[الهمزة]
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 06:24 م]ـ
[الباب الأول]
[في تفسير المفردات وذكر أحكامها]
[حرف الألف]
(أ) " [1] ": على وجهين:
أحدهما: أن تكون لنداء القريب، كقوله:
1 - أَفاطمَ مَهلاً بعضَ هَذا التدَلُّلِ
[وَإنْ كُنتِ قَدْ أَزمَعتِ صَرمِي فَأَجملي] " [2] "
الثاني: أن تكون للاستفهام، كقولك: أزيدٌ قائم؟ وهي أصل أدوات الاستفهام، ولذلك اختصت بأمور؛
أحدها: حذفها، كقوله:
2 - فواللهِ مَا أدري وإنْ كنتُ دارياً بسبعٍ رمينَ الجمرَ أمْ بِثَمَانِ " [3] "
الثاني: أنها تجمع بين التصور والتصديق، وغيرها إما للتصديق كـ (هل)، أو للتصور كبقية الأدوات.
الثالث: أنها تدخل على الإثبات والنفي، مثل: {أَلَمْ نَشرَحْ لَكَ} " [4] " الرابع: تمام التصدير، فلا تذكر بعد (أم) التي للإضراب، فلايقال: أقام زيدٌ أم أقعد. ويقال: أم هل قعد. وإذا كانت في جملة معطوفة بالواو أو (ثم) أو الفاء قدمت على العاطف، مثل: {أولم يسيروا} " [5] "، {أثم إذا ماوقع آمنتم به} " [6] "، {أفلم يسيروا} " [7] " وغيرُها يتأخر مثل: {فهل أنتم مسلمون} " [8] "، وعلى هذا فتكون الجملة التي بعد العاطف معطوفة على ماقبلها، هذا مذهب سيبويه" [9] " والجمهور، وخالف الزمخشري وجماعة، فقالوا الهمزة في موضعها والمعطوف عليه جملة محذوفة بين الهمزة والعاطف تقدر بحسب المقام" [10] "، وهو ضعيف لعدم اطِّراده.
******
قد تخرج الهمزة عن الاستفهام إلى معانٍ ثمانية تفهم من السياق؛
الأول: التسوية، وهي الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها، مثل: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} " [12] "، ما أبالي أقمت أم قعدت.
الثاني: الإنكار الإبطالي، وهي التي تقتضي أن مابعدها غير واقع، كقوله تعالى: {أشهدوا خلقهم} " [13] "، ولذلك إذا دخلت هذه الهمزة على منفي لزم ثبوته، لأن إبطال النفي إثبات، كقوله تعالى: {ألم نشرح لك} " [14] ".
الثالث: الإنكار التوبيخي، وهي التي تقتضي أن مابعدها واقع وفاعله مَلُوم، مثل: {أغيرَ الله أبغي رباً} " [15] ".
الرابع: التقرير، ومعناه حمل المخاطب على الإقرار بأمر قد تقرر عنده ثبوته أو نفيه، ويجب أن يليها الشيء المقرر به كما يجب في الاستفهامية أن يليها الشيء المستفهم عنه، تقول في الاستفهام عن الفعل أو تقريره: أضربت زيداً؟ وعن الفاعل: أأنت ضربته؟ وفي المفعول: أطعاماً أكلت؟
الخامس: التهكم، كقوله تعالى: {أصلاتك تأمرك} " [16] ".
السادس: الأمر، كقوله تعالى: {أأسلمتم} " [17] ".
السابع: التعجب، كقوله تعالى: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} " [18] ".
الثامن: الاستبطاء،كقوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا} " [19] ".
(المصدر مختصر مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري)
***********************************
السؤال:
فواللهِ مَا أدري وإنْ كنتُ دارياً بسبعٍ رمينَ الجمرَ أمْ بِثَمَانِ " [3] "
هل الشاهد هنا بسبع رمين الجمر , والتقدير هو: أبسبع رمين
هل هذا صحيح , أفادونا بارك الله فيكم.
******************
أريد شرح هذه الجملة:
الثاني: أنها تجمع بين التصور والتصديق، وغيرها إما للتصديق كـ (هل)، أو للتصور كبقية الأدوات.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء