تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أول ما افتتح به العلاونة نقده أن قال في النظرات ص /17:" كتب على الغلاف، قاموس تراجم .... وهو خطأ تابعته عليه أنا والمشرف عل طبع الأعلام أستاذنا المفضال زهير فتح الله ج2ص 327 هامش

والصحيح: معجم تراجم .... لأن لفظة قاموس لا تعني فيما تعنيه (المعجم)،

والحقيقة أن القاموس اسم معجم ألفه الفيروزآبادي فلا يصح أن يقال قاموس بمعنى معجم؛فلكل معجم اسم يسمى به، وكل واحد من المعاجم يقال له معجم ولا يقال له قاموس. وكان القاموس المحيط أُلف قبل نحو ستة قرون، فأقبل عليه أهل العلم إقبالا شديدا، واستعملوه استعمالا أخمل ذكره غيره.

ويجوز أن قليلي العلم منهم أخذوا بعد تعاقب السنين يقولون لكل معجم قاموس، كأنهم يريدون من حيث لايشعرون أن كل معجم هو تابع للقاموس في محتواه واسمه، وهذا الغلط فاش بين الكتاب. انظر: مقالة أستاذنا صبحي البصام في مجلة اللغة [كذا] العربية الأردني 58/ 250.

- أقول:

جاء في المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية في القاهرة ص/758 مادة (قمس)

ما نصه: ?القاموس: البحر العظيم. وـ عَلَم على معجم الفيروز آبادي وـ كل معجم لغوي على التوسع (مج). ومعنى رمز " مج" أن هذا اللفظ أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة

وجاء أيضا في المنجد (ص/654) مادة (قمس):" القاموس: ج قواميس: البحر ـ معظم البحر وأعظمه غورا ـ كتاب الفيروز آبادي في اللغة سمي بذلك لاتساعه وبعد غوره ـ ويطلقه أهل زماننا على كل كتاب في اللغة؛ فهو عندهم يرادف كلمة "معجم" و"كتاب لغة".

فهل على الزركلي من حرج إذا استعمل لفظا أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وورد في المعاجم المعاصرة. ولكن يجوز أن كثيري العلم، والأذكياء خاصة تنبهوا لهذا الغلط الفاشي بين الناس، فصاحوا وتكلموا و .... إن للنقد طريقا ليس هذا مسلكه، وما هكذا يستدرك على الناس.

وأما صبحي البصام ومنزلته من العلم فمعروف عنه تنطعه، وتسرعه في تخطئة الصواب لمجرد الظن، وأذكر أنه تعقب على الأستاذ العلامة محمود شاكر وخطأه في افتتاح الكلام بـ (السلام عليكم) معرَّفة، فرد عليه العلامة أبوفهر محمود شاكر وأفحمه، وبين جهله بالعربية (انظر: مقالات محمود شاكر 1/ 285 ـ 295) ومما جاء في كلام أبي فهر:?وأمحضك النصح أن لا تتبع الناجمة التي نجمت بين أهل اللغة تريد أن تتبجح بالعلم والمعرفة والفقه، فتأتي صواب الناس ترميه بالخطأ على الشك والتوهم، وسوء التأويل، وفساد الفهم ... (لاحظ) وأنت امرؤ فيك خير فلا تضيع ما آتاك الله بالعجلة والتسرع، فتثبت قبل أن تحكم، وتدبر قبل أن تقطع، واستقص قبل أن تستوثق، وانظر لنفسك قبل أن تزل بك قدم ?.

* * *

الزركلي 1/ 27 ع2 أبان بن عثمان بن عفان ( ... ـ105 هـ= ... 723هـ)

قال العلاونة في النظرات ص/17 ?جاء فيها ـ يقصد ترجمته ـ أنه أول من كتب في السيرة النبوية، والصحيح أنه لم تكن له عناية بها (سبحان الله)، إنما ذلك شخص آخر هو أبان بن عثمان بن زكريا اللؤلؤي البجلي، أبو عبد الله المعروف بالأحمر الشيعي، اتهمه العقيلي، وقال الذهبي:? تكلم فيه? وقال الصفدي في الأحمر ?الوافي بالوفيات ?5/ 302: ? وما عرف من مصنفاته إلا كتاب جمع فيه المبتدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة? انظر: تهذيب الكمال2/ 19?

- أقول: هذا جهل فظيع، ووهم شنيع.

أولا: أن أبانا الأحمر توفي على رأس المائتين، كما في لسان الميزان 1/ 227 والأعلام للزركلي1/ 27. وباتفاق العقلاء أن هذا التاريخ متأخر عن زمان محمد بن إسحاق صاحب السيرة (ت 151هـ)، ومتأخر عن موسى بن عقبة صاحب المغازي (ت 141هـ) التي قال عنها مالك: بأنها أصح المغازي. ومتأخر عن معمر بن راشد الأزدي (ت نحو 154هـ) وقد ذكر له ابن النديم في الفهرس ص/138 كتاب المغازي، وكل هؤلاء كتبوا في السيرة، وتوفوا قبله بنحو نصف قرن.

وهؤلاء أنفسهم مسبوقون بابن شهاب الزهري (ت 124هـ) وله كتاب المغازي كما في كشف الظنون 2/ 1747، ووهب بن منبه (ت نحو 114هـ) وله: أخبار الأنبياء، وعروة بن الزبير (ت 94هـ) الذي قال عنه الصالحي في سبل الهدى والرشاد 4/ 11 ?أول من صنف في المغازي عروة بن الزبير ثم تلاه تلميذاه: موسى بن عقبة، ومحمد بن شهاب الزهري?، فمن يقول إن أبانا الأحمر (ت 200هـ) يدل على كونه لايعرف في العلم شيئا، أو أنه لايعقل ما يقول.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير