تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إعانتها في سائر الأوقات، بل تدرك مدركاتها مجردة عن المواد فلا يحتاج فيها إلى استخدام الحواس، وهذا هو موضع السؤال في قوله: بماذا ترد على من زعم أن النطق تابع للنفس الحيوانية؟ أي أن القوة الناطقة هي مطية اختلاف الخلق ومزلة أقدام أهل النظر عن سنن الحق، وقد ترجحت فيه الأقوال وكثر بسببه الجدال، فزعمت طائفة من قدماء الفلاسفة أن النفس أمر كلي عام وأنه يفيض على / الأجسام فيض الشمس على ما يقع عليه شعاعها، فيعطي كل مادة قدر استحقاقها، وأنها ليست حالة في الأجساد وإنما هي مؤثرة فيها لضرب من المناسبة كما يفعل المغناطيس في الحديد وليس أحدهما حالا في الآخر، وأنها لا تزال مؤثرة في الجسم ما دام مستعدا لقبول الأثر، فإذا فسد استعداده بطل فعلها فيه كما يبطل فعل المغناطيس في الحديد عند فساد الحديد أو تغيره بما يلقى عليه من النور وغيره.

وزعم آخرون أن النفس عرض وأنها تحدث مع اعتدال المزاج فإذا اختل المزاج وفسد نظام الجسم عدمت النفس.

وذهبت طائفة أن النفس هي الدم وأنها جسم واحتجوا في ذلك بأقاويل خطابية وشعرية ولغوية وجروا على ما يقتضيه ظاهر اللفظ في لغة العرب ... / ... وأقاويل أخرى لا يحصى عددها كثرة

324

ولو رمنا تعديد جميع الاعتقادات في النفس لاقتضى ذلك كتابا مفردا قائما بذاته

335

فالأول الذي يعطي الوجود فقد جرت عادتهم أن يسموه دليلا، ولا يطلقون اسم البرهان إلا على ما كان يعطي السبب والوجود معا

336

ويحتجون [المتكلمون] على ذلك بحجج إقناعية منها:

أنه لو كانت الأجسام كلها يمكن فيها التجزؤ إلى غير نهاية لكانت الحصاة مساوية للجبل، إذ ساوته في مساوقة التجزء، وهذا كلام خلق نازل جدا، إذ المساواة في قبول التجزء ليست المساواة في القدر.

340

والكيمياء هي المعروفة عند أهلها بالصناعة العظمى، وإنما سميت كيمياء اشتقاقا من الاكتماء أي الاختفاء وبحق اشتق لها هذا الاسم.

340

والروح الذي يصير عندهم [أهل الكيمياء] جسدا هو الزئبق، فأما الجسد الذي لا يبلى أبدا فهو الذهب والياقوت

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 2010, 11:08 ص]ـ

انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النادر.

والحمد لله رب العالمين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير