تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أفق للكتابة 00]

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 02:47 م]ـ

يمر الواحد منا بمواقف تظل عالقة في الذهن لا ينفك يتواصل معها تذكرا 00 وإحساسا 00

وتمضي الأيام وتتواصل تلك المواقف تجذرا في الذاكرة 00 وتخرج بإذن مولاها إلى حيز الوجود بين الحين والآخر فترتسم ابتسامة هنا وكدراً هناك 00 شعور لذة تربت عليه بيمينك 00 وشعور ألم تربت عليه بشمالك 00 وبين هذه وتلك يبقى الإنسان إنسانا 00

لا أطيل عليكم فثمة موقف له أثره ومعطياته أسوقه لكم 00 وأترك لكم التعليق 00 من جهة وطرح ما يجول في خواطركم من جهة ثانية فتشاركونني الموقف بموقف آخر 00 وها هي ذي نافذة نطمح من خلالها أن نستريح من عناء الكتابة إلى عناء كتابة أخرى نتنفس من خلالها بعض هواء 00 فإلى ذلك:

توبة 00 والله العظيم توبة!!

بعد عشراتٍ من الرَّحلاتِ الجَوِّيَّةِ بين مدن الممملكة وخارِجها، إلا أنَّ الرُّعْبَ يَظلُّ مُسيْطِراً عَلَيَّ قبْلَ وأثناء الرّحلة 00!!

ولعلَّ ذلكَ ما يبرِّرُ الكمَّ الهائلَ منَ الهواجِسِ التي أهجِسُ بها منْحَشراً في مقعدي 00 أتلفَّتُ يَمْنَةً ويسْرةَ إلى أن تتسمَّر عيْناي بسقفِ ذلك الصندوق الطَّائرِ 00 وفي كل مرةً أقع فيها أعلنُ قرارا قاطعا بعدم تكرار التَّجْرُبة 0

هيَ هَواجِس إذن 00! أَعْتَرفُ بذلك مسبقاً 00 لكن!

ماذا لوْ كُنْتَ تتصنَّعُ التَّفاؤلَ وتُحاولُ أنْ تَمْتَشِقَ قامَتِكَ البَهِيَّةَ 00 وتُظهِرُ أَسْناناً صَفراءَ أوْ بيْضاءَ، وبيدِكَ صَحيفَةٌ، تُقَلِّبُ صَفَحاتِها كيفما اتَّفق 00 ولا تدْري إلا وأنتَ في مُواجَهَةٍ مع استفْزازٍ يُحَرِّضُكَ على أنْ تَقِفَ على أَطْلالِ تَفاؤلك 00 ترْقُبُ بُخارَ سُكونِكَ 00 وتَصَوَّر لوْ وَقَعَتْ عَيْناك على خَبَرِ سُقوطِ طائرة!!!

يا للهول!!

تَنْكَمِشُ القامَةُ 00 ويَصْفَرُّ اللَّوْنُ 00 وأراكَ تَرْمي بالصَّحيفَةِ فَتَقَعَ على مَنْ بٍِجوارِكَ لتَنْتَشِلَهُ منْ سُكونِهِ أوْ غَفْوَتِهِ 00 أوْ هَواجِسِهِ هو الآخرُ!!

فَتَشْحَنَهُ خَوْفاً وَهَلَعاً!!

تُرى كيفَ بِكَ، وقَدْ شَنَّفَ سَمْعكَ صوت مضيفِ الطَّائرةِ مباغِتاً! وبِلُغَةٍ إيصَالِيَّة لا تَعْتَمِدُ القَاعِدِيَّةَ في أَغْلَبِ أَحْوالِها! وبِنَبْرَةٍ تُنْبِؤكَ أنَّ ثَمَّةَ كارِثة ما وقَعَتْ 00 وما عَلَيكَ إلا أنْ تُسَلِّم!!

" 0000 تُرحّبُ بكم على مَتْنِ رِحْلَتها رقم 000 والمتجِهَةِ إلى 0000 وعلى المُسافرينَ التأكّدَ من رَبْطِ أَحْزِمَةِ المقاعِد 00"!!!

ويبْدو أنَّ المُضيفَ لا يعْرِفُ أنَّكَ قَدْ سَمّرْتَ نَفْسَكَ تَماماً في مقْعَدِك! وأنَّ الدَّمَ الذي يَضُخُّهُ قَلْبُكَ قَدْ بَلَغَ أَضْعَافَ أضعاف ما كانَ عَلَيْهِ 00

وعلى هذا فَإنَّكَ لا تَحْتاجُ إلى أَحْزِمَةِ أمان! أنْتَ تَحْتاجُ فقطْ أن تلامسَ دواليبُ الطَّائرةِ الأرضَ على مَدْرجِ المطار! وَبَعْدَها سَتلْفِظُ كُلَّ ما اعْتَمَلَ في صَدْرِكَ مُعْلناً: تَوْبَة!! والله العظيم 00 توبة!!!

مغربي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير