• صلتها بأديان الشرق عموماً، والطاوية والهندوسية والبوذية خصوصاً. فالشكرات أصل مهم في معتقدات الهندوسية، والبوذية، والطاوية، والشنتوية وكثير غيرها من أديان الهند والصين، والتبت. كما أنها أصل في كثير من التطبيقات الرياضية والاستشفائية كـ"الريكي"، و"التشي كونغ"، و"اليوجا" و"الماكروبيوتيك" و"التاي شي". بل وتدخل فلسفتها في تطبيقات التصميم والديكور"الفونغ شوي". وعليها يعتمد مبدأ الاستشفاء بالأحجار الكريمة،والأشكال الهندسية والألوان والروائح، والإبر الصينية. وهذا ما جعل أستاذ علم الاجتماع. Douglas K Chung.Dr بإحدى جامعات ولاية ميتشغان الأمريكية يقول:"كثير من الناس يمارسون " الشي كونغ" والتاي شي شوان"، والإبر الصينية يومياً دون أن يعرفوا أنهم يمارسون الطاوية ".
• كثير منها مشوب بفكرة وحدة الوجود عند الصوفية الغالية، أو يوصل إليها؛ فالدعوة للوصول للنرفانا عند ممارسي التنويم، والدعوة للاتحاد بالعقل الكلي عند مدربي الريكي ليست بعيدة عنها وإن لم يدرك هذا مشجعوها من المسلمين.
• لفلسفتها صلة ظاهرة بكثير من أفكار ونظريات فلسفة الإغريق في نظرية العقل الكلي، وطبائع الكواكب والنجوم وتأثيرات قواها على الكون والإنسان.
• لكثير منها علاقة بأديان غربية حديثة: كدين "الموحدين الخلاصيين" و"الإنسانيين العلمانيين"، واتباع مذهب "العلمولوجيا" ومذهب "العمر-العصر- الجديد" التي تدعو في جملتها لإنكار الخالق، وإثبات كلي واحد يتم الوصول له، والاتحاد به بطرق منها توزان ثنائيات في الحياة.
• لها صلة وثيقة بالمعتقدات التي برزت مؤخراً في أمريكا والغرب لإحياء للتراث الفكري كالهونا والويكا والدرودية والشامانية ومعتقدات الهنود الحمر، التي تنادي بفكرة "أمنا الأرض"، وتتمركز حولها ( Earth centered religon) وتتبنى فكرة الطاقة الكلية.
• كثير منها يحمل في طياته من فكر دعاة وحدة الأديان، ومذاهب النفعية والإلحاد شيئاً كثيراً.
• لايخلو كثير منها من تشبه بعبادات أهل الجحيم وعاداتهم، كما في وضعيات استرخاء اليوجا التي هي عصب هذه التطبيقات، أو ادعاء القدرات الخارقة كالمشي على النار أو المسامير مما عُرف به نساك الهندوس (الفقير الهندي).
• تهدف كثير من تطبيقاتها وملحقاتها لتعظيم شأن الإنسان وقدراته بصورة مبالغ فيها قد تصل - إذا قلت خبرة المدرب بمقاصد الدين - لتربية ما يسمي عند أصحاب مذهب القوة "مذهب نيتشه " بالرجل السوبرمان الذي لا يحتاج بعد كل هذه القدرات لفكرة اعتقاد إله، فهو وحده يملك أمر صحته ومرضه، وسعادته وشقائه. وإن مسه خير قال: إنما أوتيته على علم عندي.
ومن هنا فإن خطر هذه الوافدات مدلهم، وفتنتها عظيمة. والشر الذي تجمعه وتدل عليه كثير متشعب، وعلى الرغم من محاولات كثيرين من الحريصين استخلاص ما فيها من خير بعيداً عن لوثاتها العقدية إلا أن هذه المحاولات باءت وستبوء بالفشل - وإن لم يعترف بذلك أصحابها ومدربوها - فمصادمة هذه الفلسفات وتطبيقاتها للعقيدة إنما هو في الأصول التي تقوم عليها لا في بعض التطبيقات الهامشية التي قد يدعي البعض إمكانية التحرز منها. ثم أن المنهج النبوي الذي وعاه عمر ? ووعاه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؛ منهج وجوب مخالفة أصحاب الجحيم (اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الديانات والوثنيات والمعتقدات المخالفة للدين) يحتم علينا -إن أردنا صلاح حالنا وسلامة مآلنا - اتباعه بالإقبال على الكتاب والسنة، فما تركا من خير إلا وفيهما دلالة عليه ولا شر إلا وفيهما تحذير منه، واليقين بهذا من مقتضيات فهم كمال الدين وتمام بلاغ خاتم المرسلين، فهذا حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما يحذّر:" من أخذ رأياً ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله لم يدر على ماهو منته إذا لقي الله ".
وانطلاقاً من مسؤولية تخصصي العلمي كباحثة في مجال العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة، ومن دراستي البحثية المقارنة المتخصصة لأصول الإيمان بالغيب؛ أهيب بإخوة الدين بدافع الغيرة على الدين وحماية جناب التوحيد أن يحذروا خطورة هذا الطريق ومزلقه السحيق.
ما الواجب علينا بعد هذه المعرفة؟ وماهي منهجية التعامل مع الأفكار الوافدة؟
¥