تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذا لا يصح من رواه فجعله من مسند عبد الله بن عمرو وذلك ان روح بن عبادة ووالمعافى بن عمراه روياه عن ثور بن يزيد عن عثمان الشامي عن أبي الأشعث عن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص به وخالفهما أبو عاصم الضحاك بن مخلد فرواه عن ثور به وجعله من مسند أوس وهو الصواب.

ورواه العقيلي في الضعفاء من حديث ابن عباس من طريق الصلت بن عبد الرحمن عن عائذ عن الحسن بن ذكوان عن طاوس عن ابن عباس به.

ثم قال العقيلي: (وهذا أيضا غير محفوظ بهذا الاسناد ولا أعرف عائذاً) والصل قال فيه العقيلي مجهول والحسن بن ذكوان سبق ذكره.

أما ما يتعلق بمعنى الحديث وشرحه:

فقوله: (غسَّل واغتسل):

روي بالتشديد والتخفيف فعلى التشديد يحتمل أربع معان:

1 - أن المعنى حمل زوجته أو أمته على الغسل وذلك بجماعها فجعلها تغتسل وهو كذلك فيكون فيه استحباب الجماع يوم الجمعة؛ لأن ذلك أجمع لغضه طرفه، وقد ذكر هذا المعنى ابن خزيمة في صحيحه وغيره.

2 - أن المراد غسل ثيابه واغتسل ببدنه.

3 - أن المراد غسل أعضائه ثلاثا وضوءاً فبالغ في غسلها بتثلثه فاستحق التشديد ثم اغتسل.

4 - ان المراد غسل للجماع ثم اغتسل مرة اخرى للجمعة ذكره ابن الأنباري.

وعلى رواية التخفيف يحتمل معان أيضاً:

1 - أن المراد جامع زوجته ايضا يقال غسل _ بالتخفيف _ امرأته إذا جامعها يقال: فحل غسلة إذا كثر طرقه وجماعه ذكر هذا المعنى الأزهري.

2 - أن المراد غسل رأسه وثيابه.

3 - أن المراد توضا ثم اغتسل.

4 - أن المراد غسل رأسه ثم اغتسل ببدنه وذلك أنهم كانوا وإنما أفرد الرأس بالذكر؛ لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن أو الخطمي وغيرها كانت للقوم جمم، وكانوا يغسلونه أولا ثم يغتسلون، وهذا التفسير مروي عن مكحول و سعيد بن عبد العزيز الشامي أحد رواة الحديث وهو اختيار ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبيهقي في المعرفة ويؤيده رواية عبادة بن نسي عن أوس السابقة عند أبي داود لكن سبق الكلام عليها، وروى البخاري ومسلم عن طاوس قال: قلت لابن عباس ذكروا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤسكم وإن لم تكونوا جنبا وأصيبوا من الطيب ". قال ابن عباس أما الغسل فنعم وأما الطيب فلا أدري.

وقيل بالتشديد والتخفيف المقصود التكراه فهما بمعنى واحد كما هو المر في بقية الحديث نحو مشى ولم يركب فهما بمعنى واحد من باب التأكيد ذكر ذلك ابن الأثير في النهاية.

وقوله: (بكَّر وابتكر):

1 - قال الأزهري: يجوز فيه بكر بالتخفيف والتشديد , فمن خفف فمعناه خرج من بيته باكرا , ومن شدد معناه أتى الصلاة لأول وقتها وبادر إليها.

قال: معنى ابتكر أدرك أول الخطبة , كما يقال ابتكر بكرا إذا نكحها لأول إدراكها.

2 - وقال ابن الأنباري (بكر): اي تصدق قبل خروجه، وتابعه الخطابي.

3 - وقيل: بكر راح في الساعة الأولى , وابتكر فعل فعل المبتكرين من الصلاة والقراءة وسائر وجوه الطاعة وقيل معنى ابتكر: فعل فعل المبتكرين , وهو الاشتغال بالصلاة والذكر حكاه الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب.

4 - وقيل هما بمعنى جمع بينهما تأكيدا كما سبق في غسل واغتسل عند بعضهم وهذا ما ذكره الأثرم من الحنابلة.

وقوله: (فاستمع ولم يلغ) اللغو هو الكلام الباطل الساقط الذي لا فائدة فيه والمراد هنا كل كلام ولذلك من قال لصاحبه انصت فقد لغى مع أنه من المر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذا من مس الحصى لغى

والمقصود ان هذا الحديث فيه سنن:

1 - الاغتسال من الجماع وحمل الزوجة على الغسل.

2 - الذهاب لصلاة الجمعة في أول وقتها.

3 - أن يذهب إلى المسجد ماشياً.

4 - الدنو من الإمام.

5 - استماع الخطبة.

6 - عدم اللغو من كلام وغيره.

واله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير