قال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان في تاريخ الأعيان (2/ 294 - 297): ((00 وقال جدِّي في المنتظم كان ابن عقيل فريد دهره وإمام عصره، أفتى ودرس، وناظر، وجمع الكتب في الأصول والفروع، ووعظ، فجرت فتنة بين الحنابلة والأشاعرة فترك الوعظ، وصنف كتاب ((كفاية المفتي)) على مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى0
قلت: واختصر منه جدِّي عشر مجلدات فرقها في تصانيفه، وقد طالعت منه في بغداد في وقف المأمونية نحوًا من سبعين وفيه حكايات ومناظرات0 وغرائب0 وعجائب0 وأشعار، ضمنها أنه قال: 000
ومنها ما حكاه ابن عقيل عن نفسه قال: حججت في بعض السنين، فبينما أنا في الحرم إذا بشيء يلوح وله شعاع فأخذته، وإذا بعقد لؤلؤ، له قيمة، وهو منظوم بخط أحمر0 فبينما أنا أقلبه وإذا بشيخ أعمى يقول: من رأى عقدًا من لؤلؤ فله مائة دينار0 فقلت له: ما علامته؟ فقال هو في خيط أحمر0 فقلت: خذ عقدك0 فقال: خذ الدنانير0 فقلت: لا والله0 واتفق أنني خرجت إلى الشام وزرت البيت المقدس، ونزلت إلى دمشق، وقصدت بغداد وكانت أمي باقية فاجتزت بحلب فدخلتها آخر النهار، فآويت إلى مسجد وأنا جائع بردان0 فقال لي زبون المسجد: تقدم فصل بنا فصليت بهم فعشوني، وكانت ليلة رمضان، فقالوا: إمامنا قد توفي منذ أيام، وكان شيخًا صالحًا مكفوفًا0 ونسألك أن تقيم عندنا هذا الشهر، فأقمت أصلي بهم0 فقالوا: للشيخ الذي كان إمامنا بنت0نزوجك إياها فزوجوني0 فأقمت عندها سنة وأولدتها ولدًا ذكرًا، ثم مرضت في نفاسها فتأملتها ذات يوم وإذا بخيط أحمر في عنقها وإذا به العقد الذي لقيته بعينه0
فقلت لها: يا هذه، إن هذا العقد الذي قصته كذا كذا0فكيف0 وقالت: أنت هو والله؟ لقد كان أبي يبكي ويقول اللهم ارزق ابنتي مثل الذي رد عليَّ العقد، وقد استجاب الله منه لأنه كان صاحًا0 ثم ماتت فأخذت العقد والميراث وعدت إلى بغداد)) 0
وقد ذكر السبط-رحمه الله تعالى- أكثر من قصة نقلاً من كتاب الفنون لابن عقيل منها:
((00اجتاز رجل بالمأمونية وعلى رأسه قفص فيه زجاج- وكان يومًا مطيرًا- فزلق فوقع القفص فتكسر كل ما كان فيه فقعد يبكي ويقول: يا مسلمين هذا القفص والله جميع بضاعتي، ما أقل بختي0
ثم قال: ولقد جرى علي بمكة ما هو أعظم من هذا ((فقال بعض المجتازين: وما الذي جرى لك؟ فقال: دخلت زمزم لأغتسل وخلعت ثيابي وكان في كتفي دملج فيه ثمانون دينارًا نزعته من عضدي وتركته إلى جانب ثيابي0
ولما اغتسلت لبست ثيابي وخرجت ونسيته فذكرته فرجعت أطلبه فما وَََجَدْتَه0 فقال له السائل: وما علامته؟ قال: كذا وكذا، قال: ففي أي سنة كان هذا0 قال: في سنة كذا وكذا0 فأخرج الرجل الدملج من كتفه وناوله إياه0 وقال: حججت تلك السنة، ودخلت زمزم لأغتسل فوجدته هناك، ولي مدة أطلب صاحبه ولم أجده، والحمد لله على وصوله إليك0
فتعجب الناس من جبر مصيبته)) 0
قال عنه ابن النجار كان فقيها مبرزا مناظرا كثير المحفوظ حاد الخاطر جيد الفكرة متمكنا من العلم وكان دائم التشاغل بالعلم وله تصانيف كثيرة منها الفنون يشتمل على ست مائة مجلدا أو أكثر من ذا ومناظراته وملتقطاته طالعت أكثرها وأقام دهرا طويلا يفتي ويدرس ومتعه الله بسمعه وبصره
وقال ابن الجوزي قرأت بخطه أني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري فإذا تعطل لساني من مذاكرة ومناظرة وبصري من مطالعة عملت في حال فراشي وأنا مضطجع فلا أنهض إلا وقد يحصل لي ما أسطره وإني لأجد من حرصي على العلم في عشر الثمانين أشد مما كنت وأنا بن عشرين.
منقول من منتدى الوحيين
http://www.alwhyyn.net/vb/showthread.php?t=23217
يبقى في ذهني شيء واحد هل الكتاب مخطوطه ام انه ضائع ام انه في جملة الكتب المحروقه
والله اود فعلا ان اطلع على هذا الكتاب ولكن كيف ومن اين
ـ[الجهشياري]ــــــــ[07 - 01 - 08, 03:22 م]ـ
أود فقط الإشارة إلى أن كتاب "الفنون" لابن عقيل كان مصدر إلهام مباشر لمن جاء بعده، خاصة ابن الجوزي، فقد حاول أن يحذو حذوه في "صيد الخاطر". ولكن شتان بين المبدع والمقلد، والألمعي والجماعة. فصيد الخاطر فيه "شيء من" الفنون .. رائحة بعيدة .. ولكن من اطلع على ما بقي من كتاب "الفنون"، أدرك الفرق بين الرجلين.
¥