ـ[السميدع]ــــــــ[06 - 11 - 2006, 01:49 م]ـ
حواشٍ وملاحظات لغوية مفيدة جداً
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن وجزاك الله خيراً
تحياتي
السَمَيْدَع
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[06 - 11 - 2006, 02:44 م]ـ
شكرا أخي السميدع، حياك الله.
عبدالرحمن.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 10:35 م]ـ
حاشية في الجذر السامي /ص د ق/
يدل الجذر السامي /ص د ق/ على معاني "الصِّدْق والفضيلة والبِرِّ والعدل والإخلاص". وقد ورد بهذه المعاني في كثير اللغات السامية. ويدل في العربية على "الصِّدق" بمعنى قول الحقيقة، و"الصدق عند اللقاء" أي الثبات، ما إليهما من المعاني ذات الصلة. ويقرب من معنى الجذر العربي كثيراً أخوه في الأوغاريتية حيث يدل فيها /صدق/ على "الصدق عند اللقاء"، وكذلك "الفضيلة". ويُعتقد اعتقاداً قوياً بأن الأوغاريتيين كانوا عرباً لأن لغتهم شديدة الشبه بالعربية، ولأنها ـ أي الأوغاريتية ـ لا تشبه اللغات الكنعانية كثيراً على الرغم من استعمار الأوغاريتيين غربيَّ سورية ابتداء من بداية الألفية الثانية قبل الميلاد، واحتكاكهم المستمر بأوائل الكنعانيين (الفينيقيين والآراميين، لأن اليهود لم يكونوا في ذلك التاريخ).
أما ??? في العبرية فيعني الفعل المجرد فيها "صَدَقَ" بمعنى استقامَ ورشد. وهو كذلك في الآرامية /صِدَق/ والسريانية: ??? = /زَدِق/ ـ بالزاي ـ والحبشية /صَدَقَ/ والمعنى هو هو نفسه في كل هذه اللغات ما عدا العربية والأوغاريتية.
وأما ??? العبرية السيغولية فإنها تجانس "صِدْق" في العربية و???? = /صِدْقا/ في الآرامية و???? = /زِدْقا/ ـ بالزاي وبإمالة الكسرة ـ في السريانية وكذلك /زِيدْقا/ ـ بالزاي وبإمالة ياء المد ـ في المندعية وكله بمعنى الصدق والعدل والاستقامة والإخلاص.
وفي الآرامية القديمة والآرامية التدمرية (التي كان عرب أذينة والزباء يستعملونها): ????? = /صِدْقِتا/ (والألف نهاية الكلمة للتعريف): "صَدَقة" بمعنى العدل والاستقامة والفضيلة. وأما في الآرامية الكتابية وفي العبرية فهي ???? /صَدَقة/، بدون ألف، لأن التعريف فيهما لا يكون بالألف كما هو الحال عليه في الآرامية القديمة ولهجاتها الكثيرة مثل السريانية والآرامية التدمرية حيث ورد ?????، فانقلبت التاء المربوطة نهاية الكلمة تاءً بعد إضافة حرف إليها فصارت كما يلي: صِدْقَة < صِدْقِتا.
وليست "صدقة" في العربية دخلية من السريانية أو العبرية كما زعم زاعم لا يُصدَّق، فالجذر سامي مشترك استعمله أكثر الساميين، إلا أن بعض مستقاته مثل "صديق" و"صدوق" وغيرهما غير موجود إلا في العربية، فضلاً عن أن لبعض المشتقات المشتركة مثل "صَدَقَة" معاني مختلفة في اللغات السامية حسب الملة، فالصَدَقة عند المسلمين والمسيحيين تكون نقداً أو عيناً أو حتى ابتسامة، بينما هي عند اليهود "فعل الخير"، دون أن يكلف ذلك الفعل فاعله مالاً أو متاعاً (مثل إرشاد الضرير ومساعدة العجوز في حمل شيء لا تقدر على حمله وما أشبه ذلك).
تحية صادقة صدوقة!
عبدالرحمن السليمان.
ـ[منسيون]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 07:29 م]ـ
حياك الله أخي عبدالرحمن، ونطلب منك أن تمدنا بما تعلم فنحن ملتمسو علم.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 11:44 م]ـ
شكرا جزيلا أخي الأستاذ "منسيون" على مرورك الطيب ولو على أخرة من الوقت!
هلا وغلا.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 12:23 ص]ـ
حاشية في الجذر /ور/
لفت نظري ربط الأستاذ محمد رشيد ناصر ذوق في مقالة له الكلمة الأمازيغية: /أيور/ "القمر" بالفعل العربي /رأى/. وهذه شطحة بلدية لها ما يبررها تأثيليا مع شكي المطلق في معرفة الكاتب بذلك!
في الحقيقة إن الجذور السامية من جهة، والحامية (المصرية القديمة والأمازيغية) من جهة أخرى، كانت ثنائية الأصل. ولقد حافظت اللغات الحامية على ثنائية البناء، بينما تطورت الجذور السامية لتصبح ثلاثية البناء. وعليه فلا بد من رد الأصول السامية الثلاثية البناء إلى الأصل الثنائي البناء لرؤية التجانس التأثيلي بين الجذور السامية والجذور الحامية وكذلك القرابة بالعين المجردة.
¥