[ترك المزاح في معضل ابن الصلاح]
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 03:19 م]ـ
:::
آمل ممن يشارك أن يؤصل قوله مع الدليل والتعليل.
قال ابن الصلاح تحت نوع"المعضل" من مقدمته (1/ 411): " وأصحاب الحديث يقولون: أعضله، فهو معضل-بفتح الضاد-، وهو اصطلاح مشكل المأخذ من حيث اللغة، وبحثت فوجدت له قولهم: أمر عضيل، أي مستغلق شديد، ولا التفات في ذلك إلى معضل-بكسر الضاد-، وإن كان مثل عضيل في المعنى" أهـ. والسؤال: ما وجه الإشكال في المصطلح-بفتح الضاد- من حيث اللغة"؟ وما الذي أراده بقوله: " وبحثت ... الخ".
ـ[أبو بشر]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 04:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجه الإشكال من حيث اللغة أننا نقول: أمرٌ معضِلٌ بكسر الضاد بمعنى "شديد غالبٌ" فبناء على هذا فـ"أعضل" فعل لازم غير متعد، فكيف يمكن أن يأتي حينئذ "معضَل" بفتح الضاد مما يقتضي كون "أعضل" متعدياً، فبحث دليل أو إشارة تشير إلى أنه يمكن أن يأتي "أعضل" متعدياً، فوجد لذلك شاهداً وهو قولهم (أمر عضيل) على وزن (فعيل) بمعنى "فاعل"، وما من اسم يأتي على وزن "فعيل" بمعنى "فاعل" إلا ويستعمل له أيضاً "مُفْعَل" وذلك مثل "كريم" و"مكرَم" لأن "فعيل" صفة مشبهة مما يدل على أنها مأخوذة من مصدر فعل لازم، وما يأتي لازماً في الثلاثي المجرد يمكن تعديته بزيادة همزة النقل أو التعدية (أو التضعيف) كما هو معلوم في علم الصرف.
الخلاصة: تبين من كلام ابن الصلاح أن "أعضل" يأتي لازماً ويأتي متعدياً والدليل على أنه يأتي متعدياً وجود "عضيل" على وزن "فعيل" بمعنى "فاعل" وهذا يوجب أن يكون له "معضَل" بالفتح من "أعضله" مع أن "مُعضِل" من الفعل اللازم يأتي بالمعنى نفسه أو القريب منه، لكن لا التفات إليه ما دام "عضيل" موجوداً مما تيدل على وجود "معضَل"، والله أعلم
ملاحظة: يوجد في القرآن الكريم (فلا تعضلوهن) فـ"عضل" هنا متعدٍّ كما لا يخفى، أما "عضيل" فمن فعل لازم، والله أعلم
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[24 - 05 - 2006, 08:09 م]ـ
:::
بارك الله فيك أخي، ولكن ما الذي دعى ابن الصلاح إلى أن يقول: "ولا التفات في ذلك إلى معضل-بكسر الضاد-، وإن كان مثل عضيل في المعنى". وما رأيكم فيما ثبت في بعض نسخ المقدمة من قول ابن الصلاح: " دلنا قولهم: عضيل، على أن في ماضيه (عضل)، فيكون أعضله منه، لا من أعضل هو، وقد جاء: ظلم الليل وأظلمه الله ... ". وما معنى قوله: " فيكون ... "الخ؟
وهل يأتي (فعيل) من الفعل القاصر والمتعدي؟ فإن كان الجواب: نعم، فمن أي الفعلين جاء (عضيل)، مع الدليل.
ـ[أبو بشر]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
أظن أنني أجبت عن بعض الأسئلة التي وردت في ردك الأخير، لكن لا بأس.
يعني ابن الصلاح بقوله "ولا التفات في ذلك إلى معضل-بكسر الضاد-، وإن كان مثل عضيل في المعنى" أنه لما ورد في لغة العرب "عضيل" بمعنى (مستغلق شديد) - وهذا المعنى يدل على أنه من مشتق مصدر فعل لازم - كان القياس أن يستعمل له "أفعله" لأنه يمكن قياساً تعدية اللازم الثلاثي بزيادة همزة التعدية أو النقل أو بالتضعيف (أي "فعَُِل" اللازم بتثليث العين يمكن تعديته بتحويله إلى "أفعله" أو "فعَّل" بتضعيف العين) فإذا كان الأمر كذلك لا التفات إلى (معضِل) بالكسر الذي بمعنى (عضيل) لأن (عضيل) من ثلاثي لازم (كما يدل عليه معناه) ويقاس تعديته بتحويل فعله إلى "أعضله" ومن ثم يكون "معضَل" مستعملاً بغض النظر إلى وجود "مضِل) بالكسر.
نعم. وزن "فعيل" قد يأتي من فعل لازم أو متعدٍّ لكن المعنى هو الحاكم في ذلك، فمعنى "عضيل" مستغلق شديد ولا يكون هذا المعنى إلا لفعل لازم، والله أعلم
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 06:16 م]ـ
ولكن هل يصح لغة أن نقول: أعضلت الحديث، فهو معضَل؟ فالفعل أعضل، يتعدى بالصورة: أعضل بي أهل الكوفة، كما في قول عمر. وأما أعضلت الأمر، بمعنى أعييته، فلم أجد له مستندا من اللغة، فهل يكفي ما ذكره ابن الصلاح دليلا على التجويز؟
مع ملاحظة أن المراد بالإعضال هنا (في المصطلح): الإعياء، وليس من عضل المرأة، أعني تعليقها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 01:29 م]ـ
وما من اسم يأتي على وزن "فعيل" بمعنى "فاعل" إلا ويستعمل له أيضاً "مُفْعَل" وذلك مثل "كريم" و"مكرَم" لأن "فعيل" صفة مشبهة مما يدل على أنها مأخوذة من مصدر فعل لازم، وما يأتي لازماً في الثلاثي المجرد يمكن تعديته بزيادة همزة النقل أو التعدية (أو التضعيف) كما هو معلوم في علم الصرف.
هذا الإطلاق فيه نظر يا أخي الكريم، فكثير من الكلمات ترد على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)، ولا يستعمل لها (مُفْعل):
يقال كبير - ولا يقال مكبر
يقال صغير - ولا يقال مصغر
يقال عظيم - ولا يقال معظم
يقال شهيد - ولا يقال مشهد
يقال قدير - ولا يقال مقدر
يقال بليغ - ولا يقال مبلغ
إلخ، وهي كثيرة.