تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم يزل عمي - رحمه الله - يتدرج بي من كتاب إلى كتاب تلقيناً وحفظاً ومدارسة للمتون والكتب التي حفظتها حتى بلغتُ الحادية عشرة، فبدأ لي في درس ألفية ابن مالك دراسة بحث، وتدقيق، وكان قبلها أقرأنِي كتب ابن هشام الصغيرة قراءةَ تفهُّمٍ وبحث، وكان يقرئني مع جماعة الطلاب المنقطعين عنده لطلب العلم على العادة الجارية في وطننا إذ ذاك، ويقرئني وحدي، ويقرئني وأنا أماشيه في المزارع، ويقرئني على ضوء الشمع، وعلى قنديل الزيت في الظلمة حتى يغلبني النوم.

ولم يكن شيء من ذلك يرهقني؛ لأن الله - تعالى - وهبني حافظة خارقة للعادة، وقريحة نَيِّرة، وذهناً صيوداً للمعاني ولو كانت بعيدة.

ولما بلغت أربع عشرة سنة مرض عمي مرض الموت، فكان لا يخليني من تلقين وإفادة وهو على فراش الموت؛ بحيث إني ختمت الفصول الأخيرة من ألفية ابن مالك عليه وهو على تلك الحالة))

ويقول في موضع آخر: ((ولقد حفظت وأنا في تلك السن - الرابعة عشرة- أسماء الرجال الذين تَرجم لهم نفح الطيب، وأخبارهم، وكثيراً من أشعارهم؛ إذ كان كتاب نفح الطيب - طبعة بولاق - هو الكتاب الذي تقع عليه عيني في كل لحظة منذ فتحت عيني على الكتب.

وما زلت أذكر إلى الآن مواقع الكلمات منذ الصفحات، وأذكر أرقام الصفحات من تلك الطبعة.

وكنت أحفظ عشرات الأبيات من سماع واحد، مما يحقق ما نقرؤه عن سلفنا من غرائب الحفظ.

وكان عمي يشغلني في ساعات النهار بالدروس المرتبة في كتب القواعد وحدي أو مع الطلبة، ويمتحنني ساعة من آخر كل يوم في فهم ما قرأت، فيطرب لصحة فهمي.

فإذا جاء الليل أملى علي من حفظه - وكان وسطاً - أو من كتاب ما يختار لي من الأبيات المفردة، أو من المقاطيع حتى أحفظ مائة بيت، فإذا طلبت المزيد انتهرنِي، وقال لي: إن ذهنك يتعب من كثرة المحفوظ كما يتعب بدنك من حمل الأثقال، ثم يشرح لي ظواهر المعانِي الشعرية، ثم يأمرنِي بالنوم - رحمه الله -)).

ثم يقول - رحمه الله - بصدق وصراحة: ((مات عمي سنة 1903م ولي من العمر أربع عشرة سنة، ولقد ختمت عليه دراسة بعض الكتب وهو على فراش المرض الذي مات فيه وأجازني الإجازة المعروفة عامة، وأمرنِي أن أخلفه في التدريس لزملائي الطلبة الذين كان حريصاً على نفعهم، ففعلت، ووفق الله، وأمدتني تلك الحافظة العجيبة بمستودعاتها، فتصدرت دون سن التصدر، وأرادت لي الأقدار أن أكون شيخاً في سن الصبا.

وما أشرفت على الشباب حتى أصبت بشرِّ آفة يصاب بها مثلي، وهي آفة الغرور والإعجاب بالنفس؛ فكنت لا أرى نفسي تَقْصُر عن غاية حفَّاظ اللغة وغريبها، وحفاظ الأنساب والشعر، وكدت أهلك بهذه الآفة لولا طبع أدبي كريم، ورحلة إلى الشرق كان فيها شفائي من تلك الآفة)).

هذا وقد أشار - رحمه الله - في بعض المواضع إلى أنه كان يحفظ المعلقات، والمفضليات، وكثيراً من شعر الرضي، وابن الرومي، وأبي تمام، والبحتري.

وأشار إلى أنه يحفظ موطأ مالك وغيره من الكتب.

ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[09 - 11 - 06, 07:57 م]ـ

الله أكبر!!! ما شاء الله لا قوة إلا بالله!! رحمة الله عليه وعلينا!!

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل

ـ[طالب شريف]ــــــــ[10 - 11 - 06, 01:25 م]ـ

سبحان الله! يرزق من يشاء، نسأله من واسع فضله.

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 11 - 06, 09:23 م]ـ

ماشاء الله!

لكن ألا يلاحظ أن بعض العلماء يحفظ أكثر من متن في فن واحد ـ انظر محفوظه فى النحو مثلا ـ فهل هذا يجعلنا نعيد النظر في أنه من الممكن أن يكون لحفظ أكثر من متن في فن واحد ـ بشرط ألا يتشابها ـ فائدة؟

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 05:46 م]ـ

الله أكبر!!! ما شاء الله لا قوة إلا بالله!! رحمة الله عليه وعلينا!!

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل

تلمسوا آثار هذه الحافظة العظيمة .. في رسالة الضب التي أملاها من حفظه رحمه الله، وهو في منفاه في "آفلو" من الجنوب الغربي الجزائري ..

وهي في هذا المنتدى منذ أمد .. لكن قليل من قرأها!!

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71709

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 06:06 م]ـ

د. يحيى الغوثاني;495946] شاب عمره دون الرابعة عشرة يحفظ القرآن وتفسيره وألفية ابن مالك وألفية العراقي

رجعت قبل يومين من زيارة ماتعة للجزائر وقابلت عددا من العلماء الذين صاحبوا الشيخ الداعية البشير الابراهيمي وحدثوني عنه بالكثير وبالطريف اللطيف

وذكروا من حفظه الشيء العجيب فأترك القلم للشيخ ليتحدث عن نفسه

يا دكتور يحيى .. ألا ترى أن هذا يرد عليكم أنتم، معشر المناصرين لـ"البرمجة اللغوية العصبية"، و"طرق التعليم الحديثة"؟؟!!

فالشيخ البشير حسب علمنا، لم يدرّس بالإيحاء، و"التنويم الإيحائي"، أو "تفجير الإبداع"!! وما شاكل من الأسماء! الشيخ البشير، لم يدفع مالا طائلا ليحضر دورة، في البرمجة العصبية في أحد الفنادق الفخمة!

الشيخ درس على "الطريقة التقليدية" .. التلقين ..

فكان "الإمام الرئيس محمد البشير الإبراهيمي" باعث نهضة الجزائر العلمية الحديثة، ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأمير البيان .. (بويع أميرا للبيان في مصر، والعراق .. )

قال فيه: "حسان الدعوة الإصلاحية، وكميت الفرقة الناجية" (كما كان يلقب) شاعر الجزائر، بل المغرب العربي كله: الشيخ محمد العيد آل خليفة .. من قصيدة عظيمة:

يبايع قلبي، قبل كفي صادقا ** أميرا على دست البيان تربعا

..

فلو شئت شأو الشنفرى لبلغته** ولم تقتنع حتى تبز المقنعا

ولو شئت إحصاء لما قد حفظته** لفاخرت حمادا به وابن أصمعا!

وهو الشاهد .. فم رأي الشيخ الغوثاني في ذلك؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير