تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال علي بن خشرم: سألت وكيعاً، قلت: يا أبا سفيان تعلم شيئاً للحفظ؟ قال: أراك وافداً، ثم قال: ترك المعاصي عون على الحفظ.

وأنشد أبو طالب يحيى بن علي الدسكري رحمه الله لبعضهم:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصِ (2)

3 - الصدق في اللجأ إلى الله سبحانه ومراعاة حدوده، قال وكيع رحمه الله: هذه صنعة لا يرتفع فيها إلا صادق. وقال الأوزاعي رحمه الله: تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم.

4 - تطييب الكسب وإصلاح الغذاء وإقلال الطعام.

5 - الجد والمواظبة.

* فوائد الحفظ:

للحفظ فوائد كثيرة منها:

إن الحافظ يقدم على غيره، وتظهر ميزته بين أهل العلم أنفسهم،ولهذا قال صاحب الرحبية ـ لما ذكر الفروض المقدرة في كتاب الله ـ قال:

والثلثان وهما التمام فاحفظ فكل حافظ إمام

قال البقري ـ على قوله " فكل حافظ إمام ": أي مقدم على غيره ممن لم يكن مثله، بأن كان أدون حفظاً، أو لم يحفظ شيئاً.أ. هـ

وقال ابن غليون ـ في شرح البيت السابق ـ: اي مقتدى به مقدم على غيره، فمن جدّ وجد، ومن فرش رقد،ومن زرع حصد،ومن كسل نال الهم، والندم، والنكد.

* ما يعين على الحفظ من المأكولات:

1 - العسل: عن ابن جريج قال: قال الزهري عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ.

2 - الزبيب: وقال الزهري أيضاً: من سره أن يحفظ ا لحديث فليأكل الزبيب. وأكل الزبيب بُكْرة و قال الهاشمي: مَن أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب و كان شيخنا الشيخ نايف بن العباس ـ رحمه الله تعالى ـ يأكل كل يوم في الصباح إحدى و عشرين زبيبة نظيفة، و كان آية في الحفظ، و كان يُرْشِدُنا إلى ذلك و كان الوالد ـ رحمه الله تعالى ـ يقول لي: أكل الزبيب على الرّيق يقوّي الذاكرة، و خاصة الأشقر منه.

4 - التمر:

5 - شرب ماء زمزم: و من الأدوية النافعة جداً: شرب ماء زمزم بنية الحفظ فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: (ماءُ زمزمٍ لِما شُرِبَ لَهُ) وقد شَرِبَ من ماء زمزم كثيرٌ من السلف الصالح على نِيَّاتٍ متفاوتة فاستجاب الله تعالى لهم.

6 - الحبة السوداء:

7 - اللبان: وينبغي أن يستعملها جعله الله تعالى سبباً لجودة الذهن كمضغ اللبان والمصطكى على حسب العادة.

* أسباب النسيان:للنسيان أسباب كثيرة منها:

1 - الاستهانة بأداء فرائض الله وتعدي حدوده.

قال ابن مسعود t: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها.

وسئل سفيان بن عيينة: هل يسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟! قال: ألم تسمع قوله:) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ ([المائدة / 13].

2 - كثرة الأكل، وقد قيل: " البِطْنةُ تُذْهِبُ الفِطْنةَ ".

3 - الإجهاد والسهر المضني.

4 - كثرة الاهتمام بأمور الدنيا والانشغال عن مراجعة المحفوظ.

• الحافظ عند المحدثين:

قال ابن سيد الناس رحمه الله تعالى:" وأما المحدث في عصرنا فهو: من اشتغل بالحديث رواية، ودراية، وجمع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه، واشتهر فيه ضبطه، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه،وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون مايعرفه من كل طبقة أكثر مما يجهله منها، فهذا هو الحافظ .. ".

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ـ في النكت على ابن الصلاح: للحافظ في عرف المحدثين شروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً:

1 - وهوا لشهرة بالطلب والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف.

2 - والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبه.

3 - والمعرفة بالتجريج والتعديل وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون مايستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره مع ا ستحضار الكثير من المتون

فهذه الشروط إذا اجتمعت في الراوي سموه حافظاً.

والحفاظ من المحدثين كثيرون، وقد ذكر ابن الجوزي جماعة منهم ورتبهم على حروف المعجم في كتابه " الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ" فانظرهم هناك.

* الحفظ في الصغر:

ينبغي لولي الصبي أن يجتهد معه في التحفظ للقرآن، وسائر العلوم، في صغره،وكذا كل مبتدئ في طلب العلم، حتى يكون الحفظ سهلاً على الطالب، لأن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير