"أثر الإعلام في اللغة العربية"
فقال: "إن وسائل الإعلام سلاح ذو حدَّيْن، حيث إنها تؤثر تأثيرًا بالغًا في عقول المتلقين ولغتهم، وتستطيع أن تصعد بها إذا وُجهت البرامج فيها إلى هذا الهدف، ومن ثَمَّ اقترح لبَعْث الفصحى في ألسنة الناشئة بث برامج باللغة العربية الفصحى تجذب الأطفال الذين يقلدون ما يسمعون فتستقيم ألسنتهم شيئًا فشيئًا على الفصحى. كما يمكن النهوض الفصحى من خلال الإعلام بواسطة:
(1) زيادة الصفحات الثقافية والأدبية.
(2) برامج الفصحى والعامية.
(3) تكثيف البرامج التي تزيد محصول الفصحى لدى الأطفال.
(4) تنقية الإعلانات من الألفاظ الساقطة والأجنبية.
(5) الاهتمام في تعيين المذيعين بإجادتهم العربية الفصحى.
(6) الحوافز والتشجيع لمن لديهم موهبة التحدث بالفصحى.
ثم عرض أد. أحمد مصطفى أبو الخير من جامعة المنصورة ورقة بعنوان: "المتحدثون الأجانب (غير العرب) بالعربية في فضائية الجزيرة"
مع مقدمة عن الأخطار الحقيقية التي تهدد لغتنا العربية، فبين أولاً عددًا من مشكِلاتنا اللغوية مثل: ابتعاد بعض العاميات مثل الجزائرية والمغربية عن فَهْم الجماهير العربية، وإِدخال كثير من الألفاظ الأعجمية في بعض أو معظم العاميات العربية، وظهور إعلانات بغير العربية، والتعليم بغير اللغة العربية. ثم تحدث عن المتحدثين بالعربية في قناة الجزيرة من الأجانب، وكيفية تحديده لعينة البحث، وتحليلها، وانتهى إلى عدة نتائج منها:
(1) لا يكفي برنامج واحد لنشر العربية بالراديو، بل لابد من سلسلة من البرامج تلح إلحاحًا على الأذن المستمعة كما تفعل الإذاعات الأخرى.
(2) لابد من برامج خاصة في الفضائيات العربية تخدم وتُعَلِّم العربية لغير العرب.
(3) التوصية بعقد مؤتمر يخصص لمناقشة الدور المنتظر المؤمل لكل من الإذاعات الموجهة والقنوات الفضائية العربية.
وبعد ذلك عرض د. مصطفى عبد العليم من كلية دار العلوم ورقة البحث التي تقدم بها بالاشتراك مع د. يحيى فرغلي عبد المحسن من جامعة عين شمس بعنوان:
"الآثار الإيجابية لوسائل الإعلام في اللغة العربية"
وقد أشار في المقدمة إلى أن قِلَّة من الباحثين هم الذين أشاروا إلى الآثار الإيجابية ومِن ثَمَّ وجب تسليط البحث عليها أملاً في اتساع دائرتها.
وقد لخص الآثار الإيجابية هذه فيما يلي:
(1) وَحْدة العربية وانتشارها. وهذا يظهر في كثرة الإذاعات ووَكَالات الأنباء والصحف الناطقة بالعربية، وقدم إحصاءات عنها.
(2) التقريب بين اللهجات والمستويات اللغوية.
(3) تنمية الثروة اللغوية.
(4) تعليم اللغة العربية.
وانتهى إلى عدة توصيات أهمها:
(1) إنشاء معاجم عصرية شاملة يفيد منها الإعلاميون في معرفة المصطلحات الحديثة والتطورات الاستعمالية للغة العربية.
(2) أن تُوَثِّق المؤسسات الإعلامية عَلاقاتها بالمؤسسات اللغوية من مجامع وكليات ومعاهد للإفادة منها.
(3) أن تُصدر المؤسسات الحكومية التشريعات اللازمة لصيانة اللغة العربية من التلاعب بها أو إِهمالها، وتلزم الأجهزة الإعلامية بتنفيذها.
(4) أن تقوم مصر بأجهزتها المختصة وربما لها من ريادة إعلامية بإنتاج أعمال فنية عصرية من قصص ومسرحيات وأفلام ومسلسلات باللغة العربية الفُصحى من أجل سَدّ العجز الذي تعانيه الدول العربية في هذا المجال.
بعد ذلك تَحَدَّثَ المستعرِب (كما أطلق هو على نفسه) دانيال نيومان وهو من بلجيكا، تحدث حول تأثير اللغة الأجنبية في لغة الإعلام العربي، وذلك أن هناك مفردات أجنبية كثيرة تساعد وسائل الإعلام من خلال الإعلانات على نشرها، وكان مما قاله:
"إن العولمة نوع من الاستعمار المعلوماتي والوسيلة الرئيسة له هي اللغة"، وعَرَض بعض الإحصاءات التي أجريت على لغة الإعلانات في مصر وتونُس والبحرَيْن؛ ففي مصر جاء 75 % بالعربية فقط، و 17 % بالعربية والأجنبية، و8 % بالأجنبية فقط، وفي تونس 50 % من الإعلانات جاءت بالأجنبية (الفرنسية هناك) فقط، و40 % بالأجنبية والعربية، و10 % بالعربية فقط، أما في البحرين فجاء 80 % بالعربية فقط، وحوالَي 18 % بالعربية والأجنبية، و2 % بالأجنبية فقط. وهذه الإحصاءات توضح مدى تأثير اللغات الأجنبية في مناطق مختلفة من العالم العربي.
¥