[في مستقبل اللغة العربية]
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[17 - 09 - 2006, 10:54 م]ـ
مستقبل اللغة العربية
من المثير للانتباه تراجع اللغة العربية لدى أهلها وتقدمها لدى الأمم الأخرى، فلقد تضاعف عدد طلابها الأجانب في السنوات الأخيرة مرتين على الأقل. ففي الوقت الذي يقبل الأجانب على تعلم لغتنا إقبالاً ملفتاً للنظر، نجد نفوراً منها لدى الأجيال الناشئة جعل بعض زوارنا من المثقفين العرب يطرح علي ذات مرة سؤالاً عن جدوى تعلم الأجانب العربية، وكأن تعلمها خلا من أية فائدة! فمن الطبيعي إذاً أن يُقترح إلغاؤها من الاستعمال لغةً دوليةً في هيئة الأمم المتحدة، لأن كثيراً من أبنائها بدؤوا فعلاً بإسقاطها من حساباتهم عند التعامل مع الآخرين. والأنظمة العربية ومجامع اللغة ووزارات الثقافة والتعليم والمراكز القومية للأبحاث والقائمون على الفضائيات العربية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة كلهم مسؤولون عن تراجع العربية في عقر دارها وفي أوساط المحافل الدولية. ولكن أليست هذه المؤسسات مؤسسات عربية رسمية تعاني مما يعاني منه سائر المؤسسات الرسمية من الشلل من الرأس إلى أخمص القدمين، فكيف نتوقع منها غير التراجع والتخبط في الأداء؟ وكيف يحترم العالم لغة تصغر في أعين أبنائها؟ ولماذا لا يتكلم مسؤولونا في الخارج بلغتهم الوطنية مثلما يفعل سائر مسؤولي الأمم، علماً أن أكثرهم يتحدث اللغات الأجنبية بركاكة مثيرة للضحط، وبعضهم ـ ومنهم رؤساء دول ـ يبدون كالأطفال وهم يتحدثون الإنكليزية!
شخصياً لم أعد أعرف كيف يمكن إنقاذ العربية من المد اللغوي الأجنبي في عقر دارها في ظل هذا الانحطاط العربي. فالمدارس الإنكليزية والفرنسية كثرت في ديارنا في الآونة الأخيرة، وأهل النخب الاقتصادية والفكرية يثقون بها ثقة كبيرة ويرسلون إليها أبناءهم وبناتهم، وناهيك بذلك خطراً على مستقبل الأمة!
والأسئلة الملحة:
فكيف يمكن لنا أن نغير هذا الواقع؟
وكيف يمكن لنا أن نجعل العربية تواكب العصر؟
وهل تجديد المجامع اللغوية وإعادة هيكلتها وبث الحياة فيها أمر محال؟
وهل بلغ الخذلان بالعرب أن يعجزوا عن إيجاد تمويل يدعم لغتهم دولياً، ويضمن لمكتب تنسيق التعريب في الرباط ـ المهدد بالإغلاق بسبب شح مصادر التمويل ـ الاستمرارية، في وقت ينفقون فيه على مهرجانات الفساد والفضائيات العربية وما أشبه ذلك من وسائل التمييع الأموال الكثيرة؟
عبدالرحمن السليمان.
ـ[نسيبة]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 09:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل عبد الرحمن السليمان على هذا الموضوع وعلى كل الموضوعات القيّمة التي تتحفنا بها في هذا المنتدى المبارك.
لستُ في معرض الرد على الأسئلة التي طرحتها في نهاية مقالك الطيب، فالأمر أكبر و أعظم من أن تحلّه الفقيرة إلى الله! لكن ذلك لا يمنعني من أن أقول إن بداية حل المشكل تكمن في إعادة الهيبة للغة العربية في أنظار أبنائنا و بناتنا أوّلاً،
و غرس حبّها و احترامها و الاعتزاز بها في نفوسهم. وهذا بعد أن نحقق الأمرين في ذواتنا.
ثم يأتي بعد ذلك الدورالمهم الذي تلعبه المؤسسات التعليمية –وخصوصا المدرسة – في ترسيخ مفهوم الانتماء للغة العربية، باعتبارها لغة قرآننا الكريم.
شكر الله لكم أستاذنا الفاضل، و جزيتم خير الجزاء.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 10:02 م]ـ
ولماذا لا يتكلم مسؤولونا في الخارج بلغتهم الوطنية مثلما يفعل سائر مسؤولي الأمم،
بورك الطرح أخي عبد الرحمن 00 ولعل ما وضعته بين علامتي تنصيص
يعبر عن الثنائية التي لا تزال تهيمن على الذهنية العربية، تلك الثنائية التي كانت محور حديثنا سابقا عن القضية ذاتها 000
(الأنا والآخر) والتقاطعات التي تنشأ من خلال نظرة العربي للغربي، وكأن شعورا ساحقا يتبلور على مشهدنا الثقافي الراهن، شعور بالدونية من جهة ومن جهة ثانية نظرة العجب والإكبار لكل ما هو غربي على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية وحتى السلوكية منها في أبسط تجلياتها 00 أنظر رعاك الله للتقليد الفج من بعض مثقفينا ولا أقول البسطاء!! للأطر الثقافية والسلوكية والنواتج الغربية 000
ايهٍ 00 سأكف!! وإلا تجدني محتلا لمساحة هذه النافذة 00
دمت بخير