تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بين القعود والجلوس]

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 11:06 م]ـ

قد يعتقد البعض أن (القعود , والجلوس) كلمتان مترادفتان تحملان معنىً واحد من غير فرق ولكن في الحقيقة أن في (قعد) معنى ليس في (جلس)

نقول: قام ثم قعد و نقول أخذت الشرطة المقيم والمقعد , وقعدت المرأة عن الحيض

ونقول أيضاً كان مضطجعا فجلس ..

فأصل الجلوس لغة: الارتفاع في الشيء وهو يُطلق في حالة الانتقال من السفل إلى العلو .. والقعود هو الانتقال من العلو إلى الأسفل

وليتضح القول أكثر لاحظ هذه الأمثلة:

يُقال لمن هو نائم أو ساجد ((اجلس)) ... ويقال لمن هو قائم ((أقعد)) ...

ملائمة المقال للمقام أن تختار اللفظة الصحيحة بين القعود والجلوس ليستقيم المعنى الذي تريد أن تصل به لمن يسمعك فلا تقل لمن هو نائم أو ساجد .. اقعد ..

ولا تقل لمن هو قائم اجلس ... فالقعود يقابله القيام

وهناك فرق آخر بينهما إذ أن القعود يكون للمدة الأطول .. بخلاف الجلوس لذلك نقول قواعد البيت .. ولا نقول جوالسه .. قال تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت ... ))

ومن هنا نقول للمرأة الكبيرة في السن قاعد وجمعها قواعد .. قال تعالى: ((والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا))

ومن هنا يُقال: جليس الملك .. ولا يُقال قعيده , إذ أن من حسن أدب الجليس عدم المكث طويلا مراعاة وتقديرا

قال تعالى ((وإذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فأفسحوا)) ولم يقل المقاعد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير