تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبعض الرواة يزعم أن عبيدا لم يقل هذه القصيدة إلا على أنها خطبة، فلما اتزن بعضها ألحقت بشعره، فكان فيها من الأمثال السائرة المستحسنة ما احتمل معه فاحش الزحاف الذي فيها مع كون قائلها من أقدم الشعراء عهدا وأطولهم عمرا، فإنه كما يقال كان في وقت حجر أبي امرئ القيس شاعرا مشهورا عالي السن

141

وفي هذه القصيدة [لمرقش] أبيات كثيرة ينبو عنها الطبع، قد احتال لها العروضيون وجوها من الزحاف، وكذلك يفعلون في كل ما ورد عن العرب، مسامحة لهم بما لا يسامحون به غيرهم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:06 ص]ـ

143

وليست القافية الحرف الذي يردده الشاعر في آخر كل بيت كالقاف في قوله:

تذكرت ما بين العذيب وبارق ........... مجر غوانينا ومجرى السوابق

كما يذهب العامة إليه، فإن ذلك يسمى حرف الروي، وليس يكفي الشاعر / بإعادته [إعادته] وحده، بل وتلزمه مع إعادته أشياء أخر، لو أخل بها لم يكن الشعر ذا قافية،

144

وملاك الأمر في هذه الصناعة معرفة ستة حروف وست حركات وخمسة عيوب:

أما الحروف فهي الروي والردف وهو ياء أو واو أو ألف يكون مثل الروي، وقد ذكرناه وتتعاقب الياء والواو، ولا يعاقب الألف شيء، وقد ذكرناه، والوصل وهو ألف أو هاء أو واو أو ياء تلي الروي، والخروج وهو كل حرف مد كان بعد هاء الوصل، والدخيل وهو الحرف الذي بين ألف التأسيس وبين الروي.

وأما الحركات فهي حركة ما قبل حرف الروي في المقيد، وتسمى التوجيه، والحركة التي قبل الردف وتسمى الجدو [الحذو]، والإشباع وهي حركة الدخيل هو الرس، وهو حركة ما قبل التأسيس والإطلاق وهو حركة الروي.

والنفاذ وهو حركة هاء الوصل، وكلها يلزم الشاعر إعادتها بعينها في كل بيت من القصيدة إذا بدأ به أول بيت منها إلا الدخيل.

فأما العيوب الخمسة فهي:

الإقواء ...

145

والإكفاء ...

والسناد وهو كل عيب يلحق القافية.

والتضمين وهو أن تكون قافية البيت متعلقة بالذي يليه.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:06 ص]ـ

148

فإن كل صناعة يحتاج الناظر فيها إلى علم الأمور المقومة لها، والخاصة بها. وهي موضوعها وغايتها وصورتها واللواحق التابعة لها.

150

فأما ما يعين على اقتنائها [البلاغة] بعد الفطرة المرشدة إلى دقيق المعاني في المعرض المقصود فالاستكثار من اللغة والأخذ بنصيب وافر من علم النحو إذ كل / صانع فهو محتاج إلى أن يكون عنده من موضوع صناعته ما يمكنه لكثرته أن يختار الموافق منه بحسب حاجته، وكذلك البليغ يحتاج أن يكون عنده من اللغة مقدار كثير لئلا يعسر عليه إبراز ما يخطر بباله من المعاني وأن يحتاج إلى تكرير الألفاظ لقلتها عنده، أو إيراد ما لا يليق بالمعنى الذي يحاول الإبانة عنه فيكون اللفظ قلقا والمعنى غلقا، والعبارة مستهجنة، فلذلك جمع بعض الناس ألفاظا مترادفة وسماها الألفاظ الكتابية [الهمذاني] كقولهم في إصلاح الفاسد رتق الفتق ورأب الثأي وسد الثلم ولم الشعث. وأمثال ذلك لتكون معدة عند الحاجة، فيأخذ الكاتب منها ما يليق بغرضه.

فأما النحو فليس حاجة صناعة البلاغة إليه بدون حاجة الشعر وغيره من الكلام، إذ هو السبب في تسديد الألفاظ نحو المعاني في الاحتراس من الغلط

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:07 ص]ـ

154

فالإجازة أن يثق بالمسند عنه لجودة نقل الراوي فيجيز له أن يروي ما يجد عليه خطه بالصحة وما رواه.

156

وإذا اعتمد الفقيه أن يتكفل بالفتيا ويكل الحساب إلى أهله فقد ظن خطأ؛ إذ كانت الفتيا في بعض المواضع متعلقة بالحساب فإذا أفتى فيها المفتي وقضى عن غير علم منه بالحساب فإنما هو مقلد والفتيا والحكم لا يكونان بالتقليد.

176

فقد تبين أن كل درجة من الفلك توازيها من الأرض ستة وخمسون ميلا وربع ميل على ما قاسه خالد بن عبد الملك المروروذي وعلي بن عيسى الاصطرلابي وسند بن علي في مواضع مختلفة، وذلك أن المأمون أمرهم بقياس ما بين مكانين فضل ما بينهما في العرض درجة لتعلم به مسافتها

178

وقد يمكننا أن نعلم ذلك أيضا بأن نرصد كسوفين قمريين في بلدين أحدهما مشرقي والآخر مغربي فننظر تفاوت ما بين وقتي الكسوفين من الساعات الاستوائية ثم نمسح ما بين البلدين فنعلم بذلك ما يخص الدرجة الواحدة من الأميال، إذ كانت الساعة الواحدة خمس عشرة درجة، ثم نضرب ما يخص الدرجة في ثلاثمائة وستين فما اجتمع من ذلك فهو مساحة منطقة الأرض، فإذا علمت منطقتها فقد علمت مساحتها، وذلك بأن تقسم مساحة المنطقة على ثلاثة وسبع فما خرج من ذلك فهو القطر، وإذا ضربت القطر في نفسه ثم ما خرج في مثله كان ذلك مساحة الكرة.

204

وقد ظن قوم كثير من الناس بهذا العلم [الإلهي] أنه خاص بالنظر في الإله تعالى وصفاته، وليس الأمر كما ظنوا بل هو كما ذكرنا ينظر في لواحق الموجود على الإطلاق، وإنما وجب البحث فيه عن الإله تعالى لأنه السبب الأول لسائر الموجودات

216

وأول من نظر في الإسلام في هذا العلم [علم الكلام] وفرعه عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وغيرهما من رؤساء المعتزلة

217

وكان واصل بن عطاء هذا أحد الأعاجيب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير