تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى رحمة الله تعالى، بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال، ليلة الأربعاء فاتح صفر العام 1342هـ (13/ 9/1923م) ودفن بفاس، ذلكم هو مؤلف الكتاب، ذكرت ترجمته باختصار شديد لوجودها فى مصادر عديدة، ونظرًا لشهرته التى فاق بها علماء عصره فى مجال النوازل من خلال مؤلفاته التي من أشهرها المعيار الجديد

أما عن كتابه المعيار الجديد فيبدو من التسمية أنه اقتفى أثر أبى العباس أحمد بن يحيى الونشريسى المتوفى فى فاس سنة 914هـ الذى ألف كتاب المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل أفريقية والأندلس والمغرب، وقد قامت بطبعه وزارة الأوقاف بالمغرب [1] وقد حظى معيار الونشريسى بمكانة خاصة لدى علماء وقضاة الغرب الإسلامى لاشتماله على مجموعة كبيرة من النوازل والمسائل وأجوبتها خلال عصر الونشريسى ومن سبقه من فقهاء الأندلس والمغرب وأفريقية، وقد قام أحد فقهاء طرابلس الغرب، وهو العالم الجليل الشيخ عبد السلام بن عثمان التاجورى الطرابلسى المالكى (ت 1139هـ - 1726م) بوضع كتاب فى النوازل أطلق عليه اسم تذييل المعيار، اشتمل على مسائل كثيرة فى مختلف أبواب الفقه، وقد جمع فيه أجوبته والمسائل التى أفتى فيها فقهاء طرابلس الغرب وحواضرها كما نقل فيه كل ما وصل إليه من فتاوى أهل فاس والمغرب الأوسط وتونس، وضمنه بعض المباحث لعلماء آخرين خاصة فى كتاب الجامع الذى جعله لمسائل متفرقة، فقد نقل تأليف لسيدى العربى الفاسى فى شهادة اللفيف، وأدرجه بكامله فى تذييل المعيار، والكتاب ما زال مخطوطصا يتكون من مجلدين مبتور الأول، ويبدو أن مسائل الطهارة قد ضاعت فى الجزء المبتور من أوله [2] ويلاحظ أن الوزاني نقل من مؤلف سيدي العربي الفاسي في شهادة اللفيف، واستشهد بأقواله فى نوازل اللفيف من المعيار الجديد [3]، ويمكن القول إن تذييل المعيار هو محاولة من مؤلفه فى جمع فتاوى المتأخرين بعد عصر الونشريسى إلى عهد المؤلف، إلا أن الوزاني كان أكثر جمعًا للمسائل وأشمل تأليفًا

من حيث الكم والكيف، حيث يغطى مساحة زمنية من منتصف القرن العاشر الهجري إلى النصف الأول من القرن الرابع عشر.

وبالنظر إلى أن مؤلف المعيار الجديد فقيه متمكن وعالم له باع طويل فى فقه النوازل، فقد كان غزير التأليف فى هذا المجال ن حيث كتب النوازل الصغرى المسماة بالمنح السامية في النوازل الفقهية، وقد ظهر هذا الكتاب فى طبعته الحجرية بتاريخ ربيع الثانى 1318هـ الموافق يوليو 1900م ويقع فى أربعة مجلدات [1] وقد طبعته وزارة الأوقاف فى المغرب ما بين سنتي 1412 - 1413هـ، 1992 - 1993م، وقد أشار المؤلف رحمه الله فى بدايته إلى ما يضمه كتاب النوازل الصغرى من مسائل مفيدة وأجوبة فى الفقه دقيقة، وأغلبها من فتاويه التي قام بجمعها عندما كان متصدرًا للفتوى، ولكنه أضاف إليها مجموعة كبيرة من الفتاوى منسوبة لمن سبقوه من الفقهاء فى المغرب كالشيخ التاودى والشيخ الرهونى والشيخ عبد الرحمن الحائك وأضرابهم، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل ضمنه أجوبة بعض شيوخه ومعاصريه [2].

أما فيما يتعلق بتصنيف المعيار الجديد، فقد أشار المؤلف رحمه الله إلى ذلك عندما قال: ثم بعد سنين اجتمعت لدى نوازل أخرى ضمنتها هذا الكتاب المسمى بالمعيار الجديد الجامع المعرب عن فتاوى المتأخرين من علماء المغرب. ولعل المقصود بالمتأخرين هنا، هم الفقهاء والعلماء الذين صدرت عنهم أجوبة أو فتاوى فى مسائل شرعية ممن عاشوا بعد عصر الونشريسى مؤلف المعيار (ت 914هـ) وإلى زمن المؤلف، وإن كان الغالب فيها من عاصر المؤلف أو سبق عصره بقليل، ولم يكن المؤلف جامعًا للغث والسمين من هذه الفتاوى، بل وضع فى كتابه "ما استحسنته من كلام المحققين منهم الراسخين" وذلك يدل على استقرائه لما وجد من أجوبة وفتاوى، فاقتصر على أقوال الفقهاء المتمكنين ..


فتح الله علينا و عليكم ابواب فضله و رحمته

ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[05 - 06 - 09, 05:06 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..

وفقكم الله تعالى و رعاكم ..

افادة متواضعة نقدمها لكم

وفقنا الله و اياكم الى كل خير ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير