تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبصفةٍ عامَّة لا تستعمل الأدوية المخفضة للسُّكَّر أثْناء الحمْل أو الرَّضاعة أو إدمان الخُمور، وفي حالات الأمْراض المُعْدية والعمليَّات الجراحيَّة، أو الحساسيَّة ضدَّ السلفا ومشتقَّاتِها؛ كما في أقراص السلفونيل يوريا، أو مع تناوُل الكوتيزونات أو الاستيرويدات.

ب - الأنسولين:

يُعْتَبر فقر الأنسولين أو عوزه بالدم سببًا مباشرًا في ظهور مرَض السُّكَّر؛ لأنَّ وظيفتَه الأساسيَّة إدْخال السُّكَّر بالخلايا والأنسِجة والعضلات والمخ والأعْصاب، ويستهلك عادة السكَّر الزَّائد بالدَّم عن المعدَّل الطبيعي خلال ساعتين، والأنسولين لا يؤْخَذ بالفم (حاليًّا يوجد استِنْشاق)، ولكنَّه يؤخذ كحقن، ويوجد منه أنسولين قصير أو متوسط، أو طويل أو ممتدُّ المفعول، وأحسن مكان يمتص منه الأنسولين الحقن في البطن؛ لأنَّ حقْنَه بالذِّراع أو الفخِذين مع الحركة يمتصُّ بسرعة، وعند أخْذِ الأنسولين، يؤخذ الأنسولين العادي (الرَّائق) في المحقن (السرنجة)، ثم يخلط بالأنسولين المعكر (طويل المفعول) في نفس المحقن، والعكس يحول الأنسولين العادي السريع المفعول إلى أنسولين طويل المفعول، وهناك حقن أنسولين عليها أرقام 20 أو 40 أو 100 وحدة، وهذا معناه: أنَّ كلَّ سنتيمتر مكعب (مل) من السائل به 20 أو 40 أو 100 وحده، وبعض الزجاجات عليْها 30/ 70، وهذا الرَّقم معناه: أنَّ الزجاجة تتكوَّن من نسبة 30 % أنسولين عادية و 70% أنسولين طويل المفعول، والأنسولين عبواته 10 مل (سنتيمتر مكعب)، ويظل مفعول سائل الأنسولين لمدَّة شهْر في درجة الحرارة العادية (25 درجة مئوية)؛ لهذا يخزَّن في الثَّلاجات ولا يخزن في الفريزر حتَّى لا يفقد مفعولَه، وعند أخذ الجرعة لا ترجُّ الزجاجة بل تدار بين راحتَيِ اليد، ويوجد الأنسولين الحيواني والبشري المهَنْدَس وراثيًّا، ويفضل الأنسولين البشري؛ لأنَّه لا يسبِّب حساسية أو أجسامًا مضادَّة تقلل مفعول الأنسولين، عكس ما يسببه الأنسولين الحيواني.

تحليل السكر:

تَحليل البوْل بعد القيام من النَّوم صباحًا ليس مؤشرًا على تركيز السكر بالدم، فيفضل تحليل الدَّم، وللمرضى الذين يعالجون بالأنسولين يحلل البول بصفة منتظمة؛ للتعرف على الأجسام الكيتونية به؛ لأنَّها مؤشِّر ارتفاع السكر وعدم استغلاله؛ مما يجعل الجسم يقبل على استهلاك الدهون المخزونة به، وأنَّ جرعات الأنسولين غير كافية، أو أنه لا يعمل داخل الجسم؛ لهذا تظهر هذه الأجسام الكيتونية أثناء الصيام الطويل أو القيء المستمر، ويجرى تحليل السكر قبل الإفطار (صائم)، أو بعد العَشاء بحوالي 12 ساعة، ويأخذ المريض علاجه قبل الإفطار مباشرة، ثم يحلل الدم بعد تناول الطعام بساعتين؛ للتعرف على مفعول الدواء، ومن الأخطاء الشائعة تحليل البول بالشرائط؛ لأنَّها قد تعطينا نتائج زائفة، ولا سيما لو تناول الشخص العصائر أو الفواكه أو الكورتيزونات، أو فيتامين (ج) أو الإسبرين فقط يظهر سكَّر في البول، رغْم عدَم وجودِه أصلاً، وإذا ظهر السُّكَّر بالبول ولم يظهر بالدَّم، فهذا أمر طبيعيٌّ، وليس معناه وجودَ مرضِ السُّكَّر.

مضاعفات المرض:

تعتبر مضاعفات مرض السُّكَّر النتيجة الحتميَّة لهذا المرض، ولا سيَّما لو أُهْمِل علاجه، ومرض السُّكَّر ليس مرضًا معْدِيًا ولكنَّه قد يكون وراثيًّا؛ ولأنَّ مريض السُّكَّر يتبوَّل كثيرًا، ويعطش بشدَّة فيقلُّ حجم الماء في الدم بجسمه؛ لهذا تقلُّ الدَّوْرة الدَّمويَّة بالأطْراف مع زيادة الأزوت (اليوريا)؛ مِمَّا قد يؤدِّي للفشَل الكلوي، والمُضاعفات المرَضيَّة لمرض السُّكَّر كالجلطات، حتى ولو كان يعالج منه بالأنسولين أو الأدْوِية المخفضة للسكر، وعلى المريض مراقبة وزْن الجسم، وفحْص قاع العَيْن، وتَحليل البوْل كلَّ 24 ساعةً؛ للتَّعرُّف على الزلال به، وبصفة دورية يقوم بتحليل الكرياتنين ويوريا الدم، وإجراء مزرعة للبول، وقياس ضغط الدَّم، والكشف عن التِهاب الأعْصاب الطرفيَّة، سواء بالقَدمين والسَّاقين والذِّراعيْن، كما يجرى له اختبار (دوبللر) للكشف عن الأوعية الدَّموية بالسَّاقين والرَّقَبة، ويفحص القلْب والأُذُن واللَّثة والصَّدْر والكولسترول، وفحْص القَدَميْن جيِّدًا حتَّى لا يصابا بعدوى بكتيريَّة، قد تُسبِّب الغرغرينا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير