ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 12:51 ص]ـ
ما رأيك أخي في أن الصرفيين يجعلون ذلك كله تحت ما يسمى بالملحق بالرباعي، أي هو ثلاثي في أصله وزيد حرفًا رابعًا زيادة غير مطردة.
نعم أخي أبا أوس يلحقونه بالرباعي لكنه ليس رباعيا وإن في نفسي شيئا من اعتبار مركز مثل دحرج وتمركز مثل تدحرج، ولو من باب الإلحاق.
من جهة أخرى، كان سبب كتابة هذه الحاشية هو جرأة المغاربة في اشتقاق كلمات مثل تَمَدْرَسَ وتَمَخْزَن وتَمَوْقعَ، وهذه إضافة لغوية بديعة فيما أظن. وهذه كلمات ذات استعمال فصيح وليس عاميا في المغرب، مما يدل على حيوية اللغة في التعبير عن معان جديدة بقوالب صرفية جديدة قوامها اشتقاق أفعال رباعية التركيب من أسماء مكان/زمان مشتقة من أفعال ثلاثية .. ما رأيك في هذه الظاهرة "المغربية" أستاذي الكريم؟ أقول مغربية لأنها نادرة في المشرق ومطردة في المغرب.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 04:48 ص]ـ
نعم أخي أبا أوس يلحقونه بالرباعي لكنه ليس رباعيا وإن في نفسي شيئا من اعتبار مركز مثل دحرج وتمركز مثل تدحرج، ولو من باب الإلحاق.
من جهة أخرى، كان سبب كتابة هذه الحاشية هو جرأة المغاربة في اشتقاق كلمات مثل تَمَدْرَسَ وتَمَخْزَن وتَمَوْقعَ، وهذه إضافة لغوية بديعة فيما أظن. وهذه كلمات ذات استعمال فصيح وليس عاميا في المغرب، مما يدل على حيوية اللغة في التعبير عن معان جديدة بقوالب صرفية جديدة قوامها اشتقاق أفعال رباعية التركيب من أسماء مكان/زمان مشتقة من أفعال ثلاثية .. ما رأيك في هذه الظاهرة "المغربية" أستاذي الكريم؟ أقول مغربية لأنها نادرة في المشرق ومطردة في المغرب.
الصرفيون ألحقوه تصريفيًّا بالرباعي لكنهم لا يعدونه رباعيًّا (مدرس مدرسة/دحرج دحرجة). أما الظاهرة المغربية فأنا معك في أنها تلبي حاجة لغوية ولكني لست مع الإسراف في استعمالها دون حاجة.
بارك الله جهودك اللغوية الرائعة. ولي سؤال أخير وهو رأيك ببعض الباحثين الذين يزعمون أنه ليس من لغة سامية بل اللغة هي العربية وأما غيرها فهي فروع عنها كالعبرية وغيرها.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[23 - 09 - 2008, 11:49 م]ـ
ولي سؤال أخير وهو رأيك ببعض الباحثين الذين يزعمون أنه ليس من لغة سامية بل اللغة هي العربية وأما غيرها فهي فروع عنها كالعبرية وغيرها.
أخي الحبيب الدكتور أبا أوس، آنس الله الفصيح بحضوره المتميز،
أهلا بك وبأسئلتك في أي وقت أستاذي الكريم، حبا وكرامة.
يوجد إجماع نظري وعملي بين دارسي اللغات السامية مفاده أن معرفة العربية شرط رئيس لمعرفة اللغات السامية بما في ذلك العبرية والسريانية. واللغة السامية الأم، وهي لغة افتراضية توصل إليها بمقارنة اللغات السامية على المستوى الصوتي والمستوى الصرفي والمستوى النحوي والمستوى المعجمي، ليست في حقيقة الأمر إلا العربية تقريبا. وليس مرد هذا الكلام إلى قناعات عروبية أو قومية، بل إلى العلم والدرس المنهجي والتحقيق. فلقد أثبت البحث العلمي في علم اللغة المقارن أن العربية ــ بعكس كل اللغات السامية ــ احتفظت:
1. على المستوى الصوتي: بكل الأصوات السامية الأصلية إلا حرفا واحدا احتفظت فيه الحميرية؛
2. على المستوى الصرفي: بكل الأبنية السامية الأصلية بناء ولفظا وكذلك صيغ الأفعال (أضافت العربية إليها صيغ المجهول باطراد وهذا تطور مخصوص بها)؛
3. على المستوى النحوي: الإعراب (بالتنوين وأصله بالتميم ما عدا في المثنى فأصله بالتنوين)؛
4. على المستوى المعجمي: بكل الجذور السامية الأصلية تقريبا.
والناظر في اللغات السامية وفي السامية الأم كما تم تصورها وإعادة بنائها في كتب بروكلمان ونولدكة ورايت وموسكاتي وغيرهم (وهي الكتب المرجعية في هذا المجال)، يجد أنها لا شيء إلا العربية تقريبا. والمتمعن في ذلك يرى بوضوح أن العلاقة التاريخية بين العربية الفصيحة من جهة، وبين اللغات السامية مجتمعة (ما عدا الأكادية في عهودها الأولى أي من حوالي 2800 إلى 2000 قبل الميلاد) من جهة أخرى، ليست أكثر أو أقل من العلاقة الحالية بين العربية الفصيحة من جهة، واللهجات العربية الحالية من جهة أخرى! وهذه المقارنة مثيرة للاهتمام حقا، ولقد انتهيت إلى ذلك بعد إجراء مقارنات دقيقة جدا بين العربية الفصيحة من جهة، وبين
¥