تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان من العلماء الذين تناولوا إبراز وجوه الإعجاز في القرآن تناولاً دقيقاً، وهذا واضح في كتابه (دلائل الإعجاز)، وكتابه (الرسالة الشافية)، ولكنه ركّز في بحثه للموضوع على خاصية (النظم)، وجعلها الوجه المشرق الوحيد للإعجاز القرآني.

* القاضي عياض (496 ـ 544هـ):

حين ألف القاضي عياض كتابه الشهير (الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم)، عقد فيه فصلاً عن إعجاز القرآن، وحصر أوجهه في أربعة:

حسن التأليف والفصاحة والبلاغة الخارقة، النظم العجيب، الإخبار بالمغيبات السابقة، الإنباء بالأخبار القادمة.

وفي موضع آخر من كتابه أضاف أوجهاً أخرى لإعجاز القرآن منها تحديه للبلغاء وأهل الفصاحة أن يأتوا ولو بثلاث آيات من مثله، تأثيره النفسي في قارئيه وسامعيه ومتدبريه، وبقائه على مر الزمان دون أن يخلق على كثرة الرد.

* أبو حامد الغزالي (450 ـ 505هـ):

يعد الإمام أبو حامد الغزالي من أقدر رواد هذا الاتجاه، وقد بث أفكاره وعرض آراءه في كتابه (الإحياء) و (الجواهر)، فهو يقول في (إحياء علوم الدين) بعد أن بين انشعاب العلوم الدينية: العلوم الدنيوية كلها متشعبة في القرآن.

ويقول أيضاً: كل ما أشكل فهمه على النظّار، واختلف فيه الخلائق من النظريات والمقولات، في القرآن إليه رموز ودلالات عليه، يختص أهل الفهم بإدراكها.

ويستشهد الإمام لاشتمال القرآن على جميع العلوم بقول ابن مسعود: (من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن).

ويذكر الغزالي في كتابه (جواهر القرآن): أن علوم الطب والنجوم وهيئة العالم، وهيئة بدن الحيوان، وتشريح أعضائه، وعلم السحر، وعلم الطلسمات، وغير ذلك، يشير إليه القرآن بقول الله سبحانه:) وإذا مرضت فهو يشفين ([الشعراء: 80]. ويشير إلى علم الطب المتضمن لأسباب المرض ووسائل الشفاء، وقوله سبحانه:) الشمس والقمر بحسبان ([الرحمن: 5].ونحوه مما يشير إلى علم الهيئة (أي: الفلك)، وتركيب السماوات والأرض (الكوزمولوجيا والجيولوجيا).

وهو ـ رحمه الله ـ ير: أن جميع العلوم المعروفة والتي سيسفر عنها الزمان مع تعاقب العصور، موجودة في القرآن، لا بالتصريح، وإنما (بالقوة)، أو كما يقول: إن جميع العلوم التي عرفها البشر، والتي هم في الطريق إلى معرفتها ليست في أوائلها خارجة عن القرآن، فإن جميعها مغترفة من بحر واحد من بحار معرفة الله تعالى، وهو بحر الأفعال.

* السكاكي (ت 626هـ):

بحث السكاكي الموضوع في كتابه (مفتاح العلوم)، ومال إلى القول بالنظم، وجعل الإعجاز لا يدرك إلا بالذوق، وطول خدمة البلاغة، وممارسة الكلام البليغ.

* الفخر الرازي (543 ـ 606هـ):

الفخر الرازي هو صاحب (التفسير الكبير) المسمى أيضاً (مفاتيح الغيب)، وهو يرى وجود جميع العلوم في القرآن بالقوة، كوجود الشجرة في النواة (البذرة)، وقد عرض في تفسيره الكبير مباحث كثيرة ـ حسب ثقافة عصره وما بلغته العلوم في زمانه ـ في شترى نواحي العلوم الطبيعية والمعارف الكونية، وللرازي أيضاً كتاب في هذا المجال هو (نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز).

* ابن أبي الأصبح المصري (ت 654هـ):

أكد ابن أبي الأصبع الإعجاز البياني للقرآن الكريم، وقد تبعه في هذا الرأي العلوي اليمني (629 ـ 729هـ) صاحب كتاب (الطراز)، ولم يخرج كل من شمس الدين الأصفهاني (ت 749 هـ)، والزركشي (745 ـ 794هـ) عما قال أسلافهم من العلماء ...

* أبو الفضل المرسي (ت 655 هـ):

يقول أبو الفضل المرسي في تفسيره: جمع القرآن علوم الأولين والآخرين، بحيث لم يحط به علماً إلا المتكلم به، ثم قال: أما الطب فمداره على حفظ نظام الصحة، واستحكام القوة، وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعيل الكيفيات المتضادة، وقد جمع ذلك في آية واحدة هي قول الله تعالى:) وكان بين ذلك قواماً ([الفرقان: 67].ثم قرر مثل ذلك في علوم الهيئة (الفلك) والهندسة والجبر والمقابلة ...

* جلال الدين السيوطي (ت 911هـ):

الإمام جلال الدين السيوطي يرى هو الآخر ما يراه كل من الغزالي والرازي، ويستدل لذلك بقول الله تعالى:) .... ما فرطنا في الكتاب من شيء .... ([الأنعام: 38] ... ويستدل بأحاديث نبوية، منها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير