فالعقل اللاوعي يسجل العادات والأعراف منذ الطفولة ويحفظها، فمثلا: صب القهوة للضيف بدون تعليم وتفكير، بعض العوائل تصب ربع الفنجان إذا زاد كان ذلك عيبا .... هناك من يصب نصفه، إذا أكثر كان ذلك عيب .. عادات .. في الولائم تختلف العادات، بعضهم يضع أمامك خروفا كاملا ويتركك ويخرج لتأكل براحتك!!! منتهى الكرم .. والبعض الآخر يعتبره إهانة!!! هذه العادات والأعراف يتوارثها الأبناء عن الآباء عن طريق تخزينها في العقل اللاوعي.
5) وأخيرا من وظائف العقل اللاوعي أنه يتحكم بالطاقة الجسدية والنفسية ويوجهها:
لو قلت لك يا فلان (وأشار الشيخ على أحد الحضور) تعال هنا واقفز من فوق المنضدة على الأرض .. هل تستطيع؟؟!
أجابه الرجل: لا أستطيع عندي عملية في رجلي! أشار إلى غيره هل تستطيع أن تقفز من مترين أو ثلاثة .. أو عشرة .. ؟ أكيد لا .. ذلك مستحيل .. ولكن لو قلت لك لو كنت في الطابق الثاني وحاصرتك النيران. .. من كل جهة .. ولم يعد هناك مجال تجد أنك تقفز وبدون تفكير وبكل قوة وذلك لأنك وصلت إلى درجة الإحراج ..
فالعامل الخارجي يحفز الطاقة ويتحكم بها .. إذاً لماذا أنا انتظر الحريق لأقفز .. ؟؟ لماذا انتظر العصا التي تسيرني .. ؟؟ لو فرضنا أن ملك الموت جاء الآن وقال لك إن أجلك ينتهي بعد شهرين بالضبط ماذا تفعل؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول شخص: احفظ القرآن في شهرين .. والآخر يقول أحفظ القرآن في شهر وأتفرغ للعبادة في الشهر الآخر .... !!!!
أين هذه الموهبة .. وأين هذه القدرة دون المحفز الخارجي .. ؟؟؟؟
من خلال حياتنا العملية نجد أننا أيام الامتحانات نحفظ الكتاب يحتوي أكثر من 200 صفحة في ليلة واحدة لنمتحن به .. وإذا سئلت كيف استطع ذلك تقول إنها مسألة مصيرية .. نجاح أو فشل؟؟؟
(كلنا يستطيع أن يفكر ويبدع ويخترع) ولا تقول أن هناك فروق فردية ومواهب وقدرات .. الفروق تكون نسبية .. 5% ... 10%، لكن هناك طموحات .. فكل منا يستطيع أن يصل إلى ما يتمنى ويطمح، بالإصرار والهمة والتركيز والمداومة .. (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
واسمع لهذه القصة من حياة إحدى الحاضرات تقول: لي ابنة عمة معلمة وزوجها مهندس معماري، هاجرا من بلدهما لظروف سياسة. استقرا في أمريكا .. درسا الطب .. وعمر الزوج خمس وثلاثون سنة وهي عمرها ثمان وعشرون .. ونالا أعلى الشهادات .. وعملا بالتدريس في الكليات الطبية في جامعة بوسطن وقبل سنوات رأيت زوج ابنة عمتي في التلفاز وقد اكتشف دواءً جديداً لبعض الأمراض السرطانية .. أليس هذا طموحا وإرادة وإصرارا على النجاح؟؟؟؟!!!
** الخلاصة أنه لا يوجد فرق بينك وبين المخترع والمبدع والقائد العظيم والمكتشف فكل إنسان قبل أن يخترع يجلس جلسة تفكر وتركيز ,, ومع هذه الجلسة يخرج بأشياء تشغل قدراته العقلية ومن ثم يحاول ويحاول .. ويصمم ويركز ولا يمل وذلك لوجود المحفز والعامل الخارجي كما بينا في الأمثلة السابقة ..
نخرج بخلاصة مهمة: أن برمجة عقلي اللاوعي لحفظ القرآن الكريم يكون بإرسال رسائل إلى العقل … وهذه الرسائل لها خمس مواصفات ..
مواصفات الرسائل للعقل اللاوعي:
1) أن تكون واضحة ومحددة:
أن تبيّن ما تريد لا مالا تريد .. وتحدد الوقت .. جرب أيها المؤمن ثلاثة أيام على أن تستيقظ الساعة الثالثة صباحا وانظر هل تستطيع أن تحفظ عشر صفحات خلال ساعة ونصف؟؟؟ اكتب ذلك وثبته كتابيا وأرسل رسالة لفظية وكتابية إلى نفسك تقول فيها .. : أنا أستطيع .. أنا قادر .. أنا أريد أن أكون عالما ... مبدعا .. حافظا .. متكلما .. إذا حدد ما تريده .. ولا تقول أنا لا أريد أن أنسى حفظ القرآن مثلا .. أو لا أريد أن أكون جاهلا. وهكذا .. فإذا استطعت أن تحفظ كما حددت أو أقل قليلا أو أكثر استطعت أن تبرمج عقلك على نظام دقيق .. تحفظ صفحة بإتقان كل عشر دقائق. تحدد الوقت تقول نعم نجحت .. إذا سأعمل تحديا اكبر .. سأحفظ في خمس دقائق و حفظتها في ست دقائق ... وهكذا.
¥