وبهذا يلتئم شمل الروايات ويظهر مقصود ابن أبي شيبة منها.
وقد تكون هناك احتمالات أخرى في نفس معنى هذه الواو، مثل (ح) لكن من المؤكد هنا أن مقصود ابن أبي شيبة كان في إيراد الروايتين، ولم تكن رواية (يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك) خطأ كما جزم محققا الرشد، ولا كانت شيئا تافها غير مؤثّر يجوز لعوامة أن يتجاهله، فيُسْقِط بهذا رواية من أصل الكتاب، بل هي الرواية التي قصدها صاحب الكتاب ومؤلّفه في هذا الموضع ولأجلها أعاد رواية الخبر!.
وهذا ومثله الكثير يعني فقدان الثقة بمنهج عوامة الذي سار ويسير عليه، كما يعني فقدان الثقة بما أثبته عوامة في متن هذه الطبعة الأعجمية من مصنف ابن أبي شيبة.
الثامنة: على أن قول محمد عوامة في حاشيته: ((وجاء هنا في ت، م، د، ن: عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك، و (أنس) ليس في سائر النسخ)) مما يتناقض أوله مع آخره، وربما كان من جنس ألغاز عوامة التي يملك هو وحده سرها ومفتاحها.
لأنه إذا قال: (وأنس ليس في سائر النسخ) فلا معنى بعد ذلك لقوله: (وجاء هنا في ت، م، د، ن: عن أنس بن سيرين ... ) إلخ.
وقد ذكر في أول المجلد المذكور 11/ 5 صور النسخ المستخدمة في تحقيق هذا المجلد ومنها:
نسخة الشيخ محمد مرتضى الزبيدي (ت)، نسخة مكتبة مراد ملا (م)، نسخة مكتبة بايزيد (د)، نسخة مكتبة نور عثمانية (ن).
فهل جاء (أنس) فعلا في هذه النسخ الأربعة كما يقول محمد عوامة في أول عبارته؟ أم أنه لم يأتِ في سائر النسخ كما جزم في آخر عبارته؟!
للجواب عن هذا لابد من اتباع إحدى الطرق الآتية: إما شراء نسخة أخرى مطبوعة بجوار طبعة محمد عوامة، أو اقتناء مخطوطات الكتاب بجوار مطبوعة محمد عوامة، أو الاتصال على محمد عوامة هاتفيًا لمعرفة الحل!!!.
والمهم أنه في نهاية المطاف سيظل القارئ عاجزًا عن معرفة الصواب بنفسه بناء على طبعة محمد عوامة.
والسر في هذا يكمن في المنهج العليل الذي سار عليه محمد عوامة في تحقيقه لهذا الكتاب.
فوا أسفاه على المتون التراثية عندئذٍ.
إلى هنا تنتهي الحلقة الثانية.
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[30 - 06 - 07, 02:41 م]ـ
أيها الإخوة؛
لو ظللنا نتحدث عن الأخطاء التي وقع فيها عوامة، فلن يتوقف الحديث.
والذي جعلني أصاب بالصدمة، هو هذه الإمكانات المادية، والمعنوية، والمخطوطات التي توفرت لعوامة، ثم كانت الصدمة الكبرى، هي هذه المدة، خمسة عشر عامًا!!
في ماذا؟
كأن عوامة أخرج للناس مصنف ابن أبي شيبة لأول مرة، أو أخرج تهذيب الكمال؟!!
وهنا يثني عليه بعض الإخوة في تحقيقه لتقريب التهذيب الذي طبع قبله أكثر من عشرين مرة، وله أكثر من عشرين مخطوطًا.
وهذا كما يقول الصديق الشيخ صبحي السامرائي: درب الأعمى، أي لو قام أعمى بتحقيق الكتاب، بعد كل هذه الطبعات، فأضعف الإيمان أن يتفوق عليها جميعًا.
المحقق الفذ هو الذي يبدأ أول طبعة، لأي كتاب، بأخطاء مقبولة.
لقد بدأ عوامة من حيث انتهى غيره في أربع طبعات سبقت طبعته، وكان من المفروض، لو قام بهذا العمل طالب علم مُبْتَدإ، مازال يحبو على يديه، أن يأتي بطبعة، على الأقل أتقن مما سبق، ثم يضيف جديدًا.
ولكن أن تتفوق عليه حتى طبعة الهنود، في بعض المواضع، فهذه كارثة.
يأتي عوامة بعد خمسة عشر عامًا، ويتجاهل فروق النسخ، في كتاب من أهم كتب الحديث، ثم يملأ حواشية بأخرجه فلان وفلان، وتابعه فلان وفلان، وله شاهد عند فلان وفلان، وكلها منقولة من حواشي الشيخ شعيب الأرنؤوط على مسند أحمد.
والسؤال العلمي لإخوتي الذين دافعوا عن عوامة، لأنه أخرج كتابا في أربع وعشرين مجلدًا، في خمسة عشر عامًا؛
السؤال هو: كم خطأ أصلحه عوامة، في مجلداته العشرين وأربع على الطبعات السابقة؟.
وكم خطأ وقع فيه، وزاد الطين بلة، وزاد الأعور عمًى، ولم تقع فيه الطبعات السابقة؟
أيها الإخوة؛ الكتب لا تُقدر بالوزن، ولا بجمال الورق، ولا بزخرفة التجليد.
الكتاب يوزن بما أضاف، وما أعطى، وما أصلح.
وهذا إثبات بأن الذين دافعوا، إنما دافعوا عن تنسيق الحروف، وجمال حرف الطباعة.
وإلا؛ أجيبوا على السؤال السابق:
كم خطأ أصلحه عوامة، وكم خطأ وقع فيه، وزاد الطين بلة، وزاد الأعور عمًى، ولم تقع فيه الطبعات السابقة؟.
¥