تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إليها أعلاه أضحت هذه الطرائق قديمة و بدا عليها الكثير من النواقص و العيوب التي سيكون لنا معها و قفة في الفقرة أدناه.

سقطات طرائق القياس التقليدية:

من التعريف المبسط أعلاه لطرق قياس أداء المتلقين في المؤسسات التعليمية يتضح لنا جملة من السلبيات التي أرى انه يمكن إجمالها فيما يلي:

1. درجت طرق القياس التقليدية بكافه أنماطها و أنواعها على التركيز على قياس (وإن شئتَ حساب) جانب واحد فقط من جوانب النمو و هو الجانب المعرفي و المعلوماتي…يبدو ذلك واضحا للعيان من خلال ارتكاز صياغتها على نقاط قياس قائمة على "الحفظ" و" التكرارية " و" الاسترجاع" و" النمطية القاتلة " لا الفهم و التحليل و أساليب حل المشكلات…و لا ريبَ أنَّ في ذلك انعكاس سلبي جلي على مخرجات تلك المؤسسات التي أضحت لا تجيد من العلم سوى التكرار و! الترداد و النمطية و جانبها في كثير من الأحيان الإبداع و الابتكار.

2. من الواضح أنَّ هذا النمط التقليدي من و سائل قياس الأداء قد اتسم بروح "المقاضاة و المحاكمة" للمتلقي. و قد عزز ذلك جمله من العبارات اللغوية التي أضحت جزءاً من و جداننا و ذاكرتنا. كقولنا:"في الامتحان يُكرَمُ المرء أو يُهان" .. و كأنّي بالامتحان قد أصبح قاضياً "يقاضي" و" يجازي" المتلقي. لذلك فلا غرو أنَّ صاحب هذا النمط من الاختبارات نوع من الخوف و الإحباط و القلق و حتى الهستريا و الانتحار حين الإخفاق في اجتيازه كما تشير إلى ذلك البحوث و الدراسات و استطلاعات الصحف المختلفة و خصوصا في بعض دول العالم الثالث. بل قد يزيد الطين بلة قيام بعض المؤسسات التعليمية بإنشاء أقسام ضخمة تحت مسميات مختلفة للمفردة اللغوية "اختبر"يحوي بعضها على صناديق غاية في الإغلاق و السرية يزيد وجودها من تعقيد الأمور و غرس مزيد من الرهبة و الخوف في نفسيه الطالب من الاختبار الذي أضحى في ظل المفاهيم التقليدية"عبئا" يؤرق الأسرة بأكملها. و لاشكَّ أنَّ لذلك انعكاسا سيئاً على عملية التحصيل ذاتها ذلك انه في ظل هذه المفاهيم التقليدية الخاطئة للاختبارات يصبح الاختبار هو الغاية بينما يصبح التعلم أو الاكتساب مجرد و سيله.

3. تتسم طرق القياس التقليدية بقصور واضح في وسائطها التي لاتتعدى في كثير من الأحيان الورقة و القلم"الحبر فقط! " و هي بذلك تقعد عن القيام بمهام القياس "الشمولي" لأداء المتلقي. ثم إنها قاصرة أيضا من ناحية أنها تحكم على أداء الفرد بالنجاح أو الفشل من خلال عمليه مسائله لا يتجاوز عمرها بحر الساعة أو الساعتين في حين أنَّ عمليه تعزيز الأداء و تعديل السلوكيات "التعلم" ذاتها قد استغرقت اشهراً طويلة.

4. تقوم عملية صياغة هذه الأدوات التقليدية على مبدأ (التوافق مع مستوى تحصيل ما اتفق على تسميته" المتلقي المتوسط") أي أنها تتجاهل نسبيا مسألة الفروق الفردية واختلاف الاتجاهات و الثقافات و الميول و الرغبات لذلك فهي تفترض سلفا و بالضرورة و جود مخرجات ناقصة"رسوب" لها على اعتبار أن هناك متلقين يختلفون في مستوى أدائهم صعوداً

أو هبوطاً عن مستوى أداء ذلك المتلقي "المتوسط"، فتكون بذلك قد أغلقت الأبواب في وجه الطالب مادون "المتوسط ". وغني عن القول أنَّ لذلك الإجراء سلبيات! جمة ابسطها قذفها في أحضان المجتمع بين الفينة و الأخرى بمخرجات ناقصة قد حطمت معنوياتها و شككت في قدراتها الفعلية. و ما ذلك إلا بسبب قصور هذه الأدوات عن التعرف على القدرات الحقيقية لجميع المستويات و قياسها بشكل دقيق و موضوعي يعكس مستوى التحصيل و الأداء الفعليين، و لا يفترض سلفا و جود مخرجات ناقصة له.

5. إنَّ المعايير المستخدمة للحكم على أداء ذلك المتلقي"المتوسط" هاهنا تظل مقاييس نسبيه تفتقر إلى الدقة و الموضوعية في كثير من الأحيان لعدة أسباب لعل ابسطها إنَّ صياغتها مبنية أساساً على مسائل تتعلق بالظن و التخمين، فهي على سبيل التدليل تفترض سلفا أنَّ الطالب المقدم على اخذ الاختبار خالي الذهن كلية من كل شيء إلا الاختبار وهي كذلك تفترض أنَّ جو الغرفة مناسب و إضآئتها كافيه. و مع ذلك فانه بالرغم من مجمل السلبيات أعلاه و التي صاحبت استخدام أدوات القياس التقليدية إلا أننا ينبغي ألا نغفل الاشارة إلى حقيقة أنَّ هذه الاختبارات قد قامت بدور فاعل في فتره معينه…إلا انه و مع تلاحق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير