تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويقصد بالسياق هنا ما يصاحب اللفظ مما يساعد على توضيح المعنى، وقد يكون التوضيح بما ترد فيه اللفظة من الاستعمال، وقد يكون ما يصاحب اللفظ من غير الكلام مفسراً للكلام، وقد تكون العلاقة بين هذا الكلام وشيء آخر، كلا ما كان او غير الكلام، داعياً إلى استعمال اللفظ بالطريقة التي يستعمل بها في اللغة، وباعتبار هذه النواحي الثلاث قسمت التفسير بالسياق إلى ثلاثة أقسام وهي

( i ) السياق اللغوي

قد أوضح أصحاب المعاجم هذا النوع بما اختاروا من نصوص ذكرت فيها الكلمة، وأول مصادر النصوص هو القرآن الكريم ومنه في مادة عرب في اللسان عن حديثه عن الأعراب

((وقول الله عز وجل: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا)). فهؤلاء

قوم من بوادي العرب قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، المدنية طمعاً في الصدقات، لارغبة في الإسلام فسماهم الله تعالى الأعراب، ومثلهم الذين ذكرهم الله في سورة التوبة

فقال الأعراب أشد كفراً ونفاقاً، الآية

قال الأزهري: والذي لا يفرق بين العرب والأعراب والعربي والأعرابي، ربما تحامل بما يتأوله في هذه الآية)).

( i i ) السياق الاجتماعي

في كل هذه اللغات الكبرى في أيامنا هذه عديد من الكتب التعليمية تتخذ مناهج متباينة لتعليم اللغة، ولكن المهتمين باللغة تعليماً ودراسة يتفقون على أن أفضل طريقة للتعليم اللغة هي أن يعيش طالب التعلم حيناً في المجتمع الذي يتحدث اللغة، والسر في ذلك أن اللغة مرتبطة بالمجتمع ارتباطا وثيقا حتى أن اللغويين المتحدثين أسبحوا متفقين على أن اللغة نشاط اجتماعي للإنسان، وليست مجرد معبر عن الفكر كما كانت تعرف قديماً.

نستطيع أن نوضح صلة اللغة بالمجتمع بعرض مثال من اللهجة اللبنانية، فمثلاً كلمة ((مرحباً)) قد يُظن أن معناها مطابق لمعنى ((مرحباً)) في اللهجة المصرية

ولكن من يعيش في المجتمع المصري والمجتمع اللبناني يجد ان خلاف بينهما لا يتوقف على الاختلاف في نطقها في المجتمعين أنما يجد اللفظة في لبنان تقال في مواضع في المجتمع اللبناني غير مما ثلتها في المجتمع المصري، فاللفظة في لبنان تكاد تكون تحية عامة تقال في أي مكان، وكثيراً ما يسمح الملاحظ للاستعمالات اللغوية داخلاً إلى متجر يقول ((مرحباً))

ثم يطلب ما يشاء شراءه. ولكن مثل هذا لا يستعمل في مصر، وتكاد الكلمة في المجتمع المصري تقتصر على استعمالها على تحيه الضيف يقولها المضيف.

( iii) السياق السببي

وأقصد بهذا الاصطلاح ما يرد في المعجم من تعليل لاستعمال الصيغة اللغوية على ماهي وعليه،

وذلك كثير في لسان العرب منه في مادة عرب ((قال الأزهري: وجعل الله، عز وجل، القرآن المنزل على النبي المرسل محمد صلى الله عليه وسلم عربياً، لأنه نسبة إلى العرب الذين أنزله بلسانهم وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذي صيغة لسانهم العربية في باديتها

وقراها العربية وجعل النبي صلى الله عليه وسلم عربيه لأنه من صريح العرب)).

5 - التفسير بالصورة:

الدعوة إلى توضيح بعض كلمات المعجم بالصورة دعوة حديثة، وأخذت بها المعاجم الأروبية

حتى إننا لنجد في الألمانية ما يجعل الصورة أساساً، وترسم في دقة بالغة ويعطي كل جزء منها رقمـ

وتذكر ألفاظ اللغة بعد ذلك كأنها هوامش على الصورة ويوضح كل لفظ مقابل رقم جزء الصورة الذي يناسبها، ولكننا في العربية لم نصل إلى هذا الحد بعد، ولا يُعرف إلا معجمين يستعملان الصورة المساعدة على تفسير اللفظ هما المنجد للأب لويس معلوف، والمعجم الوسيط الذي ألفته لجنة من المجمع اللغوي في القاهرة.

ـ[كلمة]ــــــــ[29 - 06 - 2010, 05:40 ص]ـ

المرجع

المعاجم اللغوية في ضوء دراسة علم اللغة الحديث

تأليف الدكتور محمد أحمد أبو الفرج

الناشر دار النهضة العربية

للطباعة والنشر

1966م

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير