تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حكاية سحَّارة (3)

ـ[معاوية]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 09:43 م]ـ

خرافة من كتاب خرافي ..

لعبد الله بن محمد الغذامي ....

3 - حكاية سحَّارة

تقرير عن أطروحة دكتوراه

ومن بعض ما وجدت في السحَّارة من تقارير ووثائق، ومنها هذا التقرير عن أطروحة دكتوراه وجدته محفوظًا مع الأوراق، وعليه تعليقات مضافة بقلم الحبر، بينما التقرير ذاته مطبوع ومختوم. وهذا نص التقرير:

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة الأستاذ الدكتور عميد السلك العلمي الموقّر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

وصلتني أطروحة الدكتوراه المحالة إليَّ من سعادتكم بخطابكم ذي الرقم 13 والمؤرخة في الفاتح من أيلول الأصفر 1988، وفيها تطلبون رأيي عن هذه الأطروحة، ومقدمها الطالب عبد القاهر عبد الرحمن.

ولقد قرأت هذه الأطروحة مرة ثم كررت القراءة مثنى وثلاث ورباع. ولم أخرج منها إلاّ بالصداع والضياع، فصاحبها مغرم بتعقيد الأمور والإغراق في الإبهام وتصنع الفلسفة والتنطع بالجدل.

ثم إنه أدخل نفسه في علم من علوم العرب والأسلاف من أهل البلاغة والعلم ممن لا أمل للأخ عبد القاهر في بلوغ شأوهم، مع ذلك فإنه يتظاهر بأنه قد أتى بما لم تستطعه الأوائل. وأنَّى له ذلك وقد أتى الأولون على كل شاردة وواردة في علم البلاغة والفصاحة.

إن ملاحظاتي على هذه الأطروحة كثيرة وسوف أوجزها لكم في هذا التقرير وسأختصر القول كي لا أضيع وقتي ووقتكم مع هذا العبث المكشوف، وأهم الملاحظات ما يلي:

أ- لقد اختار الطالب عبد القاهر عبد الرحمن أن يسمي أطروحته باسم غير علمي فوضع لها عنوانًا لا تتوفر فيه شروط المنهجية ولا تنطبق عليه قواعد البحث ولوائح الدراسات العليا وهو: (دلائل الإعجاز) وهذا العنوان عام وفضفاض، بينما تنص لائحة الدراسات العليا التي أقرها أهل العلم والدراية من فطاحل العلماء وفحول الإداريين تنص على وجوب الدقة والشمولية في عنوانات الأطروحات. وإني لأستغرب كيف رضيتم بتسجيل هذا العنوان، وكيف ارتضاه الأستاذ المشرف.

والأمر الضروري هنا هو توجيه الأخ الطالب عبد القاهر عبد الرحمن بان يختار عنوانًا لأطروحته تتوفر فيه شروط المنهجية وشروط لائحة الدراسات العليا.

ب- إن الأخ عبد القاهر عبد الرحمن يخالف قواعد البحث العلمي ولا يضع هوامش يوثق فيها مصادره ومراجعه، كما أنه لم يضع مقدمة يستعرض فيها الدراسات السابقة عليه ولم يبين (إشكالية) البحث وفرضياته!!!!!

ـ[معاوية]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 11:57 م]ـ

جـ - إنه يوزع بحثه على فصول وأبواب لا ينتظمها ناظم وينهي حديثه دون خاتمة، وينتقل من فصل إلى آخر دون تمهيد.

د - حاول أن يأتي بمصطلحات يوحي ظاهرها بأنها جديدة وأنها من مبتكراته، مثل مصطلح (النظم) وهو مصطلح عالجه الإمام الباقلاني صاحب الإعجاز وقال فيه القول الفصل الذي لا مزيد عليه.

ومن العجيب أن الأخ عبد القاهر حاول أن يعطي لهذا المصطلح معنى لم يقل به أحد من شيوخ البلاغة وسلاطين البيان. وأتى رأي الطالب عجيبًا وغريبًا ونشازًا لم يرد عند أسلافنا. ولو كان في ذلك فضل أو مزية لسبقنا إليه أهل العلم من رجال السلف، فكيف بفتى غرّ يأتي اليوم ليقول ما لم يقله علماؤنا الأفاضل ... ؟ وهل تراه سيزعم بأنه خير منهم أو أنه سيأتي بما لم تستطعه الأوائل .. ؟

ـ[معاوية]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 09:23 ص]ـ

هـ - يبدو أن أخانا قد استحسن لعبة المصطلحات فراح يبتكر من رأسه أشياء من العجب العجاب مثل مصطلحه العجيب الغريب المضحك وهو ما سماه (معنى المعنى).

هذا أمر عجب، وكل ما نعرفه من شيوخنا هو اللفظ والمعنى. وهو ما قال به العلماء الأجلاء كالجاحظ وابن قتيبة وقدامة بن جعفر والباقلاني وغيرهم من علماء البلاغة والبيان، ولا يذكر أحد منهم شيئًا غير هذا الثنائي المزدوج الذي يلزم الكلام ويلازمه. فكيف يأتي الأخ عبد القاهر ويقول مصطلحه هذا في أطروحة علمية يتوخى فيها الدقة والمنهجية والرصانة العلمية والالتزام بشروط البحث والأمانة العلمية. ثم إن هذا عبث ما بعده عبث، إذ كيف يقول إن للمعنى معنى .. ؟ سبحان الله على هذه الجرأة والتطاول، وإذا كان رأي الأخ عبد القاهر كذلك فلماذا لا يقول أيضًا: لفظ اللفظ ويعطينا فهمًا جديدًا للغتنا ولعلوم أسلافنا بأن للفظ لفظًا مثلما أن للمعنى معنى.

ولقد ضيع الأخ عبد القاهر وقته ووقت قارئ أطروحته في كثرة شروحه لهذا المصطلح العجيب وظل يروح ويجيئ مرددًا ومكررًا ومبديًا ومعيدًا حول هذا المصطلح. وهو في ذلك كله لا يفعل شيئًا سوى أن يزيد من غموض مصطلحه ويزيد من تعقيد موضوعه، ولو هداه الله واكتفى بما قاله أهل العلم في هذا الشأن لأراح واستراح وقال قولاً لا مشاحة فيه وسلم من الخلط والخطل والجدل وإطالة الكلام فيما لا فائدة منه.

و- ويطرح في كتابه بعض أفكار تثير الريبة وتزرع الشك، منها إصراره على القول (إن المجاز أبلغ من الحقيقة) وكرر ذلك مرارًا، وعلى هذا القول مآخذ كثيرة، وهناك من العلماء من أنكر المجاز وحذر منه كما تعلمون، كما أن الإعلاء من شأن المجاز والحماس له يفتح بابًا للتأويل وصرف النصوص وتوجيه الكلام بعيدًا عن وجوهه الحقيقية. ثم إن ذلك يحمل طعنًا بالحقيقة وتشويهًا لصريح المراد.

وهذه بمفردها باب للريبة والشك يجب سده واكتفاء شره.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير