تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال سبحانه وتعالى: {يخافون ربهم من فوقهم} {النحل: 50}.

وأخبر سبحانه عن فرعون فقال: {ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً} {غافر:36 – 37}.

وقد تأول السقاف قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي}، فقال في كتابه ((إلقام الحجر)) (ص:16): (المقرر أن علو الله تعالى علو معنوي كما أثبت ذلك الحافظ في الفتح 6/ 136).

وقال فيما علقه على كتاب قواعد العقائد من كتاب الإحياء للغزالي، والذي نشره باسم ((عقيدة أهل السنة والجماعة)) (ص:33):

(جميع الآيات والأحاديث التي ظاهرها جهة السماء المراد منها العلو المعنوي والفوقية القهرية، والعرب الذين جاء القرآن بلغتهم إذا أرادوا وصف أي شيء بالعظمة والرفعة والكبرياء يشيرون في تعظيمه إلى جهة السماء، وإلى العلو المعنوي كما هو مشهور، فالعلو المراد بالفوقية ونحوها هو من جهة المعنى وليس من جهة الحس في حق المولى تبارك وتعالى).

قلت: إثبات العلو لله سبحانه والفوقية له عز وجل بذاته وصفاته ليس معناه التشبيه، ولا يعني أن يرد عليه النقص بإثبات هذه الصفة فهو سبحانه فوق عباده بذاته وصفاته بغير كيف، مع اعتقاد الكمال المطلق، والتنزيه عن النقص والعيب.

? وأما أدلة إثبات الصفة العلو من السنة، فكثيرة جداً، نذكر منها:

1 – حديث الجارية الذي حكم عليه بشذوذ لفظه:

وهو عند مسلم في ((صحيحه)) وغيره، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: كانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أُحد والجوانية، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله ?، فعظم ذلك علي، قلت يا رسول الله!! أفلا أعتقها؟ قال: ((ائتني بها))، فأتيته بها، فقال لها: ((أين الله؟)) قالت في السماء، قال: ((من أنا؟) قالت: أنت رسول الله، قال: ((أعتقها فإنها مؤمنة)).

قال السقاف في ((عقيدة أهل السنة والجماعة))!! (ص:36):

(وقد صح حديث الجارية بلفظ: ((أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال نعم)) ونحن نقول: هذا هو الثابت عنه ?، ولفظة ((أين الله)) لا تثبت لأنها مروية بالمعنى).

وقال في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) لابن الجوزي (ص:186):

(قد خالف كثير من الحفاظ في مصنفاتهم هذا اللفظ الذي جاء في ((صحيح مسلم)) فروه بلفظ:

((قال أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتومنين بالبعث بعد الموت؟ قالت: نعم، قال: فأعتقها)).

رواه أحمد في ((مسنده)) (3/ 452)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (4/ 244): رجاله رجال الصحيح، وعبد الرزاق في ((المصنف)) (9/ 175)، والبراز (1/ 14كشف)، والدرامى (2/ 187) والبيهقي (10/ 57)، والطبراني (12/ 27) وسنده صحيح، وليس فيه سعيد بن المرزبان كما قال الهيثمي، وابن الجارود في ((المنتفي)) (931)، وابن أبي شيبة (11/ 20)).

قلت: وهذا الكلام فيه تدليس عريض، فظاهره أن الاختلاف في اللفظ دون السند، فكأنه يشير بذلك إلى أنه اختلف في متن هذا الحديث على أحد رواة السند، فرواه جماعة عنه بلفظ مسلم، وجماعة آخرون باللفظ الآخر، وهذا غير صحيح.

فما أورد من تخريج هذا اللفظ فلأحاديث عدة بأسانيد مختلفة.

وسوف أذكرها لك أخي القارئ، حتى ترى أي درجة من التدليس وصل إليها السقاف.

? أما الحديث الأول:

فالذي أخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (9/ 175) – ومن طريقه الإمام أحمد في ((المسند)) (3/ 452) وابن الجارود (931) -:

عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن رجل من الأنصار، جاء بأمة سوادء إلى النبي ?، فقال: يارسول الله، إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة ……الحديث.

وأخرجه البيهقي في ((الكبرى)) (10/ 57) من طريق:

يونس بن يزيد، عن الزهري به.

قلت: وهذا الإسناد معلول بجهالة صحابية، فإن قيل ما وجه إعلاله بذلك، والصحابة كلهم عدول؟ فالجواب: أنه لم يرد في طريق من طرق الحديث ما يدل على أن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قد سمعه من هذا الأنصاري، فلعله لم يسمع منه، وكما قال السقاف:

((متى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير