تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن الكذب أحط صفة يتصف بها إنسان، فهي مزرية به، مستقطة لمكانته، ثالمة لشرفه و من أعظم الكبائر الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فمن قال على لسانه ما لم يقل، أو روى الاحاديث المكذوبة عليه، و هو يعلم كذبها، فليتبوء مقعده من النار.< o:p>

فعلى المسلمين عموما و الخطباء و المدرسين خصوصا، أن لا ينقلوا حديثاً إلا بعد أن يبينوا من صحته، ليكونوا جميعاً في نجوة من هذا الوعيد الشديد.< o:p>

الحديث رقم 54: < o:p>

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [ماَمِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً أوْ يَزْرَعُ زَرْعَهُ فَيَأْ كل مِنْهُ طَيْرُ أوْ إِنْساَنُ أوْ بَهِيمَةُ إِلاَّ كاَنَ لَهُ بِهِ صَدَقَةً] (ج 3 ص66) < o:p>

إن الحكومات الراقية تحث شعوبها، على بذل الجهد في سبيل غرس الأشجار و ترقية الزراعة، لما لها من الفوائد التي تتوقف عليها حياة الأفراد و الجماعات، في أيام السلم و الحرب، و قد رغب البي صلى الله عليه و سلم أمته في هذه الناحية، وأخبرهم أنه ما أكل طير أو إنسان أو بهيمة من الزرع الذي يزرعونه، أو الشجر الذي يغرسونه، إلا كان لهم به صدقة، فاندفعوا بسائق الإيمان وإكتساب الثواب، إلى الجد و العمل حتى بلغت الزراعة أيام عزهم و إزدهار دولتهم .... درجة عالية من الرقي و التقدم فعلى الأمة أن تجد وتكدح في كل ما يعود عليها بالخير و الفلاح.< o:p>

الحديث رقم 55: < o:p>

قال النبي صلى الله عليه و سلم: [ماَمِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِباَدُ فِيهِ إِلاَّ مَلِكاَنِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُماَ: اللَّهُمَّ اعْطِ مُنْفِقَا خَلَفًا وَ يَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ اعْطِ مُمْسِكاً تَلفاً].< o:p>

( 2 ص 120) < o:p>

إن من ينفق ماله أو جزءا منه في أوجه الخير و سبل البر هو الذي يظفر بدعاء الملك، فيخلف الله عليه و يعوضه خيرا مما أنفق و من أمسك ماله و لم ينفقه في الوجوه التي أمره الله أن ينفقه فيها، أصابته دعوة الملك فاتلف الله ماله جزاء إمساكه و بخله في الخير.< o:p>

الحديث رقم 56: < o:p>

قال النبي صلى الله عليه و سلم: [وَ اللهِ لاَيُؤْمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ< o:p>

قِيلَ: وَمَنْ ياَرَسُولَ اللهِ .. ؟ < o:p>

قَالَ: الذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه]. (ج 7 ص78) < o:p>

سمع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه و سلم يقول: و الله لا يؤمن < o:p>

و يكررها ثلاثا، فاستغربوا ذلك و سألوه: و من هذا الذي تنفي عنه الايمان يا رسول الله .. ؟ قال هو الجار الذي لا يأمن جاره بوائقه، يعني شروره و إيذاءه، فالايمان يقضي على الجار أن يحسن إلى جاره، و إن يعامله معاملة الأخ لأخيه، و لو كان هذا الجار المؤذي جاره، قوي الايمان كامله لما أقدم على مخالفة أمر الله و رسوله.< o:p>

اللهم إجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.< o:p>

الحديث رقم 57: < o:p>

قال النبي صلى الله عليه و سلم: [الْيَدُ الْعُلْياَ خَيْرُ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى وَ أَبْدَأْ بِمَن تَعُولُ وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غَنِى وَ مَنْ يستَعِفُ يُعِفَّهُ اللهُ وَمَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ] < o:p>

( ج 2 ص 117) < o:p>

نفهم من هذا الحديث أن اليد العليا التي تمتد بالعطاء و الاحسان إلى من يستحق الإحسان، خير من اليد السفلى التي تمتد للاخذ و الاستجداء و أنه يجب علينا أن نبدأ بالإنفاق (قبل كل شيء) على عيالنا و أهلنا الأقرب فالأقرب، و إن نعلم أن خير الصدقة، هي التي نتصدق بها و يبقى لدينا من المال ما يغنينا و يغني عيالنا عن السؤال و ان نوقن ان من يستعف (أي يكف عما لا يحل و لا يجمل و يطلب من الله العفة يعفه سبحانه و يجيبه إلى طلبه و من يستغنى بالله عمن سواه يغنيه، و لا يحوجه إلى غيره.< o:p>

الحديث رقم 58: < o:p>

قال النبي صلى الله عليه و سلم: [يَسَّرُوا وَ لاَ تُعَسَّرُوا وَبَشَّرُوا وَلاَ تُنَفَّرُوا]. < o:p>

( ج 1 ص 20) < o:p>

إن الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر، فيما أمرت به و نهيت عنه، فلا نجد أمراً من أمرها يعسر عمله، و لا نهيا يصعب تركه، و قد أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث بالتيسير و التبشير و نهانا عن التعسير و التنفير لما يترتب على الأول من فائدة و خير و على الثاني من ضرر و شر. < o:p>

الحديث رقم 59: < o:p>

قال النبي صلى الله عليه و سلم: [يَا عَبْدَ الرَّحْمَن بن سَمُرَةَ لاَ تَسْأَلْ الاماَرَةْ فَإِِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهاَ عَنْ مَسْألَةٍ وُكَّلْتَ اليْهاَ وَ إنْ أوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهاَ وَ إِذَا حَلَفْت عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْراً مِنْهَا فَكَفَّرْ عَن يَمِيِنكَ وَائْتِ الَّذِى هُوَ خَيْرُ]. < o:p>

( ج 7 ص 216) < o:p>

في هذا الحديث نهي عن طلب الامارة، واخبار على أن من نال الامارة عن طلب < o:p>

و سعي وكل إليها، فترك و ضعف عن القيام بأعبائها و لم يعن عليها، و من نالها، من غير سؤال، و لا سعى أعانه الله على القيام بها حق القيام و يرشدنا هذا الحديث أيضا إلى أمر مهم جدا هو أنه إذا حلف أحد على أن يهجر أخاه مثلا أو يقطع أرحامه أو أقسم أن لا يفعل معروفا، و لا يساعد محتاجا، فلا ينبغي له أن يبر بيمينه بل عليه أن يكفر عنها و يصل إخوانه و أرحامه و أن يفعل المعروف و يساعد المحتاجين فهذه الأمور خير من بر اليمين هكذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يفعل و يأمر أصحابه أن يفعلوا وفقنا الله لاقتفاء آثارهم.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير