تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثانيا: أن أبان بن الخليفة عثمان بن عفان الأموي المتوفي في ولاية يزيد مابين (101ـ 105هـ) كان صاحب عناية بالسيرة النبوية، وعنه تؤخذ، بل كانت مدونة عنده في كتاب قبل سنة 82هـ من الهجرة، والدليل على ذلك من الأخبار التالية:

فقد ذكر ابن سعد في الطبقات 7/ 208 في ترجمة المغيرة بن عبد الرحمن (المتوفى في حدود بضع ومائة) عن الواقدي قال: ?وكان ثقة قليل الحديث إلا مغازي رسول الله ص أخذها من أبان بن عثمان، فكانت كثيرا ما تقرأ عليه ويأمرنا بتعليمها?، فلاحظ كلمة ? تقرأ عليه? يعني أخذها عن شيخه أبان من كتابه، وليس رواية شفوية.

ونحوه في تهذيب الكمال 28/ 386 في ترجمة المغيرة أيضا عن الواقدي قال: ? حدثنا يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه لم يكن عنده خط مكتوب من الحديث إلا مغازي رسول الله r أخذها من أبان بن عثمان فكان كثيرا ما يقرأ عليه وأمرنا بتعليمها ?.

وروى الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات خبرا مطولا يؤكد كتابة أبان بن عثمان للسيرة النبوية.

وخلاصته أن سليمان بن عبد الملك حج سنة 82هـ حين ولايته للعهد فمر بالمدينة فركب إلى مشاهد النبي r التي صلى فيها، وحيث أصيب أصحابه بأحُد ومعه عمرو بن عثمان وأبان بن عثمان، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي أحمد (كذا)، فأتوا به قباء، ومسجد الفضيخ، ومشرُبة أم إبراهيم، وأحد، وكل ذلك يسألهم ويخبرونه عما كان

قال الراوي: ثم أمر أبانَ بنَ عثمان بن عفان أن يكتب له سير النبي r ومغازيه. فقال أبان: هي عندي قد أخذتها مصححة ممن أثق به، فأمر بنسخها وألقى فيها إلى عشرة من الكُتّاب، وكتبوها في رَقِّ، فلما صارت إليه نظر فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين، وذكر الأنصار في بدر؛ فقال: ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل، إما أن يكون أهل بيتي غمصوا عليهم، وإما أن يكونوا ليس هكذا. فقال أبان بن عثمان: أيها الأمير، لايمنعنا ما صنعوا بالشهيد المظلوم من خذلانه أن القول بالحق؛ هم على ما وصفنا لك في كتابنا هذا ...

إلى أن قال: ثم إن سليمان جلس مع قبيصة بن ذؤيب فأخبره خبرَ أبان بن عثمان، وما نسخ من تلك الكُتب، فقال قبيصة: من الحظ أن تعلَمها وتعلمها ولدك وأعقابهم ... إلخ، وراجع الخبر في: كتاب مصادر السيرة وتقويمها للدكتور فاروق حمادة ص/84 ـ 85

فالحاصل أن أبان بن الخليفة عثمان من أول من صنف في السيرة إن لم يكن أولهم على أقل تقدير، وعلى هذا فلا اعتراض على الزركلي في كلامه.

ثم إن العبارة التي نقلها العلاونة عن الصفدي في الوافي بالوفيات 5/ 302 هي لياقوت في معجم الأدباء 1/ 39 والصفدي مجرد ناقل،

ثم قوله ?انظر: تهذيب الكمال2/ 19? يوهم أن المزي ترجم لأبان الأحمر، وليس كذلك لأنه ليس من رجال الكتب الستة أصلا، ولكن المزي ترجم لأبان بن الخليفة عثمان في 2/ 16 ـ 18 والإحالة التي ذكرها خاطئة ..

الزركلي 1/ 91، زَرُّوق، أحمد بن أحمد (846 ـ 889هـ)

قال العلاونة ص/20:" زروق، أحصى من مؤلفاته الكناشة، والصحيح: الكناش وهو سيرته الذاتية. انظر: أعلام المغرب العربي 5/ 92

وهذا من الجهل المطبق؛ والتعليق عليه من وجهين:

أولا: في تأنيث كلمة (كناش)، فقد ذكرها هكذا بالتأنيث ابن القاضي في جذوة الاقتباس 1/ 130 قبل صاحب أعلام المغرب العربي بأربعة قرون! والزركلي أخذها منه. ثم ما الفرق بينهما ? فقد جاء في المعجم الوسيط:" الكناشة: الأوراق تجعل كالدفتر تقيد فيها الفوائد والشوارد ". هو ـ مولد ـ، وكلاهما صحيح من جهة اللغة التأنيث والتذكير.

ثانيا: أن الكناشة ليست هي السيرة الذاتية، وإنما هي كما ورد تعريفها المتقدم عن المعجم الوسيط. فكيف تفوت هذه على الأستاذ العلاونة خبير فن التراجم!! وذي الباع الطويل، والعمل الدائب في التدوين في هذا الفن الذي يريد التخصص فيه والانفراد به دون غيره!.

* * *

ـ الزركلي 1/ 237 أحمد ... المقَّري (986 ـ 1041هـ)

أتى العلاونة هنا بكلام طويل لا داعي له، وليس له فيه دخل، إنما نقله من من أعلام المغرب العربي لعبد الوهاب بن منصور، ولئن كان هو سوغ لنفسه الطول لرغبته في حفظ أصل كاد أن يجتث، فإني أعتذر عنه بحرصي على حفظ حق مسلم كاد أن يضيع، وكشف باطل يلزق برجل أفضى إلى ربه،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير