وكلما كانت المغايرة فيه للصيغة فقط ما جاء في مادة العرب من اللسان ((يقال أعرب الأعجمي إعراباً، وتعرب تعربا، واستعرب استعراباً:كل ذلك للأغتم دون الصبي)) ومنه الإعراب كالتعريب، والإعراب:
ردك الرجل عن القبيح)) وكذلك قال الفراء: أعربت إعراباً، وعربت تعريباً، إذا أعطيت العربان
يقال أعرب من كذا، وعرب، وعربن
ولاشك أن المخالفة بصورة تامة أو بصورة جزئية إذا وضع بجوار مخالفة معنى كل منها
( III) المغاير بالمجاز
وهذا النوع من المغايرة يعتمد على تبيين الحقيقة من المجاز في استعمالات المادة المعجمية، وقد سبق إلى أن
أشار الزمخشري في معجمه أساس البلاغة ينفرد بهذا البيان عن بقية المعاجم العربية وجاء من ذلك فية تحت مادة رهن – ((قيض الرهن ..... واسترهنني فرهنته ضيعتي، ورهنتها عنده .. وراهنته على كذا .. ومن المجاز: جاء فرسي رهان:متساويين. وإلى ذلك رهن بكذا ورهينة به أي أنا ضامن له ... )))
1 - التفسير بالترجمة
ولسنا نعني هنا بلفظ الترجمة النقل من لغة إلى أخرى دائماً، فبهذا لا ينطبق إلا على الجزء الثالث من هذا النوع وهو تفسير كلمة بكلمة من لغة أخرى، ولكننا نعني بالترجمة في قسمين الآخرين ان تفسر الكلمة بكلمة أخرى من اللغة نفسها أو بأكثر من كلمة نفسها كذلك.
( I ) تفسير الكلمة بكلمة واحدة.
وذلك أن توضع في تعريف الكلمة كلمة أخرى مثل ((التعريب: الفحش ... والإعراب: النكاح .. وماء عرِب: كثير، وفي مادو الأعجم الأخرس ... واستعجم الرجل: سكت) وأنت ترى أن المعجم بذلك قد أبدى نوعاً من الاعتراف بأن الكلمتين مرادفتان، ولكن وجود كلمة مع المادة التي يفسرها يضيف إلى توضيح المعنى وهذا
ما سنعالجه عند الحديث بالتفسير.
( I I ) تفسير الكلمة بأكثر من كلمة
وهذا أيضاً من باب حديث في المعجم ذي اللغة الواحدة، فيجمع المادة من اللغة ويفسرها اللغة ذاتها، ولكن لا يكون بمفردة واحدة ولكن بعبارة أطول. ومن ذلك في لسان العرب في مادة عرب
((وعربة: علمه العربية .. وعرب لسانه بالضم، وعروبة أي صار عربياً .... ويكون التعريب أن يرجع إلى البادية بعد أن كان مقيماً الحضر))
ونلاحظ أن هذه العبارات جميعاً ليست إلا ترجمة للفظه بألفاظ أخرى من اللغة نفسها وهي تتميز بأن فيها كلمات يعنيها هي الكلمات التي أوردناها في أعلاه
( III) تفسير الكلمة بكلمة من لغة أخرى
بالرغم من أن المعاجم التي نتحدث عنها هنا أحادية اللغة، بمعنى مادة ألفاظ المعاجم، واللغة التي تفسر بها هذه الألفاظ لغة واحدة
بالرغم من ذلك فإن هذه المعاجم تورد ألفاظ للغات أخرى لتشرح ألفاظ العربية أو لتذكر أصلها، ويبدو أن ذلك وضحاً لماهو معروف من اتصال العربية على طول تاريخا بلغات أخرى فتأثرت بها وأخذت أحياناُ كلمات وهذا واضح في عصرنا،
ولقد كانت الفارسية أكثر لغة اتصلت بها العربية، ولذلك أخذت العربية منها كثيراً وأشارت
المعاجم إليها فقد جاء في مادة هندز مثلاً في اللسان ((معرب وأصله فارسي، وأصله بالفارسي هنداز، ويقال أعطاه بلا حساب ولا هندز ومنه المهندز الذي يقدر مجاري القني والأبنية إلا أنهم صيروا الزاي سيناً، قالوا المهندس لأنه ليس في كلام العرب زاي قبلها دال)).
ـ[كلمة]ــــــــ[29 - 06 - 2010, 05:39 ص]ـ
3 - التفسير بالمصاحبة
يحدد النحو نوع الكلمة التي يجب أن تقع في الموضع من الكلام (اسم، فعل، أو حرف)
فإذا سئل عارف بالنحو العربي أن يحدد الكلمة التي تقع في موضع خالي من: (أعرب ... إعراباً) لاستطاع أن يحدد الكلمة أسم، فإذا وضعنا أمامه مجموعة الأسماء الآتية: الأستاذ
، الأعجمي، الصبي، الباب، الصندوق، الكرسي، الفتاة، الأستاذة، الصبية.‘ وسألناه هل يجوز أي من هذه الأسماء في موضع المذكور لأجاب بالنفي، ولعلل ذلك بأن الثلاث أسماء
الأخيرة كل منها مؤنث حقيقي، وهذا يستلزم أن تلحق الفعل علامة التأنيث والفعل في المثال لم تلحقه أداة التأنيث، وأما الثلاثة التي بعدها فكل منها جماد فلا يعقل أن يستعمل الجماد في هذا الموضع على سبيل الحقيقة، وقد يستمر المسئول فيقول أما الثلاثة أسماء الأولى فيصح أن تقع في هذا الموضع.
4 - التفسير بالسياق
¥