بقي أن أقول إن السيد عبد الرشيد إبراهيم ذكر في كتابه "عالم إسلام" أنه قابل الكونت Okuma وزير خارجية اليابان الأسبق ومؤسس جامعة واسيدا الذي ذكرناه الأسبق ومؤسس جامعة واسيدا الذي ذكرناه سابقاً وذكر له أن مصرياً جاء قبل سنوات يريد أن يجعل الامبراطور مسلماً, ولا أدري هل وفق بمقابلة الأمبراطور أم لا, وليس هناك عربي من له هذا الطموح غير الجرجاوي على حسب ظني. وقد ذكر السيد سوزوكي أن الجرجاوي وصل اليابان في ديسمبر 1906م ولم يحضر المؤتمر الذي عقد في سبتمبر وإنه لم يستطع رؤية الامبراطور بل إجتمع برئيس الوزراء كاتسورا. إن إنكار زيارة رجل ما لبلد ما ليس بالأمر الجديد, فقد قرأت أخيراً أن باحثة في المتحف البريطاني متضلعة باللغة الصينية أنكرت على ماركو بولو زيارته للصين. ولا تزال مسألة زيارة الجرجاوي لليابان محل نظر, وتنتظر جهود الباحثين المهتمين من يابانيين وعرب لتقديم الأدلة الثبوتية أو النافية.
أحمد فضلي
السيد أحمد فضلي يمثل طرفاً مهماً للمشاركين في تأصيل العلاقات اليابانية الإسلامية والدعوة الإسلامية في اليابان, وإني لا أريد أن أدخل الخط على السيد سوزوكي الذي كما قلت إستوفى الموضوع بحثاً. وفعلاً قدمت له ما توفر لدي من وثائق وإني أشكره على ما قدم لي من معلومات عن الجرجاوي. لقد وضع أحمد فضلي كتاب "سر تقدم اليابان" الذي طبع بمصر عام 1911م ليتعرف العرب والمسلمون على اليابان ويستفيدوا من ذلك. كما ذكر السيد عبد الرشيد إبراهيم أن أحمد فضلي كان يعرف الانجليزية والفرنسية وترجم له خطابه في جامعة واسيدا, وإنه زار منزل أحمد فضلي في قرية نيبوري (وهي الآن في قلب طوكيو) ولم يجده بل وجد زوجته اليابانية ومعها إبنتها الصغيرة, وقال عبد الرشيد هما أول امرأة وإبنة يابانيتان في الإسلام.
مولوي بركة الله ودوره في الدعوة الإسلامية في اليابان
شخصية أخرى لعبت دوراً مهماً في العلاقات اليابانية الإسلامية والدعوة إلى الإسلام في اليابان هو مولوي بركة الله مؤسس كرسي الدراسات الأردية في جامعة طوكيو للغات الأجنبية 1910 - 1914م, هندي الأصل من بهوبال, وصل اليابان عام 1909م وعاصر أحمد فضلي وعبد الرشيد ابراهيم واشترك مع أحمد فضلي في إصدار مجلة "الأخوة الإسلامية" عام 1910م وبعد سنة تقريباً إنفصل عنه أحمد فيما بعد واستقل بركة الله باصدار المجلة التي كانت ذا منحى إسلامي دعوي وبدأت تهاجم السياسة البريطانية في الهند والعالم الإسلامي فضغطت الحكومة البريطانية على حكومة اليابان فأوقفت " الأخوة الإسلامية " عام 1912م وكان للرجل نشاط وسياسي كبير حيث كان أحد زعماء تحرير الهند من الأنجليز وترأس أول حكومة وطنية هندية في المنفى عام 1916.
حسن هاتانو
أسلم على يدي بركة الله حسن هاتنو وزوجته وهو أحد الكونتات في النظام الإمبراطوري القديم. وهاتانو أصدر جريدة Gunjin و Islam بعد إيقاف الأخوة الإسلامية. كما أصدر عام 1918م مجلة الأخوة الإسلامية Islamic Brotherhood وهي شهرية مصورة باللغة الإنجليزية. ولعل الإطلاع على المجلات يلقي ضوء على طبيعة العلاقات اليابانية الإسلامية والبراعم الأولى للمجتمع الإسلامي في اليابان. وإني افتش منذ عشرين سنة عن مجلة الإخوة الإسلامية ولم أجد غلا عددين في المكتبة البريطانية ولا أزال أفتش عنها , وقد أودعت نسخاً منها في مكتبة البرلمان الياباني وأعطيتها للاساتذة اليابانيين المختصين. وكما قلت كان لبركة الله نشاط سياسي في الحصول على دعم اليابان شعبياً وحكومياً لحركات استقلال الهند , وكان على صلة برجال الفكر والسياسة في مصر.
عمر ياما أوكا أول حاج ياباني
أما عمر ياما أوكا فهو تلميذ عبد الرشيد إبراهيم وأول حاج ياباني (حج عام 1909) وهو أحد العمالقة الذين أرسوا العلاقات اليابانية الإسلامية وعرفوا الإسلام للشعب الياباني, وكان رمزاً للوجود الإسلامي المبكر في اليابان, وأغنى المكتبة اليابانية بالكثير من الكتب وقد إقترحت على الأخ عادل أوكي أن يقدم بحثه في الماجستير بالجامعة الإسلامية الدولية بكوالمبور عن السيد عمر ياما أوكا, عصره وفكره, ولا ادري هل فعل ذلك أم لا.
أحمد أريجا
¥