تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعاً: اتخذ البروتستانت النص العبري للعهد القديم المكون من 36 سفراً نصاً معتمداً لهم، بينما اتخذ الكاثوليك النص اليوناني للعهد القديم المكون من 47 سفراً نصاً معتمداً لهم.

النتيجة المنطقية لحالة لاهوتية كهذه هي اتهام المسيحيين (ماعدا البروتستانت الذين أتوا متأخرين) لليهود بإسقاط الأسفار التي تنبأت بظهور المسيح عليه السلام من نصهم المعتمد من جهة، وتبرؤ اليهود التام من تلك الأسفار ورد الاتهام على المسيحين واتهام المسيحين بنحل تلك الأسفار وفبركتها ونسبتها إلى اليهود من جهة أخرى! وأتحفظ في هذا المجال على نسبة تلك الأسفار الزائدة أو المحذوفة بالأبوكريفا لأن الأبوكريفا مصطلح ديني أُدخِل في الاستعمال بعد ظهور المسيحية ولا ينطبق بحال على أسفار الترجمة السبعينية لأنها تمت قبل ظهور المسيحية بثلاثة قرون ولأن الأسباب العقائدية التي تدعو لاستعمال هذا المصطلح وتبرره كانت غير موجودة آنذاك!

أخيراً: عُثر بين مخطوطات البحر الميت على أصول عبرية لبعض الكتب الواردة في الترجمة السبعينية والمحذوفة من النص العبري المعتمد في القرن الثاني للميلاد، فصحت الفرضية الأولى وهي قيام الأحبار اليهود بإعادة تقنين نصهم المعتمد لديهم (ولدى البروتستانت وشهود يهوه) اليوم وذلكم في القرن الثاني للميلاد أي بعد ظهور المسيحية.

وبراءة اليهود من الكتب المحذوفة والموسومة بالأبوكريفا لا تبرئهم من التهمة التي أثبتت صحتها مكتشفات البحر الميت.

أما بخصوص ما يذكر في اختلاف الترجمات وخصوصاً العربية منها، فلي عودة إلى هذا الموضوع إن شاء الله، خصوصاً وإني أملك ترجمة عربية نادرة جداً لأسفار العهد القديم قام بها الجاؤون سعاديا بن يوسف الفيومي في القرن العاشر الميلادي، طبعها بالحروف العبرانية ديرينبورغ في باريس بين 1893 و1899، صدرت بعنوان "تفسير التوراة بالعربية"، وهي أجود من غيرها من الترجمات العربية!

وللفائدة أذكر أن هذه الترجمة هي الترجمة التي استعملها الحافظ ابن حزم الأندلسي في معرض نقده لأسفار التوراة في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" كما ثبتب لي قطعاً من خلال مقارنة الآيات التوراتية الواردة فيه ـ والمختلفة نسبياً عن الآيات الواردة في الترجمات العربية الحديثة ـ بالآيات الواردة في ترجمة الفيومي! ولو اطلع محققا كتاب "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (وهما الدكتور محمد إبراهيم نصر والدكتور عبدالرحمن عميرة) على ترجمة الفيومي لكفا نفسيهما عناء تصويب الآيات التوراتية التي ذكرها ابن حزم في كتابه على أساس الترجمات الحديثة. وفي ذلك خلطٌ وأي خلط!

عبدالرحمن السليمان.

المصدر: http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=253&forum=4

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 03:10 ص]ـ

تعقيب

بالنسبة إلى المراجع التي اعتمد عليها ابن حزم في نقده للتوراة والأناجيل، فلا أعتقد أنه اعتمد على غير الترجمة العربية للتوراة والأناجيل، لسبب بسيط هو أنه لم يتطرق في نقده لغير كتب اليهود والأناجيل. فلو كان اطلع على التلمود ـ وهذا محال لأنه ليس مترجما إلى العربية ولأن ابن حزم لم يكن يعرف الأرامية أو عبرية المشناة فيما يعتقد ـ لكان توسع في نقده للديانة اليهودة ليشمل الكتاب الذي لا يقل أهمية عن كتاب التوراة، أقصد التلمود، علما أن عناصر النقد والطعن في التلمود أكثر بمئات بل بآلاف المرات منها في التوراة لكبر حجم التلمود من جهة ولانعدام ضابط الوحي فيه من جهة أخرى. ولو كان ابن حزم يستعمل مخبرا يهوديا ـ كما زعم بعض المستشرقين ـ أطلعه على تلك التناقضات في التوراة ـ وهو رأي باطل بطلانا ـ لكان أطلعه على بعض الشطحات الرهيبة في التلمود مثل قوله أي التلمود إن عيسى بن مريم ابن زنا وإن أمه عاهر كانت تضاجع عسكر الرومان ـ حاشا له ولأمه من ذلك. ثم إن النصوص التوراتية التي أوردها ابن حزم دقيقة وكاملة وهذا يكون بالاعتماد على نص بين يديه كان ينقل منه ويقتبس، لا على مخبر كان يلخص له الكلام تلخيصا. وعوائد الأحوال تشهد بذلك.

والذي أوحى بالقول إن ابن حزم كان يستخدم مخبراً يهودياً هو إشارة ابن حزم في كتاب الفصل في معرض حديثه عن قول إبراهيم عليه السلام لفرعون إن سارة أخته وإن بعض اليهود قال له إن الأخت تعني في العبرية الزوجة أيضاً في محاولة يائسة للتخريج. ويقصد ابن حزم ببعض اليهود صموئيل بن النغريلة التي استوزره حبوس أحد ملوك الطوائف. ولا أدري الساعة أي مستشرق قال إن ابن حزم كان يستعلم عن التوارة من ابن النغريلة الذي ينسب إليه نقد للقرآن الكريم رد عليه ابن حزم رداً قاسياً في رسالته: الرد على ابن النغريلة اليهودي. ولو كان ابن حزم يستعلم عن التوراة من ابن النغريله لما كان علم بشأنها شيئاً يذكر! والدقة في النقد في كتاب الفصل تدل قطعاً على أن ترجمة عربية للتوراة كانت بين يدي ابن حزم أثناء وضعه كتاب الفصل.

عبدالرحمن السليمان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير