ـ[معالي]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 12:22 ص]ـ
موضوع ممتع شائق
شكرًا أستاذنا القدير.
ننتظر مواصلتكم.
ـ[أبا حسن]ــــــــ[08 - 02 - 2010, 02:30 م]ـ
تابع يا ذا المفيد
ـ[أبو عبد الرحمن الدعجاني]ــــــــ[09 - 02 - 2010, 05:21 م]ـ
قيل أن [المِحن مِنَح] صدق من قال.
وتحتاج المِحن إلى صبر: الصبر مُرُّ مذاقه .. (لكن) وعاقبته أحلى من العسلِ.
بوركت أخي
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[10 - 02 - 2010, 08:13 ص]ـ
(3) الإمام أحمد والخليفة الواثق
هل انتهت محنة الإمام بخروجه من السجن؟!
لا، بل توجد فصول أخرى من الفتنة لم تنجز بعد ..
فقد ظل الإمام ولفترة طويلة يُعالج من آثار وجراح التعذيب والضرب
فكما قال أحد الجلادين الذين ضربوا الإمام بالسوط: والله لو هذه السياط نزلت على فيل لقتلته!
لذا كان الإمام أحمد يحتاج إلى مدة للعلاج والنقاهة بعد هذه الفترة الطويلة من الحبس والتعذيب النفسي والجسدي.
وعاد الإمام بعدها إلى تحديث الناس وإفتائهم وأقبل الناس عليه بقوة فقد كان علماً قبل المحنة فكيف وقد صمد صمود الجبال أمام وحشية هذه المحنة وصبر على كلمة الحق ليحافظ على السنة!
كان لرجوع الإمام أحمد إلى الحديث والإفتاء وكذا تطاير شهرته في الآفاق، وحرص الناس في الداخل والخارج التعلم على يديه وأخذ العلم منه، وفضحه لمعتقدات رؤوس الفتنة أمثال ابن أبي داود وغيره من المعتزلة الكبار - بعدما وصلت حججه وقصص مناظراته إلي طلاب العلم وعامة الناس - أعظم الأثر في تأليب صدور هؤلاء الخبثاء مما جعلهم يتحينون الفرصة تلو الفرصة للإيقاع به مرة أخرى!
ولكن لم يكن ذلك ممكناً في بقية عهد المعتصم رحمه الله.
لذا فقد سنحت لهم الفرصة بعد أن خلف الواثق العباسي والده المعتصم بعد وفاته وكان الواثق قد شرب البدعة وتجرعها من يد أحمد بن أبي داود صغيراً حيث كان معلمه ومؤدبه، فتخرج الواثق من هذه المدرسة وقد اشتد خبثه في القول بهذه البدعة المنكرة حيث أجبر الناس بالقوة، وأطلق يد معلمه في امتحان الناس وإجبارهم على القول بها.
وبلغ الأمر إلى حد الفصل بين المرء وزوجه وكذا إلى تعليم الصبيان وإلزامهم بها في دور العلم، حتى ضج الناس وضاقت نفوسهم.
لقد كان لتسلط المعتزلة المبتدعة على الناس وفجاجة تصرفاتهم وشدتهم في قمع السنة ومحاربتها أثر عظيم في تحضير بعض الناس للخروج على الواثق ومحاربته.
وقد جاء بعضهم يستفتون الإمام في الخروج فمنعهم وناظرهم وأمرهم بالصبر، وبين لهم أن المفاسد المترتبة على الخروج أعظم وأكبر من المصالح.
فرجع البعض وتمادى البعض الآخر ولم يستمعوا له فكانت مفسدة عظيمة راح فيها خلق عظيم بعد أن فشلت خططهم.
وعلى الرغم من موقف الإمام أحمد في هذه الفتنة الجديدة وفقهه وورعه ووقوفه في وجه الخروج على الحاكم إلا أن هذا لم يرض طموح النفوس الشريرة، فقد قابل الواثق هذا الإحسان وهذا العمل الطيب بالإساءة والشر، فأمر بنفي الإمام أحمد إلى خارج بغداد والحجر عليه بإقامة جبرية أينما كان وأرسل إليه يقول: " لا يجتمعن إليك أحد ولا تساكني بأرض ولا مدينة أنا فيها "
يا مسكين شرف لك أن تكون في بلد الإمام أحمد فيها!
وفخر لك ولسلطتك أن يكون مثل الإمام أحمد من رعيتك!
وخير لك ولمملكتك أن يكون مثل هذا العالم الرباني الورع بين ظهرانيكم، بدلاً من علماء سوء ابتدعوا من الشرور الدنيوية والدينية ما يكرهون الناس فيك وفي حكمك مما يضعف سلطتك ودولتك.
أراد في ظنه أن يطمس الحق ويدفنه وما علم أن الحق كالزيت الطيب يطفو ويعلو دائماً!
وهل يستطيع أحد أن يمنع الشمس عن الناس ويحجبه؟!
أيها المسكين أن الأعمال العظيمة لا تتم بالقوة والجبروت بل بالصبر والتقوى والورع والإتباع!
فإن قوتك وبطشك وكذا من سبقك دفعت بهذا الإمام إلى الأمام وفي الصف الأول وإن كان ببطيء في حين كنت تنطلق أنت ومن معك بسرعة إلى مصيرك في الصفوف الأخيرة!
وها هو التاريخ يسجل ومن دون رحمة أو مداهنة!.
انصاع الإمام لأمر الواثق فاختفى عن الأنظار ينتقل من موضع إلى آخر كي لا يصيده جنود السوء، ولم يكن باستطاعته الخروج حتى إلى الصلاة أو مجلس علم وظل هكذا شهوراً حتى هلك الواثق سنة 231هـ وهلكت معه بدعته
¥