تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حكاية سحَّارة

ـ[معاوية]ــــــــ[12 - 09 - 2006, 01:08 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

..

خرافة من كتاب خرافي

لعبد الله بن محمد الغذامي ....

منذ أن وقفت على باب (تكاذيب الأعراب) الذي عقده أبو العباس المبرد في كتابه الكامل (2/ 548) وأنا مغرم بهذا الفن، ولقد كتبت دراسة نقدية عن (جماليات الكذب) حول هذا الفن الطريف والشائع لدى الأعراب والبادية، وذلك في كتابي (القصيدة والنص المضاد).

وإني لأرى أن هذا فن مهم من فنون الآداب العربية يحسن بنا أن نعيد إليه الاعتبار، وأنا هنا أكتب هذه الحكايات من باب حنين الروح إلى أصلها البدوي فأمارس تكاذيب الأعراب في هذه الحكاوي.

معنى السحارة:

يستعمل أهلنا من سالف أيامهم صندوقًا من خشب مطعم بالمعدن ومزين بنقوش وحفريات وزركشات تحيط به، وتستعمله النساء لحفظ حوائجهن من المصاغات والحناء والورد والمهم من الأوراق والمستندات ويحفظ في غرفة المنام، وتفوح منه روائح البخور والحناء مثلما تختلط فيه المحفوظات ويسمى (السحَّارة).

تكاذيب

قال أبو العباس، وهذا باب من تكاذيب الأعراب:

تكاذب أعرابيان فقال أحدهما: خرجت مرة على فرس لي فإذا أنا بظلمة شديدة فيممتها حتى وصلت إليها، فإذا قطعة من الليل لم تنتبه فما زلت أحمل عليها بفرسي حتى انبهتها، فانجابت.

فقال الآخر: لقد رميت ظبيًا مرّة بسهم فعدل الظبي يمنة، فعدل السهم خلفه، فتياسر الظبي فتياسر السهم خلفه، ثم علا الظبي فعلا السهم خلفه، فانحدر، فانحدر عليه حتى أخذه.

(المبرد: الكامل 2/ 548).

وانظر عبد الله الغذامي: القصيدة والنص المضاد- جماليات الكذب. المركز الثقافي العربي. بيروت/ الدار البيضاء،1994.

ـ[معاوية]ــــــــ[12 - 09 - 2006, 02:37 م]ـ

1 - حكاية سحَّارة

-1 -

ألف طه حسين كتابه الجميل (مرآة الضمير الحديث) بناء على (مخيلة) طريفة حيث نسب الكتاب إلى الجاحظ وجعل صاحبه يأتي إليه فرحًا وبين يديه كتاب مخطوط لم تعرفه المطبعة بعد، ظفر به عند بعض الوراقين، وفيه رسائل مختلفة للجاحظ وغير الجاحظ. (ص 7). ويحتاط طه حسين للأمر فيضع في صدر الصفحة الخامسة من الكتاب عبارة تقول عن الكتاب إنه (رسائل تنسب إلى الجاحظ، أراها محمولة عليه لأن تكلف التقليد فيها ظاهر).

ويدخل طه حسين مع صاحبه في مجادلة قصيرة يبيحان فيها صنيع مخيلتهما إذ ينسبان إلى الجاحظ ما لم يقله: ويأتي من هذه المحاورة قول طه حسين: (قلت لصاحبي: أجادٌّ أنت في إضافة هذا الكلام إلى الجاحظ؟ قال وهو يغرق في الضحك: ما أكثر ما أضاف الجاحظ إلى الناس ما لم يقولوا فما يمنعني أن أضيف إليه ما لم يقل (ص17).

ـ[معاوية]ــــــــ[13 - 09 - 2006, 09:45 م]ـ

1 - حكاية سحَّارة

إن طه حسين لا يبتكر فنًا جديدًا من فنون التأليف وإنما يقتفي سبيلا سلكها الجاحظ من قبل واشتهر بها حيث كان يؤلف الكتب والرسائل وينسبها إلى آخرين منهم من يعرف ومنهم من لا أحد يعرف عنه شيئًا وربما كان شخصية من مبتكرات الجاحظ. غير أن الجاحظ كان يخفي اسمه ويدع الكتاب يسير في الناس تحت مظلة الاسم المستعار الذي يكون عادة من الأموات أو من غير المعروفين. بينما نرى طه حسين يتوج كتاب (مرآة الضمير الحديث) باسمه، ويكتفي باستضافة اسم الجاحظ في المقدمة، مع إشارات واضحة من التشكيك والتنبيه.

ولقد أبدع طه حسين في هذا الكتاب حيث كتب رسائل جميلة ومعبرة فيها وجدان عميق وتأنق بياني ساحر في فن الإنشاء والترسل.

ـ[معاوية]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 03:35 ص]ـ

1 - حكاية سحَّارة

ومثلما أن طه حسين قد عثر على تلك (المخيلة) الطريفة فإنني قد وجدت نفسي أمام مخيلة فيها بعض الشبه مع مخطوطة طه حسين.

وفي هذه المخيلة عثرت على (سحَّارة) قديمة وجدت فيها مطويات من الأوراق القديمة والمخطوطات وشرعت أنظر فيها وأقلّب في صفحاتها فوجدت فيها طرائف من الكتابات وبعض المدونات والملاحظات التي كان صاحب (الشنطة) يكتبها ثم يلقيها في سحَّارته هذه.

ـ[معاوية]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 04:46 ص]ـ

1 - حكاية سحَّارة

-2 -

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير