قد يكونُ نقْص السُّكَّر بالدَّم عن المعدَّل الطبيعي سببُه زيادة جرعة الأنسولين، أو تناوُل جرعاتٍ أكْبر من أدوِية السُّكر وقلَّة تناوُل الطعام، وأعراضه: العرق الزائد، والشعور بألم الجوع، مع اضطراب في الأعصاب، واضطراب في الكلام، أو الشلل النصفي ورعشة وزغللة في العين وتشنجات، وقد تفضي الحالة للغيبوبة والموت بعدما يصبح معدَّل السكر أقل من 50 مجم/ مل، فنجِد أنَّ السكَّر ينقص كثيرًا في المخِّ والأعْصاب، ويُمكِن التغلُّب على هذه الحالة بإعْطاء المريض سكَّريَّات وحُقَن هرمون جلوكاجون؛ لِهذا على المسنِّين تقليل جُرْعة الأنْسولين وأدوية السُّكَّر.
وقد يكون ارتِفاع السكَّر بالدم سببه عدم تناوُل المريض جرعاتِ دواء السُّكَّر، أو أنَّه لا يستجيب أصلاً للعِلاج، وفي ارْتِفاع السُّكَّر بالدَّم تُصْبِح رائحةُ فم المريض كرائحةِ الثَّوم (الأسيتون)، والشعور بالغثيان والقيْء، والإمساك وكثْرة التبوُّل، وعدم القُدْرة على الحركة، وقد يدخُل المريض في غيْبوبة تفضي للموْت، وقبل الدُّخول في الغيْبوبة يكون كلامُ المريض ثقيلاً وبطيئًا، مع الشعور بالصُّداع الشديد والترنُّح كالسُّكارى، ويزرقُّ الوجْه والقدمان.
علاج السكر:
يعتبر علاج مرض السُّكَّر علاجًا معقَّدًا، وهناك العِلاج بِحقن الأنسولين المخفِّضة للسُّكَّر، كما توجد تقنية زراعة البنْكرياس، وقد نجحت لدى 70 - 90 % ليصل معدل السكر الطبيعي خلال سنة من زراعته، وتعتبر عمليَّة جذريَّة لعِلاج المرَض، وهناك زراعة الخلايا (بيتا) أو البِنْكرياس الصِّناعي، وهو عبارة عن مضخَّة آليَّة تضخُّ الأنسولين في الغِشاء البريتوني بالبطن.
أ - الأقراص المخفضة للسكر:
سلفونيل يوريا: كالدايميكرون والدوانيل:
تزيد معدَّل الأنسولين بالدم، وتعطى للمرضى الذين ليس لديهم أجسام كيتونية بالبول، وقد يصاحبُها زيادة في الوزن، ولا تفيد مع مرضى السكَّر من النَّوع الأوَّل، ولا تستعمل مع الأطفال، أو في حالةِ الارتِفاع الشَّديد في السكَّر، أو في حالة غيبوبة السُّكَّر، ويفضَّل أقراص جليكيدون للَّذين لديْهِم مشاكل في الكلى؛ لأنَّها لا تفرز عن طريقها، ومن تأثيراتِها الجانبيَّة - ولا سيما في حالة الصيام -: خفض معدل السكر، والشعور بالاهتزاز والعرق والإرهاق والجوع والاضطرابات، وقد تظهر بعض الحساسية والهرش، فلا يوقف الدواء.
أقْراص ميتوفورمين: (سيدوفاج):
ويفضَّل استِعْمالُها بواسطة مرْضى السكَّر البدناء، بعد فشل رجيم الغذاء والرياضة في التخسيس، وتعْمل على إقْلال مقاومة الخلايا للأنْسولين، ولا تقلِّل إفْراز الأنسولين من البِنْكرياس، ولا يسبب ظهور غيبوبة نقْص السُّكَّر، ويقلِّل الدهون بالدم كما يقلل انطلاق الجلوكوز من الكبد أو امتصاصه من الأمعاء، وآثاره الجانبية: فقدان الشهية، والشعور بطعم معدني بالفم، والغثيان والقيء، وآلام بالبطن والإسهال، وهذه الآثار تقلُّ مع الوقت.
ثيازوليد بتديونات:
منها أقْراص تروجليتازون التي تزيد من حساسية الأنسولين، فتساعد الأنسجة والعضلات على أخْذ الجلوكوز من الدم، وتقلِّل كميَّة الجلوكوز التي يصنعها الكبد من الجليكوجين، ويحسن مقاومة الخلايا للأنسولين، وآثاره الجانبيَّة ظهور انْخِفاض في السُّكَّر؛ لهذا تقلّل جرعة سلفوتيل يوريا أقراص الأنسولين.
ألفا جلوكوزيداز: كأقراص (أكاربوز):
وتقلل تأثير عمل الإنزيم المسؤول عن تكسير السكر والنشويات أثْناء الهَضْم، وتَحويلها إلى جلوكوز يمتصُّ بالأمعاء؛ لهذا يؤخَذ قبل الأكْل مُباشرة ليقلِّل امتِصاص السُّكَّر من الأمعاء؛ ولِهذا تقلل جرعات أدوية السُّكَّر، ويقلُّ مفعول دواء الأكاربوز، مع تناوُل مدرَّات البول والكوتيزونات، والاستيرويدات، والفينوباربيتيورات، وأدوية الغدَّة الدَّرقيَّة، والاستيروجينات الأنثوية في حبوب منْعِ الحمْل، ودواء أيزونازيد لعلاج الدَّرن، ودواء أكازبوز لا يمتصُّ من الأمعاء، ويسبِّب تَخمُّرًا للسُّكَّريَّات في الجهاز الهضمي لبطْءِ هَضْمِها، وفي حالة انْخِفاض السُّكَّر بالدَّم مع تناوُل هذا الدَّواء يُفَضَّل إعْطاء المريض حقن جلوكوز.
¥