تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نصوص مترجمة 2 ـ أخذة كش]

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 03:17 ص]ـ

أُخْذَةُ كِشْ

أقدم إليكم نصاً أكادياً (بابلياً) من القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد يُعرف في علم الآشوريات "بأُخذة كِشْ" لأنه عُثر على رقيمه في مدينة كِشْ. والأُخذة هي تعويذة يستكتبها الرجلُ الكاهنَ أو الساحرَ لاستمالة قلب امرأة يهواها ... ولا يزال هذا التقليد معمولاً به في العالم العربي كما هو معروف!

وهذه الأخذة استكتبها رجل من كِش أحدَ الكهان لاستمالة قلب امرأة يتعشقها كانت فيما يبدو تصده. وكنت ترجمت هذه الأخذة فيما ترجمت من النصوص أيام الدراسة وعدت إليها ونقحتها تنقيحاً طفيفاً إلا أني حافظت على "حرفية الترجمة" حتى أمكن القراء من استشفاف القرابة اللغوية بين الأكادية والعربية.

ولحسن الحظ وجدت قبل عام من الآن كتاباً في العربية عالج فيه كاتباه هذا النص معالجة علمية جيدة جداً وقدماه شارِحَين إياه بمقارنته مع العربية مقارنة عميقة لأنهما متخصِّصَيْن في علم الآشوريات. وأنصح الزملاء المهتمين بالنصوص القديمة للشرق باقتنائه وقراءته خصوصاً وأن المصادر العربية التي تقدم النصوص السامية والشرقية القديمة من اللغات الأصلية (وليس نقلاً عن اللغات الأوربية) نادرة جداً. والكتاب هو:

"أُخْذَةُ كِش، أقدم نص أدبي في العالم" [1]. تقديم وتحقيق: ألبير فريد هنري نقاش وحسني زينة. 123 صفحة. مكتبة لسان المشرق. ديوان النصوص الأصلية 1. بيروت، 1989.

نص الأخذة وترجمتها:

إِل ُحَيا إِرْحَمَ (م) يِرَءَّمْ

إِرْحَم (َم) مَرَءْ إِلت ُعَشْتَرْ إِنْ زَجِّ (م) يُثَّبْ

إِنْ رُغْتِ كَنَكْتِ (م) يُدَرَّءْ

وَرْدَتا دَمِقْتا تُحْتَنّا (م)

كِرِيشُ (م) ْ تُرْدا تُرْدامْ (م)

أَنَ كِرِي رُغْتِ كَنَكْت (ِم) طِيبْ دادْكَ

*****

آخُذْْ فاكِ شَ رُقَّتِ (م)، آخُذْ بُرَّماتِ عِنيكِ، آخُذْ عُرْكِ شَ ثِنَتتِ (م)

أَشْحِطْ كِرِيشْ إِلُسِينْ أَبْتُكْ جِشْ صَرْبَتَ (م)

يُومِيشَّ دُورِي تَنِتَّ (م) تِزْكَرِينِي

كِِ رَعي يطور صأن (م) عَنْزِ (م) جَلُمَشَ لَخْر (ِم) فُخَسَّ أَتان (ِم) مُهْرَشْ

شِرْكُوا يِداشُ شَمْنُ (م) طِيبُوتُ (م) شَفَتاشُ

أسامْ شَمْن (ِم) إِنْ قاتِيشُ أَسامْ إِرِنِ (م) إِنْ فُودِيشُ

إِرْحَم (َم) يُدَبَّبُشِ (م) وَ يِشْكُنُشِ أَنَ مُخُّوتِ (م).

*****

آخُذْْ فاكِ شَ دَدِ

إِلتُ عَشْتَرْ و إِلتُ إَشْخَرَ أُتِمِّيكِ

قَدِ زَوَرْشُ وَ زَوَرْكِ لا يَعْتَمْدا لا تَفَسَّحِينِّ

ترجمة حرفية:

الإلهُ حيا يَرأَمُ اليَرْحمَ

اليرحمُ ابنُ الإلهةِ عشتار في المحراب

بالبخور المُرِّ يَتَطَيَّب

البَتُولَتانِ الحَسْناوانِ استُشفِعَتا

وَرَدَتا الكَرْمَ وَصَدَرَتا

في كَرمِ بَخُّور المر طَيِّبْ وِدَّك

أخَّذْتُ فاكِ ذا الرِّقَّةِ، أخَّذْتُ عَينَيك الزَّرقاوَين، أخَّذتُ حِرَكِ ذا الثَّنْيَة!

*****

أَسْرَعتُ إلى كَرْمِ الإله سِين، وقَطَعتُ من غَرَبَة الفُرات

ذكرتني تمجيداً طُولَ عُمْرِي، يوماً تلو الآخر

كالراعِي يَطُورُ الضّأنَ، والعَنزةِ جَدْيَها، والشاةِ حَملَها، والأتانِ مُهْرَها

نِعْمَتان يَداهُ، دُهْنٌ وطِيبٌ شَفَتاهُ

دُهنُ الأَرْزِ العَطِر في كَفَّيْهِ، دُهنُ الأرز العَطِر في فُودَيهِ

زَمْزَمَ اليَرْحمُ عليها ... ثُم فَتَنَها!

*****

أخَّذْتُ فاكِ الحَبِيب!

أَقْسَمتُ عَليكِ بالإلهةِ عَشتار والإلهةِ إِشْخَرَ

ألا تَذْهَبِي قَبلما زَوْرُهُ وَزَوْرُكِ ... يَعْتَمِدان [2]

ـــــــــــــــــــــــ

الحواشي

[1] يلاحظ أنه توجد نصوص أدبية أقدم من هذا النص منها نصوص سومرية مثل "أسطورة إنليل وننليل" التي نشرت مقدمتها على هذا الرابط. وأعتقد أن الناشر هو الذي ارتكب هذا الخطأ!

[2] كناية عن الوصل!

عبدالرحمن السليمان.

المصدر: http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=30&forum=2

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير