تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولقد تشوقت كثيرًا لمعرفة صاحب الشنطة ولم أتبين ذلك على وجه التدقيق، إذ قد وجدت أسماء عدة وردت في بعض الوثائق المحفوظة ومنها ورقة عقد زواج، وأخرى عن مبايعة تمت بين رجلين، وثالثة فيها أشعار مذيلة باسم صاحبها، غير أن هذه الأسماء تختلف عن بعضها البعض مما يجعلني عاجزًا عن تقرير اسم صاحب الشنطة، ولربما يميل المرء إلى الظن أن صاحب وثيقة الزواج هو صاحب الشنطة إذ إنه من المستبعد أن يحتفظ الإنسان بشهادة زواج لا تخصه. ولكنني أعود فأقول إن هناك احتمالاً واضحًا بأن تكون هذه الورقة محفوظة في الشنطة بوصفها (أمانة) تركها صاحبها عند مالك السحَّارة ليحفظها له. ومما يؤيد هذا الاحتمال أن (السحَّارة) تتضمن أوراقًا ووثائق كثيرة لا يجمعها رابط واحد. ومثلما كان فيها أوراق شخصية خاصة فإن فيها - أيضًا - أوراقًا تتضمن تقارير علمية وتوصيات إدارية ومحاضر رسمية عليها تواقيع لأشخاص متنوعين، وهذا ما حيرني في أمر هذه (السحَّارة)، وأمر صاحبها أو أصحابها، وسأظل مشغولاً في أمر انتساب السحَّارة، ولكنني لن أشغل القُراء معي في شأن النسبة وإن كنت سأشغلهم وأشركهم معي في الاستمتاع بقراءة بعض أوراق هذه السحَّارة الطريفة.

-3 -

ومثلما تنوعت محتويات السحَّارة وتعددت أسماء الموقعين على الوثائق فإن تواريخ الوثائق تتنوع أيضًا. فشهادة المبايعة تشير إلى تاريخ هجري مبكر هو الثامن عشر من شهر ذي القعدة سنة1261هـ، بينما نلاحظ أن أقرب تاريخ لنا هو الرابع عشر من شهر مايو 1988 الميلادي، وهو ما ذيل على تقرير عن أطروحة دكتوراه سوف أعرضه كاملاً على القُراء في حلقة تأتي - إن شاء الله -.

وإن لمن اليسير على المرء أن يخمن بناء على هذه الفروق الكبيرة في تواريخ الأوراق أن السحَّارة لا تخص مالكًا واحدًا. وأنها قد تعاقبت على أيدٍ كثيرة، وحافظ ملاكها المتعاقبون على محفوظات أسلافهم، وأضافوا إليها بعض ما يهمهم حفظه.

بقي أن أقول إنني عثرت على هذه السحَّارة (المخيلة) وأنا أسير ليلاً حسب عادتي في ممارسة رياضة المشي، وخولت لنفسي حق الإطلاع والنشر والتصرف بما في هذه السحَّارة التي أدعو الأخوات والإخوة من القارئات والقُراء إلى مشاركتي النظر والاستمتاع ببعض ما فيها. ولسوف أنشر تقارير ووثائق من مكنون هذه السحَّارة في حلقات تتوالى.

ـ[معاوية]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 06:49 ص]ـ

انتهت الحكاية الأولى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير