تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولو كان كل منهما بمعنى الآخر وبينهما وحدة موضوع ما عطفت الثانية على الأولى لأن العطف يشير إلى اختلاف المعطوفات، وتكون الجملة على الشكل التالي (أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، بدون حرف العطف (الواو) وتكون جملة (يأمرون) حينئذٍ بدلاً للجملة قبلها ولكن العطف أكد اختلاف الموضوعين.

2) الاختلاف في المعنى:

فالدعوة إلى الخير الذي هو الإسلام تعني طلب الدخول في هذا الخير بكل جزئياته سواء كانت عقائدية أو تشريعية.

أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عنوانهما يتعلق بالأعمال وهي جزء من الإسلام، كالفواحش والكبائر والصغائر التي أمر الله بتركها وكالصلاة والصوم وصلة الرحم والبر وعمل الخير وغيرهما مما أمر الله بإتيانها.

3) الاختلاف في الترتيب الطبيعي:

فالدعوة – إلى الإسلام – بحسب الترتيب الطبيعي (المنطقي) مقدمة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فبعد دعوة الناس للإسلام ودخولهم فيه تأتي مرحلة التبليغ – كما ذكرت سابقاً – فيصل المسلمون حينئذٍ شرائع الإسلام وتعاليمه. فيتعلم المسلم ما عليه فعله، وما عليه تركه، فإن فعل ما أمر بتركه، أو ترك ما أمر بفعله حينئذٍ يأتي دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4) اختلافهما في ميدان التطبيق:

دائرة الدعوة وميدان العمل فيها أوسع من ميدان الأمر بالمعروف لأن الدعوة ميدانه المجتمعات الإسلامية والمجتمعات غير الإسلامية. وأما الأمر بالمعروف فميدانه المجتمع الإسلامي فقط.

مثال على ذلك:

لو رأينا شخصاً مسيحياً أو يهودياً أو ينتمي إلى دين يبيح شرب الخمر رأيناه يشرب خمراً فإنه لا يحق للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يأمره أو ينهاه.

ولكنه إذا رأى مسلماً يشرب الخمر فعليه أمره ونهيه إذا كان من الآمرين بالمعروف قس على ذلك.

5) الاختلاف في كيفية الأداء:

الدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال الحسن، والحوار الهادف ولا سبيل للداعية بعدها على المدعو.

أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيكون باليد (القوة) إذا كان للآمر سلطان أو اللسان أو الهجران عن الشخص المرتكب للمنكر.

ويكفي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون عارفاً بالمعروف والمنكر أما الداعية فيلزمه معارف عديدة وقدرات خاصة.

هذه هي أهم الفوارق بين الدعوة والتبليغ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(1) بتصرف من مفردات الراغب الأصفهاني: مادة (بلغ).

(2) سورة البقرة: 196.

(3) سورة الأحقاف: 15.

(4) سورة الكهف: 76.

(5) سورة الأعراف: 62.

(6) سورة الأنعام: 149.

(7) سورة الأنبياء: 106.

(8) سورة الأعراف: 52.

(9) سورة الأحقاف: 35.

(10) سورة المائدة: 67.

(11) سورة هود: 42 - 45.

(12) سورة الأحقاف: 17.

(13) سورة النحل: 125.

(14) القصص: 87.

(15) سورة آل عمران: 104.

(16) سورة يوسف: 108.

(17) سورة التوبة: 16.

(18) سورة العنكبوت: 18.

http://www.annabaa.org/nba35/tableeg.htm#top

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[21 - 07 - 2006, 07:28 م]ـ

نعم فستذكرون ما أقول لكم يا أبناء جلدتنا ويا من تسميتم بأسمائنا ويا من تأكلون معنا ويا من تجلسون معنا.

يا من خرجتم علينا باللباس العلماني المسموم بحشرجات الموتى زاعمين أن هذا ليس بزمان مفاهيم الظلام وعصر الجمل والصحراء.

يا من تسعون في أن تصرفوا الناس عن التعلق بالآخرة وأن يتعلقوا بالدنيا فقط.

يا من أفرغتم من قواميسكم كل عبارات الشتم والسباب {وأنتم متعودون على ذلك} أفرغتموها على الصحوة الإسلامية المباركة وعلى شباب الأمة الذي انعتق من دعواتكم المضللة.

يا من رسالتهم في الحياة هي النظر إلى كل ماله علاقة بالإسلام نظر مقت وازدراء وتقزز.

يا من لهم سجلا حافلا ينضح حقدا وضغينة على الإسلام.

يا من تحاولون تشويه وتحطيم صورة الإسلام في عيون أبنائه وإضعاف هيمنته على النفوس وإضعاف مؤسساته وتغييبها عن الواقع.

يا من أنعم الله عليهم بقوة العقل وفصاحة في اللسان فهم يسخرونها في محاربة دين الله ومحاربة أوليائه.

يا من خير الله إليهم نازل وشرهم إلى الله صاعد.

أقول لكم على الرغم من كل مؤامراتكم وخططكم التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين ليلا ونهارا سرا وجهارا:

كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

وإني على يقين بأن المستقبل للإسلام، وأن للإسلام دورا في هذه الأرض هو مدعو لأدائه شئتم أم أبيتم، ونوره سيعم العالم مصداقا لقول الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هوى إلا وحي يوحى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدبر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز دين الإسلام وذلا يذل به الكفر}

فستذكرون يوم لا تنفع الذكرى أن ما تقومون به من صد الناس عن طريق الحق سوف تسألون عنه أمام الله عندئذ يقول الكافرون: {قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، قال اخسئوا فيها ولا تكلمون}.المؤمنون {108}

وإنني أدعوكم بأن تتركوا هذه الدعوات الزائفة الضالة وأن تطئوها بأقدامكم وأن تعودوا إلى رشدكم وأن تحكموا البصيرة الثاقبة بدلا من التمادي في الغي والباطل، وأن تتوبوا إلى الله ما دام باب التوبة مفتوح واعلموا إن التوبة تجب ما قبلها كما قال سبحانه وتعالى {إلا من تاب وءامن وعمل عملا صالحا فأؤلائك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما}.الفرقان {70} ا

وأخيرا أقول لكم:

{ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار، تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار، لاجرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار، فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد}.غافر {40) ا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير