تقديمٌ وتأخيرٌ في طبعات صحيح البخاري، وفتح الباري
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[23 - 04 - 09, 09:53 م]ـ
افتح نسختك من "صحيح البخاري"، أو "فتح الباري" على هذا الموضع، ستراه هكذا:
- بَابُ تَرْخِيصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَوْعِيَةِ وَالظُّرُوفِ بَعْدَ النَّهْيِ.
5592 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ جَابِرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الظُّرُوفِ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِنَّهُ لاَ بُدَّ لَنَا مِنْهَا، قَالَ: فَلاَ إِذًا.
5592م- وَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، بِهَذَا.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِهَذَا. وَقَالَ فِيهِ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَوْعِيَةِ.
5593 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَسْقِيَةِ، قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً، فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي الجَرِّ غَيْرِ المُزَفَّتِ.
هنا، وعلى الفور، أنت تشعر أن قول البخاري: "حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِهَذَا. وَقَالَ فِيهِ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَوْعِيَةِ". متابعةٌ لحديث جابر بن عبد الله السابق، والأمر ليس هكذا.
لقد وقع في المطبوع تقديمٌ وتأخيرٌ، والصواب:
5593 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَسْقِيَةِ، قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً، فَرَخَّصَ لَهُمْ فِي الجَرِّ غَيْرِ المُزَفَّتِ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِهَذَا. وَقَالَ فِيهِ: لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَوْعِيَةِ.
صوابه في هذا الموضع، عقب حديث عبد الله بن عمرو، وجاء على الصواب في طبعة المكنز، الحديث (5593).
- قال المِزِّي: البخاري، في الأشربة، عن علي بن عبد الله، و عبد الله بن محمد، فَرَّقَهُما. "مسلم" فيه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، أربعتهم عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن سليمان الأحول، عن مجاهد، عن أبي عياض، بِهِ. "تحفة الأشراف" 8895.
- وقال ابن حَجَر: قَوله: "لَمّا نَهَى النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَن الأَسقِيَة"، كَذا وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوايَة، وقَد تَفَطَّنَ البُخارِيُّ لِما فِيها، فَقالَ بَعد سِياق الحَدِيث: حَدَّثَنِي عَبد الله بن مُحَمَّد، حَدَّثَنا سُفيان، بِهَذا، وَقالَ: "عَن الأَوعِيَة". "فتح الباري" 10/ 60.
والحمد لله، كتبنا نحو هذا التعليق، أثناء عملنا على "المسند الجامع" 11/ 163، الحديث (8533)، منذ قرابة ربع قرن، بتوفيق من الله.
اعذروني أيها الإخوة لأنني كتبت: "كتبنا"، و "عملنا" بلسان الجميع، وذلك لأن "المسند الجامع" قام به مجموعة من طلبة العلم، وليس فردًا واحدًا.