" قد ذكرنا عدة من أصحاب عبد الله بن مسعود رحمهم الله تعالى وبقي منهم عدة لم نذكرهم"
(حلية الأولياء 4/ 178)
ثم ذكر طائفة من أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
-ثم ذكر خلائق من الناس من غير ترتيب معروف، ثم قال:
" قد تقدم ذكر طبقات من الصحابة والتابعين وتابعيهم على ترتيب أيامهم وبلدانهم حسبما أذن الله تعالى فيه ويسره فله الحمد والمنة وعزمنا على ذكر طوائف من جماهير النساك والعباد المذكورين بالكد في الإجتهاد ………. وعدلنا عن ترتيب أيامهم والبلاد فمن اشتهر بالرواية ذكرنا له حديثا فما فوقه ومن لم تعرف له رواية اقتصرنا من كلامه على حكاية والله خير معين وبه نستعين "
حلية الأولياء 6/ 148 - 149، وانظر 6/ 315.
وسار على هذا المنهج حتى آخر الكتاب.
ثانياً: عناصر الترجمة:
أغلب التراجم التي في الكتاب تحوي عناصر تكاد أن تكون متحدة في الترتيب كما يلي:-
-يبدأ باستخدام حروف العطف لبيان انتساب المترجم له للصوفية، ثم يصفه بأوصاف مسجوعة، ويبين اسمه وشيئاً من نسبه وبلده، مثل قوله:
" فمنهم حبيب أبو محمد الفارسي من ساكني البصرة كان صاحب المكرمات مجاب الدعوات "
(حلية الأولياء 6/ 149)
ومثل قوله:" ومنهم المتعبد القوام المتلذذ بالسهر للذكر همام وهو همام بن الحارث النخعي "
(حلية الأولياء 4/ 178)
-ثم يذكر جملة من الأخبار الواردة في فضل المترجم له، وبعض ألفاظ التعديل الواردة فيه،
ويذكر شيئاً من وصف حاله من العبادة والزهد، تقل وتكثر هذه الأخبار حسب ما اشتهر عن المترجم له.
-إذا كان المترجم له ممن اشتغل بالرواية فيذكر بعد ذلك أسماء من روى عنهم
فمثلاً:قال عن أبي عبد الرحمن السلمي:
" أسند أبو عبد الرحمن عن الخلفاء عمر وعثمان وعلي بن أبي طالب وعن أبي مسعود وأبي الدرداء وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم "
(حلية الأولياء 4/ 193)
وقال في ترجمة هشام الدستوائي:
" سمع هشام الأئمة والأعلام قتادة ويحيى بن أبي كثير وطبقتهما من البصريين وحماد بن أبي سليمان وطبقته من الكوفيين وأبا الزبير وطبقته من المكيين "
(حلية الأولياء 6/ 280)
-يجعل عنواناً في أغلب التراجم في ذكر ما أسند المترجم له فيقول:
" ومما أسند فلان " أو يقول:" ومن غرائب مسانيده "، أو:" ومن غرائب حديثه " فإن كان مقلاً من الرواية أو لاشيء له فإنه يبين ذلك كقوله عن زياد بن جرير الأسلمي:" كان زياد قليل المسانيد "
(حلية الأولياء 4/ 198)
-يورد جملة من الأحاديث التي رواها المترجم له من غير ترتيب معين لا في الإسناد ولا في المتن أو عدد محدد لها.
ثالثاً: منهجه في تخريج الأحاديث.
لم يخل أبو نعيم رحمه الله كتابه من فوائد علمية تتعلق بالأحاديث الشريفة ومن عنايته بها فقد تكلم على كثير من الأحاديث من حيث شهرتها من بعض الطرق وغرابتها وله في ذلك منهج يمكن وصفه كما يلي:
-رواية الأحاديث بأسانيده عن شيوخه، وإذ روى الحديث عن أكثر من شيخ فإنه يستخدم رمز الإحالة بين الأسانيد (ح).
-إذا تكرر الحديث عنده وساقه مساقاً مستقلاً عن الحديث الذي سبقه يستخدم ألفاظ المقارنة بين الأحاديث كقوله:" مثله "، و " فذكر نحوه "، و يبن في بعض المواضع فروق الألفاظ بين الرواة، وينسب كل لفظ إلى راويه.
-يكاد لا يترك حديثاً إلا ويتكلم عنه، ومما يذكر في ذلك في غير باب العلل، بيان شهرة الحديث أو غرابته عن المترجم له مثل قوله:" حديث داود مشهور وحديث عاصم تفرد به منصور عن حماد "
(حلية الأولياء 6/ 255)
-الحكم على الأحاديث و من عباراته في ذلك:
ثابت صحيح:
مثل:" ثابت صحيح من حديث شعبة وفراس "
(حلية الأولياء 7/ 202)
متفق عليه:
هذا يقوله عادة في الأحاديث الصحيحة الثابتة، مثل:
" هذا حديث صحيح متفق عليه "
(حلية الأولياء 1/ 338)،
ومثل:" والحديث صحيح متفق عليه على شرط الجماعة "،
ويقوله عن وجود الحديث في الصحيحين مثل:
" صحيح متفق عليه من حديث عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أخرجه البخاري من حديث ابن جريج عن عطاء ومسلم عن سليمان بن بلال "
(حلية الأولياء 3/ 205)،
مثل:" هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما "
(حلية الأولياء 2/ 195)،
¥