من غير إحاطة بمعانيها، ولا راجعٍ رجوع الافتقار إليها، ولا مسلمٍ لما روى عنهم فى فهمها، ولا راجع إلى الله ورسوله فى أمرها كما قال {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} الآية، ويكون الحامل على ذلك بعض الأهواء الكامنة فى النفوس الحاملة على ترك الاهتداء بالدليل الواضح واطراح النصفة والاعتراف بالعجز فيما لم يصل إليه علم الناظر، ويعينُ على هذا الجهلُ بمقاصد الشريعة وتوهم بلوغ درجة الاجتهاد باستعجال نتيجة الطلب؛ فإن العاقل قلما يخاطر بنفسه في اقتحام المهالك مع العلم بأنه مخاطر)).
رحم الله أئمتنا وعلماءنا!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 01 - 09, 11:33 ص]ـ
قال العلامة أبو بكر الزبيدي في (الاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية):
((ولعل عاقلا [غافلا] يتوهم أنا ادعينا مداناة سيبويه في علمه، أو موازاته في نفاذه وفهمه، بما زدنا عليه من الأبنية التي أغفل ذكرها، ولما دللنا عليه من تناقض بعض قوله، أو بمعارضتنا له في اليسير من معانيه، فيخالنا إفكا ويظن بنا عجزا، وأنى لنا بما توهمه؟! وإنما تكلمنا على أصوله، وعارضنا بعض قوله ببعضه، ورددنا عليه من علمه، والإحاطة على البشر ممتنعة، والعصمة عنهم مرتفعة، ونسأل الله توفيقا مؤديا إلى طاعته، موجبا للمزيد من فضله، مبلغا إلى رضاه ورحمته آمين.))
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:50 م]ـ
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في صدر كتابه (موضح أوهام الجمع والتفريق):
( ... ولعل بعض من ينظر فيما سطرناه ويقف على ما لكتابنا هذا ضمناه يلحق سيء الظن بنا ويرى أنا عمدنا للطعن على من تقدمنا وإظهار العيب لكبراء شيوخنا وعلماء سلفنا وأنى يكون ذلك وبهم ذكرنا وبشعاع ضيائهم تبصرنا وباقتفائنا واضح رسومهم تميزنا وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا وما مثلهم ومثلنا إلا ما ذكر أبو عمرو بن العلاء فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أبو طاهر عبدالواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم حدثنا محمد بن العباس اليزيدي حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال قال أبو عمرو ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال ولما جعل الله تعالى في الخلق أعلاما ونصب لكل قوم إماما لزم المهتدين بمبين أنوارهم والقائمين بالحق في اقتفاء آثارهم ممن رزق البحث والفهم وإنعام النظر في العلم بيان ما أهملوا وتسديد ما أغفلوا إذ لم يكونوا معصومين من الزلل ولا آمنين من مقارفة الخطأ والخطل وذلك حق العالم على المتعلم وواجب على التالي للمتقدم وعسى أن يضح العذر لنا ثم من وقف على كتابنا المصنف في تاريخ مدينة السلام وأخبار محدثيها وذكر قطانها العلماء أهلها ووارديها فإنا قد أوردنا فيه من مناقب البخاري وفضائله ما الظنة في بابه والتهمة في إصلاحنا بعض سقطات كتابه إن شاء الله تعالى ... الخ)
ـ[مدارج]ــــــــ[10 - 06 - 09, 01:10 م]ـ
صدقت ورب الكعبة ...
(هذا شيء كنا رأيناه أيام الحداثة فأما الآن فلا).
¥