قال: لأن هذه النقطة التي لا ترى ليست أكبر من الكرة الأرضية .. لا بل، بل، بل، بل هي أكبر من المجموعة الشمسية بكاملها!!!!
هتفت في تلقائية: سبحان الله .. لا إله الا الله ..
وبقي يحدق في وجهي وهو يبتسم
ثم ضرب رأسه بباطن يده وهو يقول: آسف أنا آسف والله آسف!!!
ماذا قلت لك للتو ........ فأعدت عليه ما قال بنص حروفه ..
فأعاد تكرير أسفه .. قلت: مالك؟ ماذا هناك؟؟
قال: هذه النقطة ليست أكبر من المجموعة الشمسية أنا آسف!!
بل .. هي .. أكبر .. أكبر .. أكبر .. من .. من ….من .. المجرة بكلها!!!!!!!!!!!!! j
فصحت في دهشة: والله …؟؟؟
(المجرة الواحدة تحتوي على ملايين النجوم)
وتلك النقطة براس القلم الرصاص المدبب أكبر من المجرة .. هكذا قال ..
قلت له: لا أكاد أصدق ما اسمع .... هل هناك دليل يؤكد هذه الحقيقة؟
قال وهو يتبسم: في منتهى اليسر، لحظة واحدة ..
وأخذ يركب آلة التصوير لعرض الأفلام وما هي إلا دقائق حتى أخذ
يعرض علي صورا ومشاهد مروعة من الفلك .. أفلام حية لا مجرد صور فوتوغرافية .. وأخذ خلال ذلك يحدثني عن أعاجيب يدور لها الرأس
وأخيرا استقرت الشاشة على مشهد أراده هو. . فأوقف الآلة عن الحركة
كان المشهد عبارة عن شاشة كبيرة امتلأت بنقاط بيضاء صغيرة ..
وسألني وهو يحدق في وجهي: ما هذه؟
قلت في سذاجة الأطفال: نجوم ….لا شك أنها نجووووم!!!
فضحك وقال وهو يهز رأسه: لا، لا بل هي كلها مجراااااااات!!!!!!!!!
وكل مجرة تحتوي على ملايين النجوم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وكاد رأسي أن يدور .. وأخذتني موجة من التسبيح لله سبحانه .. شعرت أن تسبيحي لله هذه المرة كانت له نكهة خاصة .. لا إله إلا الله جل في علاه ..
وطفرت من عيني دمعات ..
في تلك اللحظة تذكرت حديثا شريفا عجيبا. . فبادرت أسمعه إياه، فإذا عيناه تفيضان هو الآخر ..
لم أكن أحفظ الحديث بنصه، ولكني قلته بالمعنى ..
يخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
أن السماء الدنيا بالنسبة للثانية كخاتم صغير ملقى في صحراء واسعة ..
(تخيلوا المشهد وتذكروا النقطة في الورقة .. خاتم صغير مرمي في صحراء واسعة)
وأن الثانية بالنسبة للثالثة كخاتم صغير ملقى في صحراء واسعة
والثالثة بالنسبة لرابعة كخاتم صغير ملقى في صحراء واسعة
والرابعة بالنسبة للخامسة كخاتم صغير ملقى في صحراء واسعة
الخامسة بالنسبة للسادسة كخاتم صغير ملقى في صحراء واسعة
والسادسة بالنسبة للسابعة كخاتم صغير ملقى في صحراء واسعة
والسابعة بالنسبة للكرسي خاتم صغير ملقى في صحراء واسعة
والكرسي بالنسبة للعرش كخاتم صغير ملقى في صحراء واسعة
والرحمن على العرش استوى .. يدبر كل هذه الممالك وينظمها ويسير شؤونها سبحانه جل جلاله ..
يرى ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء تحت أعماق بحر متلاطم .. فسبحانه جل شأنه .. تبارك وتقدست أسماؤه ..
إذن .. أين هي كرتنا الأرضية إذا كان الأمر على هذه الصورة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم ألا تلاحظون أمرا عجيبا؟ أنه بدأ بالسماء الدنيا .. ولم يذكر الأرض أصلا …!
فالأرض كأنها عدم .. لا تستحق الذكر هنا!!
ومع هذا يرى الإنسان نفسه شيئا!! وينتفخ على عباد الله ويتطاول عليهم
ويعجب بنفسه ويغتر، ويظلم ويطغى، ويتمرد على الله!!!!!!!
مسكين هذا الإنسان .. مسكين والله هذا الإنسان الذي لا يعرف ربه ..
(يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) أنت أهون عليه من حشرة لا ترى إلا تحت المجاهر العظيمة ..
ولكنك حين تتعرف عليه، وتقبل عليه، وترتبط به .. يجعلك عظيما عنده ..
نعود فنقول:
الكرة الأرضية إذن .. لا شيء .. لا شيء .. مطمورة .. في مكان بعيد .. مسحوقه .. معدومة .. سبحان الله ..
إذا كانت المجرة بكلها أصغر من النقطة في الحائط الذي أمامك ...... والمجموعة الشمسية ضائعة في المجرة ... والأرض ضائعة في الضائع ..
وأية دولة مهما كانت كبيرة، ضائعة في الضائع الذي هو ضائع في ضائع!!!!!
فأين نحن إذن .. ماذا أقول عن نحن؟؟ ماذا اقول عن الواحد منا؟؟؟؟
ضائع في ضائع في ضائع في ضائع في ضائع ….!!!
¥