أما مصر فدورها رائد في الدعوة الإسلامية في اليابان إبتداءً من علي أحمد الجرجاوي وأحمد فضلي إلى مبعوث الأزهر عبد الله طوغاي في الأربعينات والمرحوم علي حسن السمني أستاذ اللغة العربية في جامع اللغات الأجنبية بطوكيو في الستينات والسبعينات ومبعوث الأزهر في التسعينات إلى مسجد كوبي الشيخ محمد سلامة. أما الدكاترة نبيل فتح الله من هندسة جامعة الأزهر ومصطفى حمزة من جامعة المنصورة اللذان درسا في جامعة طوهوكو في مدينة سنداي على بعد 400كم شمال طوكيو ودروهما في إنشاء فرع للمركز الإسلامي في مدينة سنداي وتعليمهما اللغة العربية للشباب الياباني ودخول عدد لا بأس به منهم في الدين الإسلامي, هذا الدور الذي قاما به لا ينسى ويكتب لهم به أجر عند الله.
وفي فترة ما قبل عام 1973 م كنا نقدر عدد المسلمين اليابانيين ما بين ألف وثلاثة آلاف, أما الآن وفي أيامنا هذه فمن يسألنا نجيبه: إن الحكومة اليابانية قدرت عدد المسلمين اليابانيين بخمسين ألف قبل بضع سنوات, أما وأن الأعداد في تتزايد يومياً حيث يدخل ياباني واحد, أو خمسة, أو عشرة, أو خمسون, وإلى مائة فما فوق فاننا لا نستطيع أن نعطي عدداً محدداً عن المسلمين اليابانيين, ويمكن أن يقدروا بمائة ألف وقد يكون العدد أكثر أو أقل من ذلك, وكل الذي يمكن أن نعلنه بثقة أن عددهم يزداد باضظراد, أما الأجانب فلا يقل عددهم عن ثلاثمائة ألف.
أول مؤتمر للشريعة الإسلامية في اليابان
ولقد أقام المركز الإسلامي مؤتمراً للشريعة الإسلامية في اليابان بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي وجامعة شو أو Chuo عام 1977 لمدة ثلاثة أيام حضره عم الإمبراطور الحالي وأعضاء المحكمة العليا في اليابان وحوالي ثلاثمائة من أئمة القانون الياباني. ولقد تم طبع المحاضرات باللغات اليابانية والإنجليزية والعربية , ونتج عن هذا المؤتمر أهتمامات كثير في الشريعة الإسلامية والمقارنة بالقوانين الوضعية أهمها كتا بالأستاذ خالد كيبا والبروفسور سانادا رئيس معهد القانون المقارن في اليابان وعميد كلية كلية الحقوق في جامعة شو أو, وفحوى هذا الكتاب (تفوق الشريعة الإسلامية على القوانين الوضعية ولزوم الدين الإسلامي للشعب الياباني ومسؤولية المسلمين في تقديم الإسلام للشعب اليابانية وشعوب العالم أجمع).
ولقد نظم المركز في السبعينات ندوتين كبيرتين عن الإسلام والحضارة الإسلامية في طوكيو وكيوتو بالتعاون مع أكبر صحيفتين يابانيتين أساهي Asahi و ماينيشي Mainichi تحث فيهما كل من معالي الدكتور عبد العزيز الفدا مدير جامعة الملك سعود الأسبق وسعادة الدكتور توفيق الشاوي مستشار وزارة البترول آنئذ وحضرهما الآلاف من اليابانيين.
مجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية
وفي عام 1976م كان المركز وراء تشكيل مجلس التنسيق بين الجمعيات الإسلامية في اليابان واستمر المرحوم البروفسور عبد الكريم سايتو منسقاً عاماً له لعشرين سنة وبعد أعيد تشكيل المجلس في المخيم الإسلامي الذي عقد عند سفوح جبل فوجي يوم 7/ 8/1999 , وقام الحضور الذين يمثلون مسلمي اليابان من أقصى الجنوب بانتخاب الأستاذ خالد كيبا بالإجماع منسقاً عاماً.
إننا حين نقارن وضع المسلمين في هذه الفترة بفترة الستينات نلاحظ تطوراً كبيراً, فحينما جئنا إلى اليابان لأول مرة عام 1960 كان اليابانيون حينما يسمعون كلمة إسلام يقولون إسرائيل لأن اليابانيين يقلبون في لغتهم اللام راء. كما كنا نأكل وجبة واحدة من اللحم الحلال في الإسبوع والباقي سمك, أم الآن فلله الحمد ينطق اليابانيون كلمة إسلام واحياناً إسرام بدلاً عما كان يدعونه "كاي كيو Kaikyo " مأخوذ من الصيني ( Hui Hui) , وإن مطاعم الحلال والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال منتشرة في طول اليابان وعرضها , حتى أن رؤساء الدول الإسلامية حينما يأتون بضيافة الحكومة اليابانية يقدم لهم الطعام الحلال من المطاعم التركية أو الباكستانية في طوكيو.
الوجود الإسلامي الحالي في اليابان
¥