تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاتجاهات التربوية الحديثة في المؤسسات التعليمية (ماخوذ من الانترنيت) ذو فائدة كبيرة]

ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 12:53 م]ـ

الاتجاهات التربوية الحديثة في المؤسسات التعليمية

توطئه:

من الحقائق التي أضحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، أن الكون قد مرَّ خلال العقود القليلة الخالية التي أعقبت اندحار الحرب الكونية الثانية بكم هائل و مخيف من التغيرات و المستجدات التي ربما لم يشهد ابن آدم لها مثيلا…فعلى المستوى البيئي، مثلا، ظهرت على خارطه الذاكرة الانسانية مصطلحات و ظواهر جديدة… فسمع الإنسان "بثقب الأوزون" و "حماية البيئة" و "تلوث البحار" و "التصحر" و "النينو" …، و كذلك الحال على المستوى الصحي، حيث اكتشف الإنسان مرض "الإيدز" و "السرطنة" و بدا واثقا من قدراته فاخترق مجال الكروموسومات الوراثية و قام "بالعبث " بها بطريقه أقلقت كثيرا حكماء العصر …لما لا و قد وصلت هذه العبثية إلى درجه زراعة أذن بشريه فوق راس فأره (انظر مجلة NEWSWEEK عدد 19 أغسطس 1997) أما في مجال الاتصالات فحدِّث ولا عجب…حيث ظهر مفهوم "القرية الكونية" من خلال عشرات الأقمار الصناعية التي تسبح و تعوم حول الكره الارضية مقلصة المسافات و الأبعاد الجغرافية إلى درجة الصفر. بل لقد ظهرت إمبراطوريات فضائية ذات قدرات خرافية في مجال التبادل و الغزو المعلوماتي، حيث أضحت هي المصدر الجديد و ربما الوحيد لإنتاج وصناعة القيم و الرموز و أدوات تشكيل الوعي و الذاكرة الإنسانية و الوجدان و الذوق، من خلال العمل على تقديم "معلَّبات" و "رموز" ثقافية محكمة الصنع تتضمن منظومة جديدة من القيم و تدور حول تشجيع الذائقة الاستهلاكية و غرس قيم عنصر "الأنا" و الفردية و انظمة" العولمة" و انحسر بهذا التطور دور الاسرة و المدرسة أو يكاد كذلك فان المستجدات قد طالت مجال الفكر و التربية و التعليم و هزت الكثير من مسلماتها و ثوابتها. و قد ظهرت في هذا الحقل مصطلحات و رؤى و فرضيات جديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر: مصطلح"الجامعة الافتراضية" و "التعلم عن بعد" و "استخدام الحاسوب و التلفاز…داخل حجرات الصف". و تغيرت كذلك الأدوار المناطة بالمدرّس و الطالب…بل إن مسمى "مدرّس " قد أضحى قديما نسبه إلى تغير الأدوار المناطة بالمدرّس، حيث لم تعد مهمته العمل على صب الحقائق المعلوماتية في أذهان المتلقين بل مساعدة المتلقي على اكتساب المعلومة بنفسه، و من هنا جاء مصطلح"مسهل"للاشارة إلى المدرّس. كذلك فقد تغيرت و بشكل جذري الاتجاهات و الأهداف

العامة لتطبيقات العلوم التربوية و التعليم، حيث انحسرت أو تكاد في معظم الدول المتقدمة النظرة التقليدية للعملية التربوية على اعتبار أنها اداة لتنمية الجانب "المعرفي" فحسب، حيث اتسع الهدف من التربية ليشمل اضافة إلى تنميه الجانب "المعرفي" تنميه أيضا الجوانب النفسية و الجسمانية و الاجتماعية… في نفس المتعلم و العمل على تعديل السلوكيات و التوجهات و التصورات العامة ذات العلاقة بالذاكرة الجماعية بحيث تكون أغراض التربية أكثر ملائمة مع طبيعة مستجدات العصر و "إعداد الفرد للحياة".

.. و لعلنا في هذه العجالة نسلط الضوء أو بعضه على إحدى جزئيات المجال التربوي التي طرأ عليها، كغيرها من موجودات و مُسَلَّمات العصر، العديد من التطورات و هي "أدوات قياس أداء المتلقين في المؤسسات التربوية و العسكتربوية "- أو ما اصطلحنا على تسميته بالاختبار.

ماهية طرائق القياس و التقييم التقليدية:

لعله من المناسب هاهنا الوقوف برهة عند تعريف مبسط لطرق الاختبار التقليدية قبل الخوض في الحديث عن المستجد منها. وهو أن عملية قياس أداء منسوبي المؤسسات التعليمية والتدريبية في مفهومها التقليدي لا تخلو عن كونها جملة من الاسئلة مكتوبة كانت أو منطوقة يقوم المختبَر (بفتح الباء) بالا جابة عليها في ظرف فترة زمنية محددة سلفاً لا تتجاوز الساعة أو الساعتين و يكون الغرض منها قياس قدرة المتلقي على استرجاع الحقائق المعلوماتية التي تم إمداده بها خلال فترة امتدت رُبَّما لأشهر، و قد تطورت مؤخراً و بتحفظ شديد فتمت اضافة عملية قياس أداء بعض المهام و الوظائف التي تتطلبها طبيعة عمل المختبر عن طريق المشاهدة و التجريب…و لاشك انه مع التطورات المتلاحقة التي اشرنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير