الإسماعيلية بجميع فرقها وان كان تعد من حيث الأصل من الأمة الإسلامية إلا أنها خرجت من هموم الأمة الإسلامية وهي الآن حركات دينية مغلقة، أما الطائفة النصيرية وهي من حيث الأصل من الامامية، وكون حافظ الأسد واحدا منهم لا يعني عودة النصيرية للسياسة فهي لا تزال أدوات خارج الهم السياسي كل ما في الأمر أنها تستغل كواحدة من أدوات الإسناد لحكم حافظ الأسد في سوريا بالإضافة إلى سنده حزب البعث السوري لكن السند الأساسي لحكمه وهو الغرب خاصة الولايات المتحدة.
بقي من الأمة الإسلامية الزبدية في اليمن الشمالي، والاباضية في عمان أما الاباضية في ليبيا وتونس والجزائر فقد ارتضوا نظام العزّابة كصيغة سياسية وقائعية تمنع الاندثار، أما الزيدية في اليمن والاباضية في عمان فعوامل التآكل لفكرهم السياسي هي من الوضوح بمكان، وعوامل التآكل لجماعتهم كجماعة سياسية واضح تماما، إذ تتعرض الفرقتان لهجوم سلفي واضح.
إن المطلوب الآن هو إحداث نقلة في الأمة الإسلامية كلها، ولكنها أي النقلة لا بد أن تبدأ بمجال حيوي ومهم وقادر على حماية نفسه وعلى التوسع، هذا المجال هو العراق وبلاد الشام كلها ومصر وشمال الجزيرة العربية موئل مهبط الوحي كجغرافية سياسية فكرية تستهدف هذه النقلة بناء طريقة تفكير على أساس الإسلام عندها وفي مجملها وبيان منهج لفهم النص الإسلامي يصحح مفاهيمها ويسير بها في مدارج الرقي وحركة جماعية للتغيير السياسي والثقافي الحضاري وبناء قدرات الأمة في العلم التجريبي والاكتشاف والاختراع والصناعة لتتمكن من إيجاد دولة الأمة الإسلامية المميزة القادرة على صنع التاريخ وليست الواقفة في محطة مر منها التاريخ لتنتقل بعدها إلى الأمة المتسلمة زمام القوامة على العالم.
ذلك هو النظام السياسي المطلوب نظام الدولة الإسلامية دولة العدل والهداية مرتكزة لمجمل الأمة الواعية القادرة على الفعل وهذا لا يتأتى بالعودة إلى التاريخ وإنما بصناعة الإحداث سياسيا، أي صناعة التاريخ منتفعة في ما مضى من التاريخ تفكرا واعتبارا وتثبيتا واقتدارا على إنتاج الأفكار.
إن النظام المطلوب مرتبط ارتباط حتم بحس الأمة حسا مرهفا بحاجتها إلى إعادة بناء نفسها في فكرها ومشاعرها بتحرير إرادتها وسيادتها من السيطرة، وممارسة الفعل ممارسة مستمرة،دءوبة جدية، وان الفعل لأجل هدف فما لم تكن على هذه الصورة فإنها ستكون سائرة في الحلقة المفرغة كما قد سارت سابقا وحصدت منه الفشل والتردي والسقوط واستسلمت الآن لعدوها في حالة من يأس وقنوط إن ذلك هو الاندثار لأمة أراد الله إرادة شرعية أن تكون هادية للبشرية، وفي محل القوامة عليها.
إن مثل هذا الهدف لا يتأتى وجوده بدون تغيير أساسي شامل في مجمل فكر الأمة بحيث تعود لها فاعليتها ويعيد للنص قدرته على حل مشاكل الحياة مهما تجددت ومهما تنوعت وكيف تعقدت بإعادة الاجتهاد وهذا البذل يجب أن يتوجه نحو الفكر السياسي والفكر الحركي لصنع أمة قادرة على إنتاج دولة الأمة وهي أمة ذات حضارة إنسانية راقية وذات إنجازات علمية متقدمة.
إن دولة الأمة هي الدولة المرتكزة والمعتمدة على الفكرة السياسية المبدأية والموصوفة بالتحديد والوضوح والبلورة والصفاء والنقاء والحيوية من خلال التطور والحركة والنمو والإنشاء والارتقاء شريطة أن تكون ذات مرجعية ليست مرجعية أشخاص بل مرجعية فكرية وحشد من المفكرين والمبدعين أو المدركين لواقع الأفكار يشكلون عقل وعين الأمة يرفع وعيها رفعا حقيقا أي إنهم ليسوا أوصياء عليها وإنما هم أصحاب دعوة يقدمونها لغاية رسالية (الرسالية تعني مباشرة الدعوة كمهمة وليس طلبا للمجد أو المال أو الحكم وان كانوا يعملون على وصول فكرتهم للحكم) فإذا حدثت النقلة في الأمة قام النظام السياسي المطلوب ولا بد من استمرار الرساليين في العمل على المحافظة على الأمة من الانتكاس في الحس والفكر ومنع السلطة من الجور.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 03:36 ص]ـ
لكسر الرتابة،ودفع السآمة،سأقولها لك باللهجة المصرية: "ياعم انت فين والسياسة فين ":)
ـ[أمين نايف ذياب]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 01:18 م]ـ
أوجزت فأفدت كثيرا. لكن بقي سؤال بسيط. هل الأمة الآن تعيش نظامها السياسي؟ ملاييين علامات الإستفهام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 10 - 2005, 04:34 ص]ـ
يقول حذاق الساسة وأهل السياسة: الآن، من دخل السياسة في شيء، ليس من الكياسة في شيء:)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 09:38 م]ـ
الى جانب الرفع للموضوع ـ المنتهي ـ لا بأس بالدعاء لأمين نايف (أبو ياسر)، فقد سبقنا للدار الآخرة، نسأل الله له الرحمة، ولا نملك غير الدعاء.