التفكير الأساسي هو تفكير في الكون والإنسان والحياة تفكير في سبب وجود الكون ونشأته ( Cosmology) وفي مهمة الإنسان في هذا الكون ( Human ity) والتفكير في كيفية حياته ( Life way) وتفكير في بعثه بعد موته ( Resurvection) أي تفكير يفسر الوجود من حيث الوجود والمهمة والحياة والبعث وبدون هذا التفكير لا يستطيع أن يقيم أساسا ( Basic) يمكنه من المسير بدون هذا التفكير الأساسي تضطرب الأمور ولا تتحدد الأولويات ويصار بالحياة الإنسانية على غير هدى وبلا بصيرة.
الإنسان من حيث هو إنسان معنى بتفسير الحياة ومهتم بصنع الحياة على ضوء تفسيرها فالعلاقة بين التفسير والمسير ليست علاقة جدلية بل هي علاقة بنائية مستمرة صعدا.
لابد من بذل الجهد والوسع في المعرفة وتحول المعرفة إلى مفاهيم ومقاييس وقناعات معلومة، فتسير الحياة على عجلتيها: تسخير للأشياء، وتسيير عدل لها، فتحقق طمأنينة الحياة للجنس الإنساني.
لقد حاول الإنسان من بداية وجوده تفسير الحياة، وما يهم الآن هو إلقاء نظرة على التفسيرات السائدة على وجه الكرة الأرضية، إذ هي مولدة شقاء الإنسانية والتفسيرات الموجودة الآن هي:
1 - تفسير الحياة بأنها الحريات
2 - التفسير المادي للحياة
3 - التفسير الوجودي
4 - التفسير الروحي
هذه التفسيرات الأربعة كلها باطلة، ويتم تسويقها للمجتمعات الإنسانية من خلال المغالطة، وتمييع الحقائق، وتغليفها بالغموض والإبهام تارة عن عمد، وبالعواطف والأماني في حالات أخرى.
1 - تفسير الحياة بأنها الحريات:
لم يقدم أصحاب هذا التفسير تفسيرهم مصحوبا ببرهانه، بل قدموه من خلال وهج الصناعات وإبراز المخترعات وتقديم التكنولوجيا،وهذا ليس تفسيرا فكريا إنما هو في بحث مضمار تسخير خصائص الموجودات الكونية،ولم يكن هذا التسخير في خدمة الإنسانية،بل وظف في خدمة أهل النفوذ وطبقة أصحاب رؤوس الأموال،فأنقسم العالم إلى عالمين عالم غني!!! غني من فرط غناه يقلق. وعالم فقير!!! فقير من شدة شقاه وفقره يقول ليتني لم اخلق.
تلك الحريات أو بالحقيقة الحرية الوحيدة (حرية حركة رأس المال) لمصلحة من حرية حركة رأس المال؟!!! ولولا إن الولايات المتحدة روجت لنظام عالمي (عصبة الأمم ثم هيئة الأمم) لكانت العلاقة التي تحكم علاقات طبقة الرأسمالية هي الحروب الكونية، أو حروب التحالفات،والمسيرة الأوروبية منذ نهاية القرن الخامس عشر واكتشاف أمريكا تجلى فيها ما يلي،إفناء الهنود الحمر،جلب العبيد من سواحل إفريقيا قهرا وغلبة وقرصنة،استعمار إفريقيا وجنوب شرق آسيا،حروب الدول الأوربية نفسها ضد بعضها البعض وضد الدواة الإسلامية العثمانية،إثارة النزاعات العرقية والطائفية والدينية، كل هذه المآسي تكشف الشقاء الذي وقع في العالم منذ تحكم أفكار المنافع و العيش من قبل تلك الإمبراطوريات الأوروبية، لقد حملت الشقاء للعالم والهلاك والدمار والقتل والتدمير من خلال الاستعمار الكولونيالي، فالاستعمار الامبريالي، فالاستعمار عن طريق النظام العالمي القديم والجديد وكل ما فعله نظام هيئة الأمم هو توقف الحروب بين الإمبراطوريات الاستعمارية، وتحويل العالم الثاني (الاشتراكي سابقا) والعالم الثالث إلى عالم في خدمة الشركة العالمية للهيمنة.
2 - التفسير المادي للحياة (الماركسية).
لقد فشل التفسير المادي للحياة (الماركسية) فشلا ذريعا في مباشرة نظام الحياة فالتفسير المادي يجعل الوجود المادي مصدرا لتفكيره، لا موضعا لتفكيره ولذلك وقع منذ البداية في كبرى أخطائه، الذي لا زال يعاني منها، لقد ترتب على جعل الوجود المادي أساس تفكيره، وإنكاره للتدين وتفسيره للقيم والأخلاق تفسيرا ماديا قسريا، سقوطه سقوطا مفاجئا، إن التفكير المادي هو تفكير أوروبي بيئة وثقافة، والدواعي إليه هي دواع أوروبية رأسمالية محضة، إن الفكر المادي جاء لعلاج مساوئ الرأسمالية وطغيانها ـ في القرن التاسع عشر ـ، فالماركسية من حيث تكوينها هي فلسفة ألمانية، وثورية فرنسية واقتصاد انجليزي.
¥