تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فخرج الإمام للناس وجلس يحدث الناس ويعلمهم من جديد ورفع الله قدره وعظّم شأنه، وذاع صيته، وحفظ الله به السنة

حتى قيل: "خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني أحمد بن حنبل، وإذا رأيت رجلاً يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة، ولو أدرك عصر الثوري والأوزاعي والليث لكان هو المقدم عليهم "

وقيل أيضًا: "لولا الثوري لمات الورع ولولا أحمد لأحدثوا في الدين، أحمد إمام الدنيا".

وقال الإمام الشافعي: "خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلاً أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل".

وقال علي بن المديني:" أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة ".

هلك الواثق وهلكت زمرته من علماء السوء وبانت عوراتهم للناس وكشفت دعواتهم الباطلة،وصدق القائل: " النافذة التي يخرج منها الهواء الفاسد هي نفس النافذة التي تسمح بدخول الهواء الصالح ".

وهكذا كان الخليفة المتوكل رحمه الله وأجزل له العطاء الذي جاء بعد الواثق، كان نافذة خير على الإمام وعلى الأمة جمعاء.

فقد أمر برفع البدعة ومحاربتها وإظهار السنة وتعظيمها، وقرب الإمام وأحسن إليه فكانت فتنة ومحنة الإمام الجديدة ولكن هذه المرة في السراء وليس الضراء، وإن كتب الله لنا عمراً وثقناها هنا بعد أن نعرج على محن لرجال آخرين سُطّرت مواقفهم بماء الذهب.

إن الحق والباطل في صراع منذ أن خلقت الخليقة حتى يرث الله الأرض ومن عليها

وإن كان للباطل نصر ظاهري موقوت فإن الانتصار الحقيقي هو للحق دنيا وآخرة

ومازال الله سبحانه وتعالى يختبر الصالحين وأهل الحق بأهل الباطل لحكمة بالغة وليميز الخبيث من الطيب وأهل الإيمان من أهل الضلالة والبهتان.

قال تعالى: " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب "

ومن أعظم البلاء امتحان الناس في دينهم وعقيدتهم وإرغامهم على مخالفة سنة نبيهم وإتباع الباطل والبدع.

وهكذا انتصر حق الإمام أحمد على باطل هؤلاء جميعاً

فكُتب اسمه بماء الذهب في سيرة أئمة هذا الدين الخالدين في القلوب وعلماً من أعلامها، وكانت خاتمته وجنازته من أيام الإسلام المشهودة.

رحم الله الإمام أحمد فقد سد ثلمة عظيمة كادت تحدث في الإسلام، وبقيت عقيدة أهل السنة صافية نقية من شوائب المعتزلة وضلالاتهم

فجزى الله الإمام أحمد عن الأمة خير الجزاء، ورزقنا الله جميعاً الإقتداء به والتأسي بسيرته.

قال ابن خزيمة: رحم الله أحمد بن حنبل، عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.

انتهى (3)

ـ[بل الصدى]ــــــــ[19 - 02 - 2010, 08:04 ص]ـ

متابعون باهتمام

جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم.

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[27 - 02 - 2010, 06:40 ص]ـ

شكراً على متابعتك الجميلة أختي بل الصدى وبارك الله فيك

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[27 - 02 - 2010, 06:40 ص]ـ

الشخصية الثانية

- أضاعوني وأي فتى أضاعوا -

وننتقل اليوم إلى محنة أخرى وبطل آخر تغلب على محنته وبلائه بنفس صابرة وبقوة الإيمان والتقوى والورع

فمن هو بطلنا اليوم؟

هو من أعظم أبطال الإسلام بل والتاريخ أيضاً

برغم صغر سنه، وحداثة تجربته في القيادة

وقلة سنوات قيادته للجيوش

لقد رسم اسمه بل حفره على ذاكرة جبلية من الذهب، وسيظل هذا الاسم محفوراً في ذاكرة الأمة إلى يوم القيامة

إنه من أسرة أنجب القواد وأمراء الحروب

إنه القائد الشاب البطل محمد بن القاسم الثقفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ..

لن نتكلم في هذه العجالة عن بطولاته وصولاته وجولاته فهي أكبر من أن تعد وتحصى ..

ولن نقول أنه تولى قيادة الجيش ولم يبلغ بعد سبعة عشر ربيعاً!

في حين أن أولادنا في هذه السن لا يعتمد عليهم حتى في شراء صندوق بطاط.

ولن نصرح بإنه فتح بلاداً غريبة عن المسلمين يومها مثل مكران والسند والبنجاب (باكستان حالياً) ..

ولن نزايد أن قلنا إنه أعاد لبلاد الإسلام هيبتها فقد بعث ملك جزيرة "سرى لانكا" بسفن محملة بالهدايا، وكان عليها بعض النساء المسلمات، وفى الطريق هجم عليها قراصنة من مدينة "الدَّيْبُل" (ميناء عند مصب نهر السند بباكستان) ونهبوا ما فيها من هدايا وأخذوا المسلمات أسرى.

فطاردهم وقاتلهم وثأر لهن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير