تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والثاني: أن أسلوب الشرح بعيد عن طريقة ابن دقيق العيد.

وبعد قراءتي للنسخة المخطوطة المنسوبة للحافظ ابن حجر، وتأملها، والنظر في ترجمة ابن حجر وابن دقيق العيد نظرة بحث واستنتاج ظهر لي أن الكتاب للحافظ ابن حجر، ولا علاقة له بابن دقيق العيد – خلافاً للشيخ راشد الغفيلي الذي أكد أن المخطوط لابن دقبق العيد، ولعل له عذره، وهو أنه اعتمد فقط على مشابهة النسخة التي رآها بجامعة الإمام للمطبوع، ولم يبلغه الشك في نسبة المطبوع إلى ابن دقيق العيد، ولعل ترجيحي كونها للحافظ ابن حجر لما يلي:

أن ابن دقيق العيد أسنُّ من النووي فقد ولد قبله، وإن كان توفى بعده.

ليس لابن دقيق العيد أدنى اهتمام بمؤلفات النووي، ولا أدنى إفادة منها أو عزو إليها – كما يظهر ذلك من تصفحي لمصنفاته كشرح الإلمام وشرح العمدة.

على العكس من ذلك الحافظ ابن حجر فهو له اهتمامه الواضح بمصنفات النووي ونقله عنه في الفتح وغيره مصرحاً يذلك.

بل له اهتمام خاص بالأربعين فقد خرجها بالأسانيد العالية، ولعله أول كتاب حدثَّ يه ونال شهادة شيوخه بتميزه ورسوخه.

لم ينسب أي أحد أي اهتمام لابن دقيق العيد بالأربعين لا شرحاً ولا تخريجاً، ولكن له أحاديث أربعون مروية عن رب العالمين. (طبقات الشافعية 2/ 232، وغيره)، وهى من تصنيفه رواية لا شرحاً لا علاقة لها بأربعين النووي.

أما الحافظ ابن حجر فقد نسب له شرح الأربعين النووية – كما قال ابن العماد في شذرات الذهب (4/ 372): "وشرحَ الأربعين".

نقل الحافظ نصوصاً كثيرة عن ابن دقيق العيد في الفتح، إلا أنه لم ينسب أيَّا منها إلى شرح الأربعين، بينما نسب كثيراً منها إلى شرح الإلمام وشرح العمدة، وقد نقل عن ابن دقيق العيد في شرحه لحديث "إنما الأعمال بالنيات"، وهذا النص موجود في شرح الإلمام عند شرحه للحديث نفسه، فلا يغتر بوجوده في الأربعين. بل ربما كان وجود هذا النقل في أول النسخة سببا في نسبة الكتاب لابن دقيق العيد، فربما وجد ناشره الأول نسخة مخرومة من أولها فوجد هذا النقل فاستأنس به في هذه النسبة، وهذا كثير يعرفه الذي عانى هذا الأمر.

من عادة الحافظ في الفتح حين النقل عن النووي أن يسميه بنسبته – كما يصنع غيره، فيقول: قال النووي.كما أن من عادته التي تميز بها أنه يسميه بلقبه فيقول: قال الشيخ محيي الدين، وهو كثير، ولم أعرف أحداً غيره دعاه بالشيخ محيي الدين، وهذا هو ما صنعه في شرحه للأربعين، فهو يكثر من قوله: قال الشيخ محيي الدين.

أما ابن دقيق العيد فإنه لم ينقل عنه أصلا في كتبه فضلا عن أن يسميه الشيخ وهو أسن منه.

إكثاره هنا من النقل عن ابن بطال والقرطبي صاحب المفهم، وابن هبيرة، والقاضي عياض ...... إلخ، وهو صنيعه في الفتح أيضاً.

على العكس من ذلك ندرة نقل ابن دقيق العيد عنهم في كتبه، بل لم ينقل عن ابن بطال ولا عن ابن هبيرة شيئا في شرحه لعمدة الأحكام.

هذا إلى جانب قرب طريقة الشرح من أسلوب الحافظ في النقل والعزو.

أما المقدمة التي فيها النقل عن السَّعد والبيقوني فأظنها مقحمة على النسخة التي نسبت لابن دقيق العيد، لأنها ليست في أي من النسختين المنسوبتين إلى الحافظ ابن حجر؛ سواء التي احتفظت بها مكتلة برلين، أو التي احتفظ بها الشيخ علي محمد الصالحي، وعموما فالنسخة المنسوبة للحافظ أقدم من النسخة المنسوبة لابن دقيق العيد؛ فقد نسخت عام 1187 هـ، بينما نسخت الأخري عام 1306 هـ.وهذا يرجح عندي أن النسخة التي نسبت لابن دقيق العيد هي نسخة مفككة مختلطة من شرح الحافظ ابن حجر ومقدمة شرح متأخر لعل الدراسة تكشف عنه في يوم من الأيام.

وهذا التخليط في تجليد المخطوطات وقع كثيرا ومن نتائج هذا ما كشفته في لعض دراساتي من وهم وفع لأحد مدرسي الحديث الكبار بالجامعة في تحقيقه للقسم الأول من شرح ابن رسلان إذ حدث إقحام لأول شرح الننوي لسنن أبي داود على إحدى نسخ ابن رسلان لسنن أبي داود الموجودة بتركيا فظن الشيخ حفظه الله أنها ضمن مقدمة ابن رسلان وشرع يحاول تفسير اختلال السياق. وما هي إلا جزء مقحم من مقدمة النووي

ومن هذا كله يظهر لي أن الشرح الذي ظل لعشرات السنين منسوباً للإمام العلامة ابن دقيق العيد هو للحافظ ابن حجر العسقلاني. والله أعلم.

وأتمنى من إخواني وأحبابي وأساتذتي بهذا ملتفى طيب أن يمدوني بصور من النسخة منسوبة لابن دقيق العيد لكي يزيد اليقين ...

=========

وبالمرفقات صور المخطوطين

==============

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 08:56 ص]ـ

شيخنا الفاضل /أبا عبد الله!

جزاكم الله خيرا، وأدام توفيقكم، ونفع بكم!

أين استقر بكم المقام الآن؟

ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:37 م]ـ

وهذا التخليط في تجليد المخطوطات وقع كثيرا ومن نتائج هذا ما كشفته في لعض دراساتي من وهم وفع لأحد مدرسي الحديث الكبار بالجامعة في تحقيقه للقسم الأول من شرح ابن رسلان إذ حدث إقحام لأول شرح الننوي لسنن أبي داود على إحدى نسخ ابن رسلان لسنن أبي داود الموجودة بتركيا فظن الشيخ حفظه الله أنها ضمن مقدمة ابن رسلان وشرع يحاول تفسير اختلال السياق. وما هي إلا جزء مقحم من مقدمة النووي

بارك الله فيكم، ونفع بكم.

قال الحافظ السخاوي في ترجمة الإمام النووي:

تصانيفه ومؤلفاته: ... وقطعة من شرح أبي داود.

قلت: وصل فيها إلى أثناء الوضوء، سماها: "الإيجاز"، وسمعت أن زاهد عصره: الشهاب ابن رسلان، أودعها برُمّتها في أول شرحه الذي كتبه على السنن، وبنى عليها، للتبرك بها، انتهى.

والله أعلم بالصواب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير