يقولون لو عزّيت قلبك لارعوى فقلت وهل للعاشقين قلوبُ
نهاه الخليفة المهدي من القول في التشبيب والغزل لغيرة شديدة فيه، حين كان بشار ينشده مديحا، ثم قدم عليه مرة ثانية فأنشده:
دفنتُ الهوى حيّا فلست بزائرٍسليمى ولا صفراء ما قرقر القمري
فرب ..... ..... هبت تلومنيولو شهدت قبري لصلت على قبري
ولولا أمير المؤمنين محمدلقبلت فاها أو لكان بها فطري
والقمري هو نوع من الحمام، وأمير المؤمنين، محمد، هو الخلفية المهدي، والمهدي لقبه.
أتى رجل مبصر يسأل بشارا الأعمى عن منزل رجل، فكان كلما أخبره بشار عن موقعه لم يفهم الرجل ذلك، فأخذه بشار بيده، وقام يقوده إلى منزل الرجل وهو يقول:
أعمى يقود بصيرا لا أبا لكم قد ضلّ من كانت العميان تهديهِ
جاءت عبدة التي كان بشار قد قال فيها:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
جاءت بنسوة خمس يطلبن شعرا منه، ينحن فيه على ميت لهن، فقال: ما أنا بقائل إلا أن تأكلن من طعامي وتشربن من شرابي، وكانت لديه قناني نبيذ مصفى، وبعد ممانعة أكلن وشربن، فبلغ ذلك الحسن البصري، الذي كان يلقب بالقس، فعاب عليه فعله، وذمه، فقال فيه بشار:
لما طلعن من الرقيق ِعليّ بالبردان خمسا
وكأنهن أهله تحت الثياب زففن شمسا
فسألنني من في البيوت فقلت ما يحوين أنسا
ليت العيون الناظراتطمسن عنا اليوم طمسا
فأصبن من طرف الحديث لذاذة وخرجن مُلسا
لولا تعرضهن لي يا قسّ كنتُ كأنت قسا
هجا بشار الخليفة المهدي ووزيره يعقوب بن داود الذي قال فيه:
بني أمية هبّوا طال نومكمُ إن الخليفة يعقوب بن داودِ
ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا خليفة الله بين الزق والعود
فنقل الوزير هذا ما قاله بشار فيه، وفي الخليفة من هجاء إلى المهدي قائلا: يا أمير المؤمنين، إن هذا الأعمى الملحد الزنديق قد هجاك، فكاد الخليفة أن ينشق غيضا، وعمد على الانحدار الى البصرة للنظر في أمرها، وتقول الرواية أنه سمع مؤذنا يؤذن ضحى، فقال: انظروا ما هذا الأذان، فإذا هو بشار يؤذن وهو سكران، فدعا جلاده ابن نهيك فأمر بضربه بالسوط على ظهر الحراقة التي هي نوع من السفن، فكان إذا أوجعه السوط يقول: حسّ. وهي كلمة تقولها العرب للشيء إذا أوجع. فقال له بعضهم: أنظر الى زندقته يا أمير المؤمنين، يقول: حسّ ولا يقول: باسم الله. فقال بشار: ويلك، أطعام هو فأسمي عليه! فقال له آخر: أفلا قلت: الحمد لله. فقال بشار: أنعمة هي حتى أحمد الله عليها!؟
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[17 - 02 - 2007, 12:43 م]ـ
شكلوا بارك الله فيكم - الحامديَّ -:
ومخفق من لهله ولهله .... في مهمه أطرافه في مهمه
أعمى الهدى بالجاهلين العمه ... بع تمطت غول كل ميله
بنا حراجيج المهاري النفه ... يجذبنه بالبوع والتأوه
*رؤبة بن العجاج التميمي رحمهما الله*
ـ[كشكول]ــــــــ[17 - 02 - 2007, 08:21 م]ـ
وَمَخْفِقٍ مِنْ لُهْلُهٍ وَلُهْلُهِ ... وَمَهْمَهٍ أَطْرافُهُ فِي مَهْمَهِ
أَعْمَى الهُدَى بِالجاهِلِينَ العُمَّهِ ... بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مِيلَهِ
بِنَا حَرَاجِيجُ المَهَارَى النُفَّهِ .... يَجْذِبْنَهُ بالبوع والتأوه
لم أهتد إلى تشكيل الشطر الأخير.
والسلام
ـ[الحامدي]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 12:05 ص]ـ
وَمَخْفَقٍ مِنْ لَهْلَهٍ وَلَهْلَهِ = وَمَهْمَهٍ أَطْرافُهُ فِي مَهْمَهِ
أَعْمَى الهُدَى بِالجاهِلِينَ العُمَّهِ = بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مِيلََهِ
بِنَا حَرَاجِيجُ المَهَارَى النُفَّهِ = يَجْذِبْنَهُ بالبوْعِ والتأوُّهِ
ـ[الحامدي]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 11:14 ص]ـ
استدراك:
ضبطتُ "لهله" بفتح اللامين، وهي إحدى اللغتين؛ فهي بضم اللامين وفتحهما، فكلتاهما صحيحتان.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 02 - 2007, 03:49 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الحامديِّ ..
وجزا الله أخانا كشكول خيراً ......
شكلوا بارك الله عليكم:
عبسية لم ترع قفا أدرما
ولم تعجم عرفطا معجما
كأن صوت شخبها إذا همى
بين أكف الحالبين كلما
شد عليهن البنان المحكما
سحيف أفعى في خشي أعشما
:):):):):):):):):):):) ..
أرجو أن تكون الأبيات أوضح معنىً من تشكيلها .. : D :D :rolleyes:
والسلام,,,
ـ[الحامدي]ــــــــ[22 - 02 - 2007, 01:10 ص]ـ
وبارك الله فيك أخي رؤبة، وشكرا على لك على حسن الانتقاء والاختيار.
وإليك ضبط القصيدة كاملة
عَبسيَّةٌ لم تَرْعَ قُفًّا أَدْرَمَا = ولم تُعَجِّمْ عُرْفُطاً مُعجَّما
كأنَّ صَوتَ شَخبِها إذا هَمَى = بينَ أكفِّ الحالبَيْنِ كُلَّمَا
شدَّا عليهنَّ البنانَ الْمُحكَما = سحيفُ أفعَى في خَشِيٍّ أعشمَا
وقد حَلَبنَ حيثُ كانت قُيَّمَا = مَثْنَى الوِطابِ والوطابَ الزُّمَّمَا
وقِمَعًا يُكْسَى ثُمالاً قَشْعَما = يَحسَِبُه الجاهلُ ما لَمْ يَعلمَا
شيخًا على كُرسيِّه مُعمَّمَا = لوْ أنَّه أبانَ أوْ تَكلَّما
لكانَ إيَّاه ولكنْ أَعجمَا = أَتْعَبْنَ ذا ضَبْعِيَّةٍ مُلَوَّمَا
عندَ كرامٍ لم يكنْ مُكَرَّما = عَذبَهُ اللهُ بها وأُغْرِمَا
وُلَيِّدًا حتَّى عَسَا واعْرَنْزَمَا = قدْ سالَمَ الحيَّاتُِ منه القَدمَا
الأُفْعُوانَ والشجاعَ الشَّجْعَمَا = وذاتَ قَرنيْنِ ضَرُوسًا ضِرْزِما
يَبِتْنَ عندَ عَقِبَيْهِ جُثَّما = حتَّى غَدَوْنَ وَغدَا مُسَلَّما
يَتْبَعُ منها الدُّلَّحاتِ الرُّوَّمَا = يَعْرِفْنَ منه الرِّزَّ والتَّكَلُّما
هذه هي القصيدة كاملة، وقد ضبطتها حسب أرجح الروايات.
أما معانيها فواضحة لدي؛ فإذا رغبتم في شرح غريبها وبيان معانيها فأنا على استعداد لتلبية طلبكم.
¥